منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، عبّر الصحافيون العراقيون عن تضامنهم التام مع الفلسطينيين، وسخّروا حساباتهم على مواقع التواصل لفضح جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، والتي تتصاعد حتى اليوم، ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر.
وقد اتفق الصحافيون العراقيون، بمختلف انتماءاتهم السياسية والطائفية ومختلف المؤسسات التي يعملون فيها، على العمل على فضح جرائم الاحتلال، خصوصاً في ظل التضليل الذي رافق تغطية الصحف والقنوات الغربية منذ اليوم الأول لبدء العدوان. وبسبب تماسهم المباشر مع الأخبار القادمة من غزة، سواء من وكالات الأنباء أو من المراسلين في القطاع، تحوّل الصحافيون العراقيون وحساباتهم إلى ما يشبه المراكز الإعلامية للمواطنين، لمعرفة ما يدور داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد متابعيهم بشكل كبير على مختلف المنصات، سواء "فيسبوك" أو "إنستغرام" أو "إكس"، وهي المنصات الثلاث الأكثر استخداماً بين العاملين في مجال الإعلام.
أحد أبرز هؤلاء الصحافيين هو شامل عبد القادر. الصحافي المخضرم، والمتخصص بالتاريخ السياسي العراقي والعربي الحديث، ينشر منذ بدء العدوان، عبر حساباته على مواقع التواصل، تغطية خبرية متواصلة لما يحصل في فلسطين. لكنّه، إلى جانب ذلك، ينشر معلومات تاريخية، مرتبطة بالصراعات في المنطقة، ودور الاحتلال في تأجيج أغلبها، موثقاً كلامه بالصور والفيديوهات. كما يقدّم تحليلاً سياسياً وأمنياً للأحداث القديمة ويربطها بسياق حالي، سواء في غزة أو غيرها من الدول العربية.
من بين الصحافيين الذين يملكون حضوراً في الإعلام العراقي أيضاً، ومتابعة كبيرة على مواقع التواصل، الإعلاميان هشام علي وحسام الحاج، اللذان يتناولان الأحداث في غزة ويوثقان بالصورة والأخبار المجازر التي يرتكبها الاحتلال، ما زاد من عدد متابعيهما بشكل كبير. هذا ما يفعله أيضاً الصحافي أحمد الحسيني الذي يواظب على نشر رسائل مؤثرة تتعلق بغزة وفلسطين. وكان من بين ما نشره رسالة إلى المجتمع الدولي، طالب فيها بـ"تغيير المفردات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجعلها أكثر وضوحاً مما كُتبت عليه"، في إشارة منه إلى القتل الذي يتعرض له المدنيون في غزة وتجاهل المجتمع الدولي لهم واعتماد الأنظمة العالمية معايير مزدوجة للمحاسبة على جرائم الحرب.
في حديث مع العربي الجديد، يقول الصحافي عماد سلام، وهو محرر في صحيفة محلية، إنه اعتاد على أن يكون مصدراً للمعلومة لدى أصدقائه ومعارفه لكونه يعمل في حقل الصحافة، لكنه يؤكد أن الحرب على غزة زادت من متابعة ما ينشره عبر حساباته في مواقع التواصل. ويضيف: "يركّز العراقيون اليوم جل اهتمامهم على ما يجري في غزة، هذا ليس غريباً، فالقضية الفلسطينية حاضرة في وجدان العراقيين، وما يمر به سكان غزة يثير فيهم الحزن والغضب. وهذا ما شاهدناه في التظاهرات التي خرجت في المناطق العراقية نصرة للفلسطينيين وما يعبرون عنه من خلال مواقع التواصل".
ويؤكد سلام أن جميع الصحافيين العراقيين الذين ينشطون على مواقع التواصل زادت متابعتهم من قبل المواطنين منذ بدء طوفان الأقصى، وذلك للحصول على معلومات إضافية حول ما يجري على أرض الواقع في غزة "لأن المواطنين يرون أن الصحافي قد يملك معلومات وأخباراً أدق وأحدث".