#الموظف_المنتحر يفجر غضب المصريين ضد القطاع الخاص والدولة

28 ديسمبر 2021
عاش الشارع المصري حالة ذهول (زياد أحمد/ Getty)
+ الخط -

على مدى عدة أيام، عاش الشارع المصري، إلى جانب وسائل الإعلام ومواقع التواصل، حالة من الصدمة، بعد انتحار موظف بإحدى شركات "الكول سنتر" الكبيرة في منطقة التجمع الخامس شرق القاهرة.

ألقى الحادث بظلال كثيرة على عالم تقديم خدمات "الكول سنتر" و"التعهيد"، وهي تقديم خدمات الاتصالات والتكنولوجيا وخدمة العملاء العابرة للحدود، والتي صنفت مصر الأولى عربياً وإقليمياً في تقديمها، نظراً لموقعها المتميز ووفرة العمالة وقلة التكلفة.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

ويعمل في مجال "التعهيد" في مصر حوالي 240 ألف موظف، وتقدم خدماته لحوالي 100 دولة، وفق آخر تقرير للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري في مايو الماضي، والذي اعتبره مدعاة للفخر، وتحول مصر لمجال الرقمنة.

وكان الموظف المقدم على الانتحار محل اهتمام مواقع التواصل بقوة، وشجع كثيراً من المغردين على فتح ملف العمل في القطاع الخاص المصري، وعرض تجاربهم الشخصية، وفضح أجواء العمل فيه، في ظل انعدام الحقوق والرعاية الصحية، والرواتب الضئيلة، وتجاهل الدولة المتعمد لتلك التجاوزات، والتي برروها بمحاباة رجال الأعمال، والفساد، وتبرعاتهم لصندوق تحيا مصر.

وتجاهلت البرامج الحوارية الحادث، ولم يتناوله تقريباً إلا عمرو أديب على قناة mbc مصر، والذي استضاف على الهاتف زميلة الموظف التي فضحت كل التجاوزات في حقه، وسوء معيشة موظفي القطاع الخاص المصري.

ورغم تحذيرات من بطش الشركة بزملاء المنتحر الذين فضحوا كواليس العمل، أحال أديب الأمر للرقابة الشعبية ومواقع التواصل التي فجرت القضية بدلاً من لوم غياب الدولة، والتي اعترف أنها تحركت بناءً على اشتعال الإعلام البديل.

مواقع التواصل سدت فراغ الأذرع والبرامج الحوارية، وزاد من غموض الواقعة اندلاع حريق في مقر الشركة، وهو ما اعتبره مغردون محاولة لطمس الأدلة أو تدمير كاميرات المراقبة.

خالد عبيد ربط الحادث برئيس الدولة عبد الفتاح السيسي، وألقى اللائمة عليه، وقال: "‏مصر منظومة فاشلة لا تحمي حقوق الإنسان وده بقرار من ‎#السيسي المسؤول الأول بسبب رفضه الموافقة على قانون يحمي حقوق الموظفين في القطاع الخاص .. الشركة التي قتلت ‎#الموظف_المنتحر تختلق حادثة ماس كهربائي وتقوم بمسح الفيديوهات وأدلة الإهانة والاتهام وبعد كده يقولك. #تحيا_مصر_وعاش_السيسي".

 

وندد أحمد بيومي بظروف عمل المصريين في القطاع الخاص، وحذر قائلاً: "‏على فكرة العمل في القطاع الخاص وفي أماكن كثيرة بقى استعباد حرفياً وبأجور متدنية جداً.. والراجل الي انتحر بسبب فصله من العمل فيه ملايين مثله الآن؟ صدقوني لو مرحمناش الناس عمر ربنا ما راح يرحمنا".

وحمّلت شيرين وجدي الدولة المسؤولية قائلة: "‏القطاع الخاص في مصر بيعامل الناس على انهم عبيد.. وحقيقي هم عبيد وملهمش حقوق ومفيش نقابات ولا قوانين في ضهرهم.. حقيقي برضه الدولة سايبة القطاع الخاص يقطع في الناس بلا ظابط ولا رابط..".

واتهم مصطفى غاندي الدولة ورجال الأعمال بالاتفاق على حساب العاملين، وقال: "‏القطاع الخاص في مصر تحديدا هو أحقر بيئة عمل ممكن للشخص انه يشتغل فيها .. بمجرد ماتمضي عقد العمل مع الشركة انت أصبحت عبد مفيش قانون يضمن حقك وطول ما النظام بيقبض من رجال الأعمال مفيش حد فيهم هيتسأل عن أي مخالفات بترتكب ضدك كموظف".

وهاجمت سارة كتائب النظام التي تبنت وجهة نظر الشركة، وغردت: "‏في موظف انتحر في وسط شركة في نص يوم عمل بس في ناس عندها مخزون بجاحة يكفي انها تقول انه ده مالوش علاقة بالشركة".

المساهمون