حماية الأرض من الكويكبات

02 ديسمبر 2019
مراقبة الأرض وحمايتها من الكويكبات ودراسة وضعها المناخي (Getty)
+ الخط -
تريد أوروبا أن تكون أكثر اندماجاً وحضوراً في البعثات الفضائيَّة إلى القمر، إضافة إلى مشاريع حماية الأرض من خطر الكويكبات، وغيرها من المشاريع الطّموحة في المُستقبل. في مؤتمر عُقِد تحت عنوان Space19+ في إشبيلية بإسبانيا، قرّر الأعضاء الـ 22 في وكالة الفضاء الأوروبيَّة ESA، رفع ميزانيَّة الوكالة بشكلٍ غير مسبوق من أجل السنوات المُقبلة، إلى مبلغ 14.4 مليار يورو، وهذا رقم قياسي في تاريخ الوكالة. وقال جان فورنير، الرئيس التنفيذي للوكالة، في ختام المؤتمر الذي استمرَّ يومين: "هذا مفاجئ للغاية، وأكثر مما اقترحت شخصياً. أنا محظوظٌ فعلاً". وفي اجتماعٍ جرى قبل ثلاث سنوات بين أعضاء وكالة الفضاء الأوروبيَّة، أُقرَّت ميزانيَّة، آنذاك، قدرها 10.3 مليارات يورو فقط.

وتشارك كل من ألمانيا وفرنسا بأكبر نسبة مساهمة في ميزانية وكالة الفضاء الأوروبيَّة، إذْ تدفع فرنسا 2.6 مليار يورو، وألمانيا 3.3 مليارات يورو. وقال كبير المفاوضين الألمان توماس جارزومبيك، الذي كان يمثل الجانب الألماني في مؤتمر إشبيليَّة: "نحن راضون للغاية". علماً أنّ مسألة السفر إلى الفضاء لا تُعتبَر في ألمانيا همّاً وطنياً ومطلباً شعبياً مثل بعض الدول في العالم.

ويحاول المسؤولون الألمان إعطاء سرديّة مقنعة لدافعي الضرائب المواطنين، بأنّهم سيحصلون على شيءٍ مهمّ في المقابل. إذْ إنّ الأموال التي تُصرف على مشاريع مراقبة الأرض، ستتيح فهماً أفضل لتغيُّر المناخ. وأكّد أحد المسؤولين في الوكالة الأوروبية المركزيَّة، أنّ الميزانية الجديدة ستؤدّي إلى إمكانيَّة معرفة أكثر دقّة لانبعاثات غاز ثنائي أوكسيد الكربون على الكوكب.

وسيُخصَّص 2.2 مليار يورو من مجمل الميزانيَّة في النقل الفضائي، ويشمل ذلك إطلاق المنصة الفضائية الأوروبية الجديدة Ariane 6. فيما صُرف مليارا يورو من أجل مشاريع الإنسان الآلي القادر على اكتشاف الفضاء، وخصوصاً في مهمات القمر. وفي ذات السياق، تبلغ تكلفة البرامج العلمية الأخرى نحو 1.7 مليار يورو. فيما وُضِعَت 1.5 مليار يورو من أجل تطوير تقنيات الاتصال السلكية واللاسلكية.

باختصار، برنامج ESA (وكالة الفضاء المركزية الأوروبية)، سيركّز على أربعة أمور أساسيَّة: مراقبة الأرض وحمايتها من الكويكبات ودراسة وضعها المناخي، تطوير البرامج العلميّة، محطة الفضاء الدولية ISS، ومهام السفر إلى القمر واستكشافه أكثر.

وتحاول الوكالة الأوروبيَّة إخراج مسألة السفر إلى الفضاء من حيثيات النزاع الدولي القومي، والتشويق المبتذل الذي تفرضه بعض شركات القطاع الخاص مثل Space X. بل إن أهداف الوكالة تتلخّص بحماية البيئة ومحاولة صياغة مفهوم "الأمن الأرضي". وصرّح أحد المسؤولين في الوكالة قائلاً بأنّ البشرية مهددة جدياً بسبب التغيرات المناخية، وأيضاً ثمة احتمال أن تضرب كويكبات الأرض، وبالتالي إنّ العمل مع "ناسا" أمر مهم، من أجل تطوير تقنيَّات تعمل على تشتيت الكويكبات ومنعها من التصادم مع الأرض. وأشار مازحاً: "لا نريد أن ننقرض بسبب نيزكٍ ما"، وذلك في إشارة إلى مصير الديناصورات التي انقرضت قبل نحو 66 مليون عام، بسبب نيزكٍ ضرب الأرض.
دلالات
المساهمون