الفنون التونسية في إجازة طويلة

01 يناير 2021
أقيمت دورة استثنائية من "أيام قرطاج السينمائية" (ياسين قايدي/الأناضول)
+ الخط -

عانى الفنانون التونسيون خلال عام 2020 أزمة مالية حادة، بسبب توقف الأنشطة الثقافية والترفيهية جراء انتشار فيروس كورونا الجديد، وما زاد الأوضاع صعوبة قرار الحكومة التونسية بإلغاء احتفالات رأس السنة التي كان المغنون يتطلعون إليها لتعويض بعض خسائرهم.

وتعبيراً عن ما يعانونه، أطلق فنانون تونسيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "سيب الليل"، أي "دعونا نعمل ليلاً"، احتجاجاً على قرار الحكومة التونسية، منذ نحو 3 أشهر، بفرض حظر تجول وإقفال المطاعم والمنشآت السياحية عند الساعة السابعة مساء.

وكانوا قد نظموا في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقفة احتجاجية، في "مدينة الثقافة" في العاصمة التونسية. وأعلن فيها وزير الشؤون الثقافية، وليد الزيدي، رفضه قرار الحكومة التونسية بوقف العروض الفنية والأنشطة الثقافية. موقف الزيدي اعتبر تمرداً على قرارات رئيس الحكومة هشام المشيشي الذي قرر إقالته في اليوم نفسه.

بعد هذه الإقالة وعدم استجابة الحكومة لمطالب الفنانين بعودة الأنشطة الثقافية، قررت النقابات الفنية خوض اعتصام مفتوح في "مدينة الثقافة"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقد استمر لأسابيع عدة، إلى أن قررت الحكومة التونسية أخيراً تقديم مساعدات مالية للفنانين المتضررين تساعدهم على الخروج من أزمتهم المالية الخانقة.

وقال نقيب الفنانين التونسيين، ماهر الهمامي، لـ"العربي الجديد" إنه يرجو أن تكون سنة 2021 أفضل للفنانين التونسيين الذي عرفوا ضائقة كبيرة، راجياً وزارة الشؤون الثقافية الالتزام بتعهداتها أمامهم.

إلغاء المهرجانات الفنية هذا العام استثنى "أيام قرطاج السينمائية" التي أقيمت فعالياتها في العاصمة التونسية، بين 18 و23 ديسمبر/كانون الأول. وكانت دورة استثنائية فرضت فيها وزارة الصحة التونسية على المنظمين بروتوكولاً صحياً صارماً، فلم تجمع العروض السينمائية المائة والعشرون حضوراً جماهيرياً حاشداً، بعدما حددت السعة الاستيعابية في القاعات السينمائية بالثلث.

كما حجبت جوائز المهرجان، واكتفى المنظمون بتكريم الممثل المصري عبد العزيز مخيون. الساحة الفنية التونسية لم تشهد أيضاً إنتاجات فنية كبرى، بسبب توقف أعمال التصوير، وأعادت قنوات محلية عرض بعض المسلسلات الرمضانية، وأبرزها "النوبة 2" للمخرج عبد الحميد بوشناق. كما قرر منتجو الأفلام سحب إنتاجاتهم من دور السينما وتأجيل عرضها إلى عام 2021.

كما فقد الوسط الفني في 2020 فنانتين من أبرز الفنانات التونسيات في السنوات الخمسين الأخيرة؛ فقد توفيت الفنانة نعمة يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن سن يناهز 86 عاماً، بعد أن تركت مخزوناً غنائيا كبيراً، إذ بلغ عدد أغانيها 360 أغنية تميزت باللون التونسي تحديداً. ويوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، توفيت الفنانة زهيرة سالم عن ثمانين عاماً. وتركت الفنانة التي عرفت نجاحاً كبيراً 500 أغنية، علماً أن شريطها الغنائي الأول صدر عام 1960.

المساهمون