إذاعة تتسبّب في أزمة بين السفارة الهولندية والحكومة الأردنية

20 أكتوبر 2022
جمع لقاء بين الوزير الأردني والسفير الهولندي (تويتر)
+ الخط -

تسببت تغريدة للسفير الهولندي لدى الأردن، هاري فيرفاي، ببوادر أزمة مع الحكومة الأردنية. وتضمنت التغريدة حديثاً عن تراجع الأردن في الترتيب الدولي في مجال الحريات، واستفساراً عن ترخيص إذاعة مجتمعية مدعومة من هولندا.  

وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان اليوم الخميس، رفضها التصريح الذي أصدره السفير الهولندي في عمّان، بعد استقبال وزير الدولة لشؤون الإعلام فيصل الشبول له "في لقاء مجاملة". 

وقال فيرفاي، في تغريدة الأربعاء، بعد لقائه وزير الدولة لشؤون الإعلام: "التقينا مع الوزير الشبول لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك المشهد الإعلامي في الأردن، وشددنا على علاقتنا الثنائية القوية، وشاركته مخاوفنا بشأن تراجع ترتيب الأردن الدولي في مجال حرية التعبير، وهولندا جاهزة للتعاون".  

بعد تغريدة السفير الهولندي تشعّبت القضية، إذ نقلت وسائل إعلام مقربة من الحكومة الأردنية عمن وصفته بـ"المصدر المطلع" أن السفير الهولندي طلب من الوزير الشبول دعم ترخيص إحدى الإذاعات المجتمعية، والمختصة بأخبار ونشاطات اللاجئين في المملكة.

والإذاعة ممولة أجنبياً من مؤسسة هولندية "غير حكومية"، ويتولّاها شخص غير أردني وغير هولندي.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وبحسب بيان الخارجية الأردنية الصادر اليوم الأربعاء، فإن "الدائرة الأوروبية أبلغت السفير الهولندي استغراب الوزارة تدخل السفير في معاملة طلب ترخيص إذاعة لشخص غير أردني وغير هولندي، ويتم التعامل معها وفق القوانين والأنظمة وبشفافية مطلقة، وأنه من غير المفهوم تدخل سفير يمثل دولة صديقة في قضية تحكمها القوانين والأنظمة". 

وأضافت أن الأردن "منفتح دائماً على الحوار الصريح الذي يقارب كل القضايا مع كل الدول الشريكة والصديقة عبر القنوات الدبلوماسية والاتصالات المباشرة، ووفق الأعراف الدبلوماسية، لكنه لا يقبل التدخل في شؤونه الداخلية"، وأن "الأردن وهولندا تربطهما علاقات صداقة وشراكة قوية وتاريخية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والحوار المباشر". 

بدورها، أصدرت شبكة الإعلام المجتمعي، المعنية بالموضوع، بياناً قالت فيه إنه "جرى في الأيام الأخيرة تناول أمور غير دقيقة، وتشتمل على تنمر وتحريض وشخصنة فيما يخص مؤسستنا، شبكة الإعلام المجتمعي، راديو البلد، وعمان نت".

وأوضحت: "إننا مؤسسة أردنية غير ربحية أسسها وترأس إدارتها القاص الأردني المعروف المرحوم إلياس فركوح، وتعمل في مجال الإعلام المجتمعي منذ 2007، وبعد رحيل فركوح تم انتخاب مهند العزة كرئيس لمجلس الإدارة".

وأضاف البيان: "تواصل معنا قبل أكثر من عام صحافي هولندي يعمل على إقامة إذاعات محلية غير سياسية تقدم خدمات توعوية للاجئين وطلبوا دراسة إمكانية إقامة إذاعة في منطقة المفرق شمال البلاد، متخصصة لمساعدة اللاجئين السوريين، وتواصلنا مع الأطراف المعنية، خاصة في المجال الإنساني في المفرق، ومع الجهات الرسمية والأمنية، والتي رحبت بالفكرة".

وأوضح أنه "تواصل المدير العام ومديرة الإذاعة عطاف الروضان مع مدير هيئة الإعلام المحامي طارق أبو الراغب، ورحّب بالفكرة وشجعنا للعمل عليها. كما تم التواصل مع الوزير الشبول لنفس الموضوع ورحب بالفكرة، وقمنا بتوقيع اتفاقية مع المؤسسة الهولندية، وتقدمنا بطلب إقامة إذاعة ذات بث قليل (200 وات) غير سياسية ومختصة للاجئين، ووفرنا المتطلبات ودفعنا الرسوم والضمانات المالية حسب القانون، وانتظرنا الرد".

وتابع البيان: "وصلتنا إجابة شفوية مؤخراً بأن طلب الإذاعة مرفوض، ولم توفر لغاية الآن هيئة الإعلام أي رد ورقي أو حتى عبر واتساب يفيد بأن المشروع مرفوض، وأعلمنا الممول، والذي كان يتساءل عن المشروع بصورة مستمرة".

وأشار إلى أنه "قامت المؤسسة الهولندية المعنية بالإذاعة بالتواصل مع السفير الهولندي في الأردن، والذي بدوره تواصل مع الحكومة للاستفسار". 

وأشار البيان إلى أن قانون المرئي والمسموع يشجع الاستثمار الأجنبي في المحطات الإذاعية والتلفزيونية، وأن شبكة الإعلام المجتمعي والمؤسسات الإعلامية التي تديرها (راديو البلد وموقع عمان نت) "مؤسسات ذات مهنية عالية، وذات خط وطني يشهد له جمهور المتابعين الواسع. وقد حصلت مؤسستنا على شهادة المصداقية الصحافية مؤخراً، وهي أول مؤسسة تحصل على هذه الشهادة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". 

يشار إلى أن عددأ من تقارير المؤسسات الحقوقية الدولية أشارت في الفترة الأخيرة إلى تراجع الحريات في الأردن، وجرى تخفيض تصنيف البلد من "معوق" إلى "قمعي" في تقرير مرصد "سيفيكوس". 

المساهمون