"الهيبة: الرد"... محاولة رقم 4

11 نوفمبر 2020
هل استهلك تيم حسن نفسه في "الهيبة"؟ (من المسلسل)
+ الخط -

يعرض حاليًا مسلسل "الهيبة: الرد"، كمحاولة لتعويم السلسلة التي استنزفت نفسها منذ أربع سنوات. محاولة أخرى من الشركة المنتجة (الصبّاح) للعبور إلى المشاهد العربي عبر "التشويق" الأحادي الذي يضمن، برأي الإنتاج، المتابعة.
انتهى الجزء الثالث من "الهيبة" بمجزرة ذهبت ضحيتها عائلة البطل جبل شيخ الجبل (تيم حسن)، ليبدأ الجزء الحالي بمجموعة من التحولات التي طرأت على مضمون القصة، ومنها التسويات، بعدما تم إلقاء القبض على شيخ الجبل، ومحاكمته، ثم خروجه من السجن.

ثمة ضعف واضح في السياق العام لأحداث المسلسل، يظهر من الحلقة الأولى، والسبب بالطبع هو محاولة تأسيس أو إخراج تيم حسن من صورة البطل الجبّار الذي كان دافعًا أول لمتابعة السلسلة. لكن، ورغم نجاح الجزء الأول (كتابة هوزان عكو)، لم تسلم الأجزاء الأخرى من أخطاء ظهرت وما زالت تظهر، ربما بسبب التغيير الطارئ على مجموعة الكتّاب الذين أوكلت إليهم مهمة كتابة الأجزاء الثلاثة الأخيرة بعد هوزان عكو، وبالتالي اختلاف الرؤية بين كاتب وآخر.

في الجزء الرابع، نشهد مجموعة من الأحداث الضعيفة، حولت القرية (الهيبة) المعروفة بصلابتها، إلى قرية متروكة لقدر العائلة التي تتخبط، فيما اتجه جبل إلى المنفى الاختياري في الحقول والبراري، بعد فقدانه لعائلته التي ذهبت ضحية المصالح والثأر المسكون ببعض القرى الحدودية بين لبنان وسورية.

سينما ودراما
التحديثات الحية

من الواضح أن قرار ورشة الكتّاب بالاتفاق مع شركة الإنتاج اتخذ هذه المرة لإخراج تيم حسن من "شرنقة" البطل الأوحد في السلسلة، بعدما تقاسم النجومية مع نادين نجيم في الجزء الأول، ونيكول سابا في الجزء الثاني، وسيرين عبد النور في الثالث، فلا حالات عشق في الجزء الحالي، إلا التغيير الواضح في شخصية البطل الوسيم، لجهة إطلالة تيم حسن، إذ بدا شاحبًا تتآكله الهموم بعدما سيطر خلال ثلاث سنوات على اهتمام المراهقين عبر تقليدهم لقصّة شعره ولحيته. 

هذا الاتجاه، أو التحوّل والاستنجاد بـ"أبطال" يواجهون "جبل" هذه المرة، كالممثل اللبناني عادل كرم، والممثلة السورية ديمة قندلفت، وضع رؤية التشويق جانبًا، فلم يظهر عادل كرم حتى الحلقة الثامنة بمظهر رئيس العصابة التي اختارت القرية اللبنانية لإنشاء "مصنع لحبوب الكبتاغون".

شخصية نمر السعيد التي يجسدها كرم خرجت هذه المرة بطريقة أقرب إلى الهزل منها إلى الجدية في مثل هذه المواقف، وانقلبت من الحلقات الأولى على نفسها بالدرجة الأولى، لجهة الاستخفاف في الحوار، وطريقة الأداء لعادل كرم التي بدت أقرب إلى برنامجه الساخر الذي قدمه قبل سنوات، "هيدا حكي".

يمكن اختصار الحلقات الأولى بمجموعة متهالكة من المواقف، تبتعد عن الجدية في حروب العصابات المفترض أن تمنح المشاهد طلبه لمتابعة السلسلة التي اعتمدت على أحداث وحروب التهريب في مناطق نائية، وكيفية نشاطها، أو تحريكها، فيما صب المخرجون المشاركون في الجزء الرابع اهتمامهم على المشاهد الجيدة والنظيفة تقنيًا، خصوصًا المشاهد الطبيعية، والواضح أنهم أهملوا السياق المفترض للتسلسل الدارمي بشكل عام.

المساهمون