الرئيس التونسي يعتبر أن اختيار اسم العاصفة دانيال يعكس "نفوذاً صهيونياً"
رأى الرئيس التونسي قيس سعيّد، أن اختيار اسم "دانيال" للعاصفة التي ضربت ليبيا المجاورة، يعكس "نفوذ الحركة الصهيونية العالمية"، بحسب ما جاء في مقطع مصوّر نشرته الرئاسة التونسية، الثلاثاء، عبر "فيسبوك".
وقال سعيّد في الشريط المصوّر خلال اجتماع، الاثنين، مع رئيس الوزراء أحمد الحشاني وأعضاء في الحكومة: "بالنسبة إلى الإعصار دانيال، ألم يتساءلوا أو يكلّفوا أنفسهم عناء التساؤل عن التسمية دانيال؟".
وتابع: "اختاروا دانيال. من هو دانيال؟ هو نبي عبري.. لأن الحركة الصهيونية تغلغلت وتم تقريباً ضرب العقل والتفكير ليصبحوا في حالة غيبوبة فكرية تماماً".
وأضاف: "نسوا صبرا وشاتيلا، أخرجوها من الذاكرة"، في إشارة الى مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان التي ارتكبتها مليشيات مسيحية في عام 1982 بتغطية وحماية إسرائيلية، وفق تقارير عدة.
وأثار كلام سعيّد موجة انتقادات وسخرية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بين منتقدٍ لترويج الرئيس لنظريات المؤامرة، وبين مستغرب من "خفّة تعاطيه" مع قضية الإعصار الذي خلّف خسائر هائلة في ليبيا المجاورة.
وكتبت الصحافية التونسية وجدان بوعبدالله عبر "إكس": "قيس سعيّد يربط اسم النبي دانيال بالحركة الصهيونية. الأعاصير يضع أسماءها علماء قبل حدوثها ولا علاقة لها البتة بالدين ولا بالصهيونية ولا الماسونية. مأساة الشعب الليبي لا تتحمل هذه الهرطقة".
قيس سعيد يربط اسم النبي دانيال بالحركة الصهيونية. الأعاصير يضعه أسماءها علماء قبل حدوثها ولا علاقة لها البتة لا بالدين ولا بالصهيونية ولا الماسونية. مأساة الشعب الليبي لا تتحمل هذه الهرطقة #إعصار_دانيال
— Wejdene Bouabdallah 🥏 (@tounsiahourra) September 19, 2023
pic.twitter.com/IAjqiCB5dJ
فيما قال عبد الله القلاف: "شوفوا الضحالة الفكرية.. طبعاً حتى يُخرج نفسه من دائرة الانتقاد في شرح كيفية التعامل مع الإعصار وتفنيد الاتهام الموجه لحكومته نظر إهمالها، استحضر المؤامرة الكونية من سباتها حتى تخيّم بحساسيتها على عقول الحانقين. إنها حجة من لا حجة له واستهتار بأرواح المتضررين".
شوفوا الضحالة الفكرية.. طبعاً حتى يُخرج نفسه من دائرة الانتقاد في شرح كيفية التعامل مع الإعصار وتفنيد الاتهام الموجه لحكومته نظر إهمالها، قام باستحضار المؤامرة الكونية من سباتها حتى تخيّم بحساسيتها على عقول الحانقين. إنها حجة من لا حجة له واستهتار بأرواح المتضررين.
— Αμπντουλάχ Γαλαφος (@A_F_K_Alqallaf) September 19, 2023
وشبّه العباس بن عبد النبي تصريحات سعيّد المثيرة للجدل بتلك التي كان يطلقها الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي، معتبراً أنّ "القذافي فكرة والفكرة لا تموت".
القذافي فكرة و الفكرة لا تموت. #قذافي_تونس
— AL Abbas Ben Abdennabi العباس بن عبد النبي (@ababdennabi) September 19, 2023
بينما وصف أمين عناني، الرئيس التونسي بأنّه "إنسان غير مسؤول"، وانتقد أخطاءه وأسلوبه الشعبوي.
قيس سعيد انسان غير مسؤول، قداه باش يقعد الشعب التونسي يتحمل في تبعات اغلاطه وشعبويته؟#تونس https://t.co/q8qV59ShmV
— Amine Anane (@AnaneAmine1) September 19, 2023
وضربت العاصفة دانيال، شرقيّ ليبيا، في العاشر من سبتمبر/ أيلول الحالي، مسببةً فيضانات كاسحة حصدت أكثر من 3300 قتيل في مدينة درنة خصوصاً، بحسب أرقام السلطات.
وقبل ليبيا، ضربت العاصفة تركيا وبلغاريا واليونان، وقد أطلقت عليها اسم "دانيال" مصلحة الأرصاد الجوية اليونانية.
في أوروبا، تُعطى العواصف التي لها تداعيات متوسطة إلى خطرة اسماً موحداً يُختار بالتنسيق بين مصالح الأرصاد الجوية الوطنية المعنية، وفقاً للترتيب الأبجدي.
وخلال الاجتماع نفسه، استبعد الرئيس التونسي أي تطبيع بين تونس وإسرائيل التي أقامت في السنوات الأخيرة علاقات دبلوماسية مع بعض الدول العربية، من بينها المغرب والإمارات العربية المتحدة، وقد حصلت برعاية أميركية وأطلق عليها اسم "اتفاقات أبراهام".
وقال سعيّد: "من أبراهام إلى دانيال.. (العلاقة) واضحة جداً".
وأضاف: "التطبيع الذي يتحدثون عنه لا وجود له عندي كمصطلح. هي خيانة عظمى في حق الشعب الفلسطيني في كل فلسطين"، مضيفاً: "القضية ليست مع اليهود، بل مع الحركة الصهيونية العالمية".
وكان الرئيس سعيّد قد نفى في مايو/ أيّار معاداة الدولة التونسية للسامية بعد اعتداء أطلق خلاله شرطي النار قرب كنيس الغريبة على جزيرة جربة التونسية، وندّدت السلطات التونسية بالهجوم "الإجرامي".
(فرانس برس، العربي الجديد)