الأردن: الصحافيون يساهمون بتنميط صورة المرأة

26 نوفمبر 2020
مفاهيم الصحافيين والصحافيات لمصطلح الجندر ملتبسة (أرتور ويداك/Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة استطلاعية أردنية نشرت نتائجها أول من أمس، الثلاثاء، أنّ تنميط صورة المشاركة السياسية للمرأة في وسائل الإعلام المحلية في الأردن منتشرٌ على نطاق واسع، وأنّ أبرز أسباب هذا التنميط تكمن في الثقافة العامة للمجتمع وأيديولوجيته، في حين يلعب الصحافيون دوراً بارزاً في ذلك. 

وأظهرت الدراسة التي أعدها "مركز حماية وحرية الصحافيين" بالتعاون مع برنامج "تكامل" بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وجاءت بعنوان "صورة المشاركة السياسية للمرأة الأردنية في وسائل الإعلام"، أنّ الإعلاميين والإعلاميات على حد سواء يساهمون بعلم منهم أو دون علم في تنميط صورة المشاركة السياسية للمرأة في وسائل الإعلام المحلية نتيجة ضعف معارفهم بمفهوم الجندرية وأبعادها.
 
وبيّنت نتائج استطلاع لرأي الصحافيين خُصّص لاستكشاف صورة المشاركة السياسية للمرأة في وسائل الإعلام، أنّ غالبية الصحافيين يكرّسون التمييز على أساس الجنس في تغطياتهم وتقاريرهم الصحافية، إضافةً إلى أنّ أكثر من نصف العينة المستجيبة تحمّل المرأة مسؤولية تنميط صورة مشاركتها السياسية في الإعلام. إذ يعتقد 74 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن سبب هذا التنميط هو انحياز الإعلاميين والإعلاميات للعادات والتقاليد التي تساهم بها ثقافة المجتمع. 

ومن أبرز ما جاء في نتائج الاستطلاع تدني نسبة الصحافيين المؤيدين لتبوّء المرأة مقعد وزيرة أوقاف في الحكومة، أو أن تكون قاضيةً شرعيّةً، بالرغم من أن نحو ثلثي المستجيبين أيّدوا عضويتها في دائرة الإفتاء، الأمر الذي عبّر عن تحيزهم تجاه المرأة بشكل عام.  

المرأة
التحديثات الحية

وفي الوقت الذي حمل فيه 72 بالمئة من المستجيبين للاستطلاع المرأة مسؤولية تنميط صورة مشاركتها السياسية في الإعلام، إلا أن 56 بالمئة يعتقدون أن التشريعات الأردنية تحدّ أو تمنع من التمييز ضد المرأة. ويعتقد 60 بالمئة منهم بعدم بوجود ما يلزم وسائل الإعلام بالامتناع عن التمييز ضد المرأة في التشريعات الإعلامية. وبيّن الاستطلاع أن مفاهيم الصحافيين والصحافيات حول مصطلح الجندر ملتبسة وليست حاسمة، وهو ما يعكس واقع معارفهم. ولفتت المؤشرات الرقمية لإجابة الصحافيات والصحافيين عند تعريفهم لمصطلح الجندر إلى تباين في دقة الإجابات وإن كانت اختياراتهم للإجابات الصحيحة كانت الأعلى، غير أن التعريف الوحيد الخاطئ من بين ستة تعريفات حظي بموافقة 36 بالمئة، والأمر نفسه ينطبق على سؤال خصص لتعريف مصطلح الصورة النمطية، وبلغت نسبة الموافقة على الإجابة الوحيدة الخاطئة 78 بالمئة.  

ولاحظت نتائج الرصد الإعلامي الذي أجرته الدراسة لعينة قصدية من وسائل الإعلام لست شخصيات من سياسيين وسياسيات، حكوميين ونواب، أن هناك تنميطاً إعلامياً للمشاركة السياسية للمرأة في عناوين الأخبار والتقارير الصحافية المرصودة، وفي اللغة المستخدمة في سياق الخبر أو التقرير الصحافي، واستخدام الصورة المرفقة في الأخبار والتقارير الصحافية المتعلقة بالمرأة السياسية على وجه التحديد.  

وخرجت الدراسة بجملة من المؤشرات والتوصيات الهامة، من أهمها تأسيس مرصد إعلامي لرصد خطاب الكراهية والتمييز ضد النساء في الإعلام الأردني، مع الأخذ بعين الاعتبار مؤشرات ومعايير المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وتنظيم الدورات التدريبية المتخصصة للصحافيين والصحافيات في قضايا المرأة بشكل عام، والمشاركة السياسية للمرأة بشكل خاص، وتمكين المرأة السياسية على كيفية التعامل مع الإعلام والتواصل معه، وبناء خطاب إعلامي واضح، وتوعيتها وزيادة ثقافتها في الجوانب القانونية والتشريعية، وآليات الوصول إلى المعلومات.

المساهمون