الموسم السادس من "ذا كراون".. هكذا تعامل مع آخر أيام الأميرة ديانا

16 نوفمبر 2023
يتناول الأسابيع الأخيرة من حياة الأميرة ديانا (ريتشارد بيكر/Getty)
+ الخط -

يقترب مسلسل "ذا كراون" The Crown، من إنتاج "نتفليكس"، الذي يتناول عهد الملكة إليزابيث الثانية، من نهايته اعتبارًا من اليوم الخميس، مع التركيز على موضوع لا يزال حساسًا للغاية بالنسبة إلى العائلة الملكية البريطانية، وهو وفاة الأميرة ديانا.

سيصدر الموسم السادس والأخير من العرض الحائز جوائز، والذي ابتكره بيتر مورغان، في جزأين، حيث ستعرض الحلقات الخمس الأولى يوم الخميس، تليها الحلقات الخمس الأخيرة في 14 ديسمبر/ كانون الأول، لتبلغ 60 ساعة من السرد الذي بدأ في عام 2016.

ويغطي المسلسل حياة الملكة الراحلة منذ زواجها عام 1947 بالأمير فيليب وحتى تقديم كيت ميدلتون، أميرة ويلز الحالية، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

يتناول هذا الموسم الأسابيع الأخيرة من حياة الأميرة ديانا، بعد طلاقها المضطرب من الملك تشارلز الثالث، الذي أدى إلى وفاتها المأساوية في 31 أغسطس/ آب 1997، عندما اصطدمت سيارة بي إم دبليو، كانت تقلّ ديانا وعشيقها دودي الفايد بسرعة عالية هرباً من مطاردة المصورين لهما، بعمود في نفق ألما بباريس، ما أدى إلى مقتلها هي والفايد والسائق هنري بول.

واستغرقت العائلة المالكة سنوات للتعافي بعد انتقادات لردّ فعلها على موت ديانا، التي أطلق عليها توني بلير لقب "أميرة الشعب".

وقال المؤرخ الملكي، إد أوينز: "إنه موضوع حساس للغاية، لأنه كان حدثاً مهماً في حياة النظام الملكي والعائلة المالكة، ولأن الأشخاص المرتبطين بديانا ما زالوا على قيد الحياة، وأبرزهم ابناها ويليام وهاري البالغان الآن". وأضاف: "إنها اللحظة الحاسمة التي كان المسلسل يبني عليها منذ السلسلة الأولى. ويبقى السؤال: هل كان بيتر مورغان صديقًا أم عدوًا للنظام الملكي؟ ستمنحنا هذه السلسلة فهمًا أكمل عما إذا كان يعتقد أنها مؤسسة ارتكبت أخطاءً كبيرة وتحتاج إلى التحديث. أو ما إذا كانت مؤسسة تمكنت من التحديث بنجاح منذ عام 1997".

سينما ودراما
التحديثات الحية

يعيد الموسم الأخير تجسيد خطاب متلفز مباشر ونادر للملكة إليزابيث الثانية من قصر باكنغهام في 5 سبتمبر/ أيلول 1997، لتكريم الأميرة ديانا ومعالجة الحزن العام الذي كان سائدًا بسبب وفاتها.

أعربت إيميلدا ستونتون، التي لعبت دور الملكة في الموسمين الأخيرين بعد كلير فوي وأوليفيا كولمان، عن شعورها "بمسؤولية كبيرة" تجاه هذا المشهد. وقالت الممثلة: "لقد كان خطابًا قويًا بشكل لا يصدق، يتذكره كثير من الناس". وأضافت: "لم يجرِ الاستخفاف بأهمية ذلك من قبل أي شخص معني، وقضيت الكثير من الوقت في الاستماع إلى تسجيلات الخطاب الحقيقي، لأنني كنت بحاجة إلى أن أكون دقيقة قدر الإمكان مع موضوع يتمتع بحساسية عالية".

فقد اكتسبت الأميرة ديانا شعبية عالمية بسبب تعاطفها مع الأشخاص الأقل حظًا. ولا تزال تحظى بإعجاب كبير حتى خارج المملكة المتحدة، وما زالت تلقي بظلالها على صورة تشارلز وزوجته الملكة كاميلا، التي كافحت للتغلب على سمعتها كمدمرة للزواج.

يُتَرقَّب هذا الموسم بتوتر من قبل المقربين من العائلة المالكة، لكن لم تعلّق العائلة نفسها مطلقًا على المسلسل. في حين أثار الكشف المبكر عن تصوير الليدي ديانا "كشبح"، اتهامات بعدم الاحترام.

وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها مسلسل "ذا كراون" انتقادات، خصوصاً أنه يجذب جمهور "نتفليكس" الأصغر سنًّا والذين يتعرفون إلى بعض الأحداث لأول مرة.

فعلى مدار المواسم السابقة، اتُّهم المسلسل بالتلميح إلى وجود خيانات من قبل الملكة والأمير فيليب، وتصوير الملك الحالي على أنه زوج غير مخلص، وحتى الإشارة إلى وجود رغبة لدى تشارلز في أن تتنازل والدته عن العرش فترة التسعينيات.

في العام الماضي، أضافت "نتفليكس" أن العمل لا يتعدى كونه "خياليًّا" رغبةً منها في إخلاء مسؤوليتها.

اعترفت آني سولزبيرجر، التي قادت البحث الوثائقي للمسلسل، بالحساسية المحيطة بديانا، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز. وقالت: "الأشخاص الذين عاشوا وفاة ديانا يشعرون بإحساس بملكية هذا التاريخ، وإحساس بالمشاركة، وهو ما يمكن أن يؤثر في تصورهم له. ففي التاريخ الحديث، أنت تتصارع باستمرار مع وجهات نظر الناس الحميمية والشخصية".

المساهمون