استمع إلى الملخص
- في "إم إس إن بي سي"، توظيف أفراد من جماعات الضغط الإسرائيلية يتزامن مع إيقاف مذيعين مسلمين، مما يثير الشكوك حول التوجه التحريري. "فوكس نيوز" تتبع نمطًا مشابهًا.
- تأثير جماعات الضغط يمتد إلى الصحافة المكتوبة مثل "نيويورك تايمز"، حيث عمل صحفيون بعد تدريبهم في منظمات مؤيدة لإسرائيل، مما يثير تساؤلات حول تأثيرهم.
كشف تحقيق أجراه موقع مينت برس نيوز أن مئات الموظفين السابقين في جماعات الضغط الصهيونية مثل "أيباك" و"ستاند ويد آز" و"كاميرا"، يعملون في غرف الأخبار في وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الأقسام المتعلقة بدولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين. تشمل هذه المؤسسات "إم إس إن بي سي"، و"نيويورك تايمز"، و"سي أن أن"، و"فوكس نيوز".
إم إس إن بي سي
أعضاء عدة في جماعات الضغط الإسرائيلية السابقين وظفتهم "إن بي سي يونيفرسال"، وهي مجموعة تمتلك أكثر من 12 قناة بينها "سي إن بي سي"، و"إن بي سي نيوز"، و"إم إس إن بي سي". كانت كايلا شتاينبرغ تعمل في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، أكبر جماعة ضغط صهيونية في الولايات المتحدة، ثم في 2022 عملت منتجة في شبكة إن بي سي نيوز. وإيما غوس مثلاً بدأت حياتها الإعلامية بالسفر إلى إسرائيل لإعداد فيلم وثائقي لمنظمة "اكتب من أجل إسرائيل" الصهيونية. وحتى قبل تخرجها كانت غوس قد عملت مع "إم إس إن بي سي"، فساعدت في إنتاج Morning Joe، أحد البرامج الإخبارية الرئيسية في الشبكة.
وعملت المديرة في شبكة إن بي سي يونيفرسال، نوغا إيفن، بين عامي 2017 و2018، في "ستاند ويد آز"، وهي مجموعة تروّج لإسرائيل في الجامعات على مستوى العالم، وتنسّق مع الحكومة الإسرائيلية. أما مراسلة "سي إن بي سي"، سامانثا سوبين، فتمكنت من الحصول على وظيفة في الشبكة عام 2021 بينما كانت لا تزال في مجموعة "تاميد" التي تربط بين إسرائيل والجيل القادم من قادة الأعمال، في تضارب واضح للمصالح يخالف أعراف الصحافة.
في مقابل هذا التداخل الهائل بين اللوبي الإسرائيلي و"إم إس إن بي سي"، أُوقف مذيعوها المسلمون الثلاثة الوحيدون. سحبت الشبكة بهدوء ومن دون تفسير أيمن محيي الدين وعلي فيلشي ومهدي حسن من البث. وفهم الموظفون أن ذلك رسالة إلى بقية الموظفين.
فوكس نيوز
في الطرف الآخر من الطيف السياسي للإعلام الأميركي، تقع شبكة فوكس نيوز اليمينية. ومع ذلك، ففيما يتعلق بقضية إسرائيل، كانت تغطية الشبكة مشابهة لتغطية "إم إس إن بي سي". ومثلها توظف "فوكس نيوز" مجموعة كبيرة من أعضاء جماعات الضغط الإسرائيلية السابقين في مناصب رئيسية داخلها.
قبل أن تصبح صحافية، عملت راشيل وولف في "كاميرا"، وهي مجموعة ضغط على الإعلام للتقليل من انتقاد إسرائيل أو إسكات الصحافيين، وهي الآن محررة الصفحة الرئيسية للشبكة ومحررة وسائل التواصل الاجتماعي. بدورها، عملت نيكول كوبر في "أيباك" بين عامي 2019 و2020، ثم عُرض عليها منصب المساعدة التنفيذية لرئيس شبكة فوكس نيوز.
سي أن أن
وجد تحقيق "مينت برس نيوز" أعداداً كبيرة من موظفي شبكة سي أن أن أيضاً قد عملوا سابقاً في جماعات الضغط الصهيونية. بدأت جيني فريدلاند مسيرتها المهنية في اللجنة اليهودية الأميركية، وهي منظمة مؤيدة بشدة لإسرائيل، وهي تعمل منتجةً في "سي أن أن" منذ عام 2019. وكانت هانا رابينوفيتز، وهي منتجة أخرى في شبكة سي أن أن، قد عملت سابقاً لصالح رابطة مكافحة التشهير، وهي مجموعة تدعي أنها منظمة مناهضة للعنصرية، ولكنها في الممارسة العملية تستخدم غالباً ادعاءات معاداة السامية لحماية إسرائيل من الانتقادات.
جماعات الضغط في الصحافة المكتوبة
لا يقتصر وجود جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل على شبكات التلفزيون فقط، بل في غرف أخبار مؤسسات الصحافة المطبوعة الأميركية كذلك، بينها صحيفة نيويورك تايمز. فقبل بداية مسيرة مراسل الصحيفة في القدس، تدرب آدم راسغون في مركز شاليم، وهي مجموعة منحلة تأسست عام 1994 "لإثراء وتعزيز دولة إسرائيل"، ثم ذهب إلى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.