الأطفال وفرط الحركة... عقبات مادية ودراسية وقانونية بعد البلوغ

16 يونيو 2023
المعاناة مع ضعف الانتباه قد تؤدي إلى إكمال عددٍ أقل من السنوات الدراسية (Getty)
+ الخط -

يميل الأطفال الذين يعانون من مشكلات فرط الحركة وضعف الانتباه وضعف التحكم في الانفعالات، إلى كسب نقود أقل وإنهاء سنوات أقل من الدراسة، كما أنّهم يتمتعون بصحة نفسية وجسدية سيئة عندما يصبحون بالغين، مقارنة بالأطفال الذين لا يظهرون مشكلات في الانتباه والسلوك المبكر، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة جمعية علم النفس الأميركية يوم الخامس من يونيو/ حزيران الحالي.

وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من ضعف الانتباه، من المرجح أن يكون لديهم مستويات أقل من التحصيل التعليمي، في حين أن أولئك الذين يتسمون بالاندفاع، هم أكثر عرضة لمواجهة مشكلات تتعلق بمخالفتهم القانون.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، أندرو كويب، باحث الدكتوراه في قسم التنمية البشرية وعلوم الأسرة في جامعة تكساس في أوستن، أن القدرة على التحكم في انتباه الفرد وسلوكه هي مهارة أساسية في الحياة، تدعم الرفاهية والتكيف في مجموعة من المجالات.

وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد": "تعزّز هذه النتائج فكرة أن خصائص وتجارب الأفراد في مرحلة الطفولة تؤثر فيهم بشكل كبير في مرحلة البلوغ، وأن المهارات المكتسبة في الطفولة هي أساس النجاح في الحياة".

جمع الفريق البحثي بيانات عن أكثر من 15 ألف شخص شاركوا في الدراسة الوطنية لتنمية الطفل في المملكة المتحدة. عاش المشاركون في إنكلترا أو اسكتلندا، وويلز، وولدوا خلال أسبوع واحد في عام 1958، وجرى تتبع مسار حياتهم حتى سن 42 عاماً. كما جمع الباحثون أيضاً بيانات حول ما يقرب من 1200 مشارك في دراسة أعدت في الولايات المتحدة لرعاية الطفولة المبكرة وتنمية الشباب الذين ولدوا عام 1991 في عشرة مستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وجرى تتبع مسار حياتهم حتى سن 26 عاماً.

في كلتا الدراستين، جرى استطلاع آراء المشاركين وأولياء أمورهم ومعلميهم مرات عدة، حول مدى اندفاع هؤلاء البالغين الآن عندما كانوا أطفالاً، وحالة عدم الانتباه وفرط النشاط في المنزل والمدرسة. يعاني بعض الأطفال الأكثر اندفاعاً من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو مشاكل أخرى. بصفتهم بالغين، أجاب المشاركون عن أسئلة حول حياتهم، بما في ذلك تعليمهم، ومهنهم، وأموالهم، وصحتهم البدنية والعقلية.

"طُلب من الآباء والمعلمين وصف سلوك أطفالهم في نقاط مختلفة أثناء الطفولة، وسؤالهم عن قدرة الأطفال على التحكم في انتباههم وسلوكهم. تضمّنت تلك النقاط أموراً، مثل ما إذا كان بإمكان هؤلاء (عندما كانوا) الأطفال التفكير قبل التصرّف، أو تجاهل الإلهاءات، أو الجلوس ساكنين عندما يُطلب منهم القيام بذلك، لذا لقد ربطنا هذه الاستجابات بنتائج الأطفال بعد عقود عندما أصبحوا بالغين، وأجابوا من خلال استطلاع حول التحصيل التعليمي والرفاه المالي والصحة والنتائج الأخرى. استمرت النتائج حتى بعد أن أخذنا في الاعتبار الوضع الاجتماعي والاقتصادي لأسرة الطفل عندما يكبر، ومعدل ذكاء الطفل"، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة.

ولفت كويب إلى أن النتائج أظهرت أن الأطفال الذين يعانون من مجموعة من مشاكل الانتباه، بما في ذلك ضعف التحكم في الانفعالات، أصبحوا أسوأ حالاً عندما أصبحوا بالغين في جميع الفئات التي جرى تقييمها. كما وجد المحققون أن مشاكل الانتباه تنبأت بتدني التحصيل التعليمي، وتنبّأت مشاكل الاندفاع بتعرض أكبر لنظام العدالة الجنائية، من خلال مخالفة القوانين.

وأشار الباحث إلى أن نتائج الدراسة لم تظهر اختلافات جوهرية بين الذكور والإناث: "شيء واحد كنت أفكر فيه هو أننا لا نعرف حتى الآن مدى صحة هذه النتائج في أجزاء أخرى من العالم. البلدان التي أجري فيها هذا النوع من الدراسات جميعها غربية وذات دخل مرتفع، قد تكون النتائج مختلفة إذا أجريت في سياق ذي ثقافة مختلفة أو مستوى تنمية مختلف. على حد علمي، ليس لدينا البيانات حتى الآن لاختبار هذا الاحتمال"، يوضح كويب.

دلالات
المساهمون