اتهامات أميركية إلى "تيك توك" بتحويل مستخدميه لمعادين للسامية

11 ديسمبر 2023
رفضت المنصة في بيان ما اعتبرته "ادعاءات غير مثبتة" (Getty)
+ الخط -

تعرّضت منصة تيك توك لاتهامات متكرّرة، أخيراً، من سياسيين مختلفين في الولايات المتحدة بأنّها "تسبب معاداة السامية" للمستخدمين، وذلك بالاستناد إلى سلسلة منشورات ورسوم بيانية انتشرت عبر منصة إكس في الأسابيع الماضية، لكنّ الشركة التي جمعت البيانات التي استندت إليها المنشورات شكّكت بالنتائج، بحسب موقع سيمافور للتكنولوجيا.

وروجّت المرشحة الرئاسية نيكي هيلي وسناتور تكساس تيد كروز الجمهوريان، وكذلك الملياردير إيلون ماسك، لهذه الاتهامات، عبر رسم بياني، يستند إلى استطلاع أجرته "جنريشن لاب"، المختصة بدراسة آراء الشباب.

وخلال مناظرة تمهيدية للحزب الجمهوري، الأربعاء الماضي، قالت هيلي: "مقابل كل 30 دقيقة يقضيها شخص على تطبيق تيك توك، يصير أكثر معاداة للسامية بنسبة 17%، وأكثر تأييداً لحركة حماس".

وبحسب "سيمافور"، فإنّه وفقاً لحسابات هيلي الحرفية، إذا كان شخص ما معادياً للسامية بنسبة 10٪ قبل الانضمام إلى "تيك توك"، فسيصير معادياً للسامية بنسبة 100% بعد قضائه 7 ساعات ونصف في تصفح التطبيق.

واستندت ادعاءات هيلي إلى رسم بياني وسلسلة من المنشورات أعدها ونشرها عبر "إكس"، المدير التنفيذي السابق لعدد من شركات التكنولوجيا، أنتوني غولدبلوم، والذي هدف إلى إظهار "وجود علاقة بين استخدام تيك توك وامتلاك آراء معادية للسامية"، مقارنة بمستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

لكن الشركة المشرفة على الاستطلاع "جنريشن لاب"، نفت لموقع سيمافور قيامها بالتحليل الذي انتشر الأسبوع الماضي، أو إنشاءها الرسم البياني المنتشر، أو حتى إعلانها عن خلاصات حول "تيك توك"، وأكّدت أنّ دورها كان محصوراً بإجراء المقابلات وتسليم البيانات الأوّلية التي جمعتها إلى غولدبلوم.

وكان غولدبلوم قد كلّف "جنريشن لاب" إجراء الاستطلاع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث طرحت على 1500 أميركي، تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، مجموعة من الأسئلة حول استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي ومواقفهم من مختلف الأحداث الحالية، خاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ولفت "سيمافور" إلى أنّ ادعاءات غولدبلوم بأنّ "تيك توك أحد المحفزين المهمين لتصاعد معاداة السامية"، مردّها جمعه بين المنشورات التي تعبر عن مشاعر معادية لإسرائيل وتلك المعادية للسامية وعدم التمييز بينها. كذلك، أشار إلى أنّ النتائج لا تظهر أنّ "تيك توك هو المسؤول عن الاختلاف في وجهات النظر (داخل الولايات المتحدة) حول الحرب"، كما ادعى غولدبلوم، وإن كانت تبيّن وجود رابط بين الأمرين.

من جهته، لفت غولدبلوم إلى أنّه قام مع فريق خاص بتحليل البيانات التي جمعتها الشركة، من خلال مقارنة كيفية إجابة مستخدمي تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام وإكس عن أسئلة متعلقة بدولة الاحتلال واليهود، مقارنة بأولئك الذين لا يستخدمونها.

ونبّه "سيمافور" في تحليله للبيانات الأولية الكاملة للاستطلاع من أنّ مستخدمي "إكس" كانوا أكثر استعداداً لامتلاك وجهة نظر معادية للسامية أو لدولة الاحتلال.

على سبيل المثال، وافق حوالي 33% من مستخدمي "إكس" الذين شملهم الاستطلاع على العبارة القائلة بأن "الشعب اليهودي يتمتع بسلطة كبيرة في وسائل الإعلام"، مقارنة بـ 24% من مستخدمي "تيك توك". كذلك، وافق 31% من مستخدمي "إكس" في البيانات المجموعة على العبارة القائلة إن "اليهود يتحدثون عن المحرقة فقط لتعزيز أجندتهم السياسية"، مقارنة بـ 23% من مستخدمي "تيك توك".

وكانت منصة تيك توك قد ردّت على تصريحات هيلي، الخميس الماضي، ببيانٍ أشارت فيه إلى أنّ المرشحة الطامحة للوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة استعانت بـ"استطلاع محدود، وليس بدراسة علمية، ثم أنّها أخطأت في شرح نتائج هذا الاستطلاع المحدود"، مؤكدةً "عدم وجود دليل على ادعاءاتها".

المساهمون