امرأة في زمن الحصار: مأساة عائلة خليجية

04 يوليو 2018
يسلط الفيلم الضوء على الجانب الإنساني من الحصار(Getty)
+ الخط -
نجح الفيلم القطري "امرأة في زمن الحصار"، الذي تتواصل عروضه في صالات السينما في قطر، في الإضاءة على الجانب الإنساني في الأزمة الخليجية التي دخلت عامها الثاني، وتسببت في قطع الروابط الأسرية والاجتماعية لآلاف الأسر الخليجية في قطر، ودول الحصار: السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
مدة الفيلم 90 دقيقة، من إنتاج شركة إيكو ميديا، ويستند إلى رواية الكاتب هاشم السيد التي تحمل الاسم نفسه، والسيناريو والحوار للكاتب طالب الدوس، والمنتج المنفذ غادة شكور، ومدير التصوير بشير نمري. ويشارك فيه الفنانون القطريون: فالح فايز، وعبدالله غيفان، ومحمد أنور، ومحمد الصايغ، وعلي الخلف، وعبدالله مبارك، وهدى المالكي، وأسرار محمد، وندى أحمد، والطفلة المياسة المالكي.
ويعد "امرأة في زمن الحصار" أول فيلم روائي قطري طويل يُعرض في دور السينما، ويعتني بالأزمة الخليجية وحصار قطر من الناحية الإنسانية. وحكايته عن أسرة قطرية لأم إماراتية، كانت إحدى ضحايا الأزمة، فالأم أخت لشقيقين يعملان في وظائف عسكرية في الإمارات، ونتيجة القرارات السياسية، فإنهما، وخوفاً على وضعهما الاجتماعي والوظيفي، يضغطان على أختهما ويجبرانها على عدم العودة إلى قطر، لتعيش الأسرة مأساة، خصوصاً مع وفاة زوج الأخت، وعدم قدرتها على العودة لرؤية أبنائها.
وتهدف الشركة، منتجة الفيلم، إلى تسليط الضوء على الجانب الإنساني في أزمة الحصار، وبيان كيف يكون الإنسان هو الضحية عندما تختلط الأوراق، وتطغى الأطماع السياسية على مصالح الشعوب والعلاقات الإنسانية، وإظهار روح التسامح والمحبة لدى الشعب القطري.
ويقول مخرج الفيلم، محمد هاشم، إن "امراة في زمن الحصار" نقلة نوعية للسينما في قطر، وإن تضافر القدرات المحلية المتنوعة أدى، في النهاية، إلى إنتاج هذا العمل الضخم الذي يؤرخ فترة مهمة من تاريخ قطر.
وتعتزم شركة إيكو ميديا، منتجة الفيلم، لعرضه في بعض دور السينما في الدول العربية والأوروبية، إلى جانب المشاركة في المهرجانات الدولية، وعرضه على القنوات التلفزيونية، وتطبيقات الهواتف الذكية.
وكانت ثلاث من دور السينما قد أعادت عرض الفيلم على شاشاتها، بعد احتجاج نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قالوا إنها دور تعود لشركة بحرينية امتنعت عن عرض الفيلم، ودعوا إلى مقاطعتها، ما دفع شركة "سينكو"، المالكة لدور العرض الثلاث إلى توضيح أنها لم تمنع عرض الفيلم، وأن رفعه، بعد عرضه ثلاثة أيام، كان وفق برنامج مسبق، وأن الفيلم سيتواصل عرضه في الصالات.
فطوال عام من الحصار، شهدت قطر إنتاجات فنية عديدة تناقش الأزمة وتعرضها. في المسرح، مثلاً، برزت مسرحية "شللي يصير"، التي أعادت نجمها الفنان القطري غانم السليطي، إلى المسرح بعد انقطاع دام أكثر من 12 عاماً، ومسجّلةً رقماً قياسياً في العرض اليومي المتواصل نحو شهرين، في حالة لم تحدث في تاريخ المسرح القطري منذ عام 1998، في أثناء عرض مسرحية "أمجاد يا عرب" للسليطي أيضاً.

كما شهدت خشبة مسرح قطر الوطني في سبتمبر/ أيلول 2017 الماضي، عرض المسرحية الكوميدية الاجتماعية "الحصار"، من تأليف طالب الدوس، وإخراج الفنان جاسم الأنصاري، وإنتاج شركة مشيرب للإنتاج الفني، وتمثيل نخبة من الممثلين الشباب. تناولت أثر الحصار من منظور أخلاقي وإنساني وأسري، بعدما مزق الأسرة الخليجية، وهي رسالة رصينة إلى جميع أهالي قطر، مواطنين ومقيمين، للتكاتف واستثمار الأزمة من أجل تحقيق مستقبل مشرق للبلاد.


المساهمون