لن تقف إنتاجات الدراما العربية المشتركة عند أي حدود. بعد بيروت ودمشق والقاهرة، يبدو أن عين المنتج تتجه إلى الخليج العربي.
ويصور منذ شهر في بيروت مسلسل "هروب" من قصة وسيناريو حنين عمر، وإخراج محمد جمعة، وإنتاج "إيغل فيلم". يجمع المسلسل للمرة الأولى وجوها معروفة في الدراما الكويتية، كالممثلة شجون الهاجري بطلة القصة، والتي تقف إلى جانب باسم مغنية وليليان نمري في حبكة اجتماعية، لا تخلو من الكوميديا وأحداث ويوميات تجمع بين الممثلين في قلب بيروت.
ليست المرة الأولى التي تعمل "إيغل فيلم" اللبنانية على خط الخليج العربي. قبل وقت قامت الشركة بعقد تعاون مع "أول أوفر" خالد الرفاعي كنوع من التعاون بين الشركتين. وقضى الاتفاق بتوقيع الممثلة الكويتية المعروفة شجون الهاجري على عقد لإنتاج مسلسلين منها "دموع الفرح" المفترض أن يصور في أوروبا، وهو من نوع المسلسلات القصيرة (9 حلقات)، فيما تنشغل الهاجري هذه الأيام بتصوير المشاهد الأخيرة من مسلسل "هروب" في بيروت أيضاً.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي زار صاحب شركة "إيغل فيلم" جمال سنان المملكة العربية السعودية لمباركة تصوير مسلسل "وصية بدر" من إخراج خالد الرفاعي وبطولة مجموعة من الممثلين كيعقوب الفرحان ومهند الحمدي وسارة اليافعي. الواضح أن المنتج العربي لم يعد يتكل على الإنتاج المحلي أو الذي يحمل هوية بلد واحد، بل يحاول هذه المرة رسم خطة درامية للجمع بين دول الخليج والمحيط العربي، أي بين دمشق وبيروت والقاهرة. ولو أن الوجهة إلى لبنان ستنال حصة الأسد بسبب وجود المكاتب الرئيسية لشركتي "إيغل فيلم" و"الصبّاح" في بيروت، وهو أمر يسهل عملية عقد الشراكات مع الممثلين والمخرجين والكتاب. فهل تخرج الدراما الخليجية التي تطورت جداً في السنوات الأخيرة من "محليتها" إلى العالم العربي، ويصبح الجمع بين جنسيات مختلفة من دول العالم العربي أمراً واقعاً؟
تبدو الإجابة عن هذا السؤال صعبة اليوم، لكن بإمكان الصورة أن تصبح أكثر وضوحا، أمام مجموعة التجارب الأولية، ومنها على سبيل المثال مسلسل "دفعة بيروت" تأليف هبة مشاري حمادة وإخراج علي العلي، والذي نُفذ في بيروت، وكان من إنتاج "إيغل فيلم" أيضاً وحقق نسبة مشاهدة جيدة، ولعبت بطولته مجموعة من وجوه الدراما في الكويت وسورية ولبنان، وكذلك عرضت منصة "شاهد" قبل سنة ونصف السنة مسلسل "الديفا" إخراج رندة العلم، والذي جمع بين اللبنانية سيرين عبد النور والممثل السعودي يعقوب الفرحان، وكان بمثابة الشرارة الأولى للبدء بالتعاون بين الدراما في الخليج وبيروت.
هكذا تبدو التجارب واضحة لشراكة تجمع معظم الدول العربية في أعمال درامية واحدة وفق سياسة تتبناها منصة "شاهد" التابعة لمجموعة MBC السعودية والتي تتولى الميزانيات الضخمة لمثل هذه المشاريع. نقلة نوعية أخرى في المزج بين اللبناني والسوري والمصري والخليجي في قالب واحد، وهو يعتمد بالدرجة الأولى على عناصر القصة المشوقة والتبرير المقنع لوجود كلّ هؤلاء الممثلين من جنسيات مختلفة في عمل أو مسلسل واحد.