سلافة معمار في فخ الدراما المشتركة

09 يوليو 2022
سلافة معمار وعابد فهد في "بيروت 303" (فيسبوك)
+ الخط -

لم تحقق الممثلة السورية، سلافة معمار، أي تقدم بعد دخولها عالم الدراما المشتركة من بيروت، قبل عام. الواضح أن بطلة "زمن العار" (2009) (كتابة سامي يوسف ونجيب نصير/ إخراج رشا شربتجي)، وقعت في فخ أضواء الإنتاج اللبناني، القائم اليوم على تنفيذ أجندات بلوائح مسلسلات لصالح المنصات التجارية.

قدمت سلافة معمار مسلسل "عالحدّ"، عن قصة لبنى حداد، وإخراج ليال راجحة، ووقعت في فخ الإخراج الضعيف، الذي لم يدرك كيفية طرح المشاهد، أو تقسيمها وتصويرها بالشكل المقنع. أدت معمار في "عالحد" دور ليلى؛ صيدلانية سورية اختارت بيروت للدراسة والعيش، وتزوجت لبنانياً هاجر إلى أوروبا وتركها مع طفلتهما عند خالتها. تحيا ليلى هواجس الدفاع عن المظلومين والضعفاء، تصل إلى حد قتل المعتدين بطريقة خفية، تزيد من أزمتها النفسية، وتدمن الأدوية المهدئة، حتى تُجبر على تسفير ابنتها الوحيدة إلى مكان هجرة والدها. هكذا، ينتهي المسلسل بمشهد مفتوح، يحمل أكثر من تأويل لمصير ليلى "القاتلة" التي أرادت تطهيرمحيطها من المغتصبين والمعنفين وتجار المخدرات، من دون تطور مقنع لشخصية القاتلة. اكتفت المخرجة بخاتمة مفتوحة، كنوع من التشويق الذي بات مطلوباً في الإنتاجات الخاصة بدراما المنصات.

يعرض منذ ثلاثة أسابيع مسلسل "بيروت 303"، من بطولة عابد فهد وسلافة معمار، وكتابة سيف رضا حامد، وإخراج إيلي السمعان. تحاول معمار في هذا المسلسل أن تثبت أنها قادرة على تخطي ضعف القصة والسياق والإخراج. لكنها تقع في فخ هذا الضعف، ولا تجد منفذاً. تؤدي في "بيروت 303" دور سيدة تُدعى تاج، متزوجة بعزيز (عابد فهد)، رجل المافيا الذي يعيش في دائرة مفرغة، وحياة عبثية بعيدة جداً عن الواقع، ويتعامل باستسهال مع حادثة سقوط أو تفجير طائرة على الساحل اللبناني. كل ذلك أضاع البوصلة لمجموعة شخصيات محورية في العمل، وقضى على طموح معمار في تخطي حاجز النجاح.

كل ذلك دفع متابعيها وجمهورها في سورية والعالم العربي إلى لومها، والطلب منها التوقف عن قبول بأدوار تنتمي إلى إنتاجات الدراما المشتركة. لعلّ الفنانة السورية لم تمنح نفسها وقتاً كافياً لمراجعة القصص والسيناريوهات التي تعرض عليها، ولم تفكر في العمل على أدوار غير تقليدية، كما كان يحصل في المسلسلات السورية التي لعبت بطولتها منذ أكثر من عقد. ولأسباب تبدو "غامضة"، لم تتفادَ معمار العمل مع مخرجين في تجارب هي الأولى لهم، خصوصاً أنهم قادمون من خلفية تصوير وإنتاج الكليبات الغنائية المصورة.

بهذا، لم تكسب معمار الرهان، بل خسرت الإعجاب السوري المحلي من قبل المتابعين الذين لم يجدوا مبرراً لفنانتهم بالموافقة على مثل هذه الإنتاجات، وطالبها بعضهم بالتوقف عن العمل في الدراما المشتركة، والعودة إلى الدراما السورية الخالصة. فعلياً، إن غلطة سوء توزيع دور من قبل مخرج واحد، هي أشبه بمن يزرع الألغام؛ غلطته الأولى هي الأخيرة. لذلك، قال المخرج السينمائي الشهير إيليا كازان: "سوء توزيع دور معين هو الغلطة التي لا يمكن أن تصحح".

المساهمون