إعلانات فبراير تشعل التنافس بين الشركات في الكويت

28 فبراير 2017
أغاني للكويت تلقى رواجاً خلال فبراير (عماد الجومة)
+ الخط -



يعتبر شهر فبراير/شباط أحد أهم المواسم الإعلانية في الكويت، بعد شهر رمضان المبارك، بسبب تزاحم الأعياد الوطنية فيه. إذ يحتفل الكويتيون بعيدي التحرير والاستقلال فيه، إضافة إلى مهرجان "هلا فبراير" الذي أصبح حدثاً كويتياً مميزًا في الخليج، بما يحمله من حفلات غنائية وأنشطة ترفيهية، إضافةً إلى اعتباره موسم تسوق.

وتتنافس الشركات والمؤسسات الكويتية على استهداف المستهلكين خلال فبراير/شباط، فتنفق عشرات الملايين من الدولارات لإنتاج الأغاني الوطنية والأوبريتات بمشاركة نجوم الغناء والتمثيل العربي بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات والحفلات الوطنية والتي تساهم في ترويج صورة المؤسسة المعلَنة.

وقال عبدالله الهزيم وهو مخرج تلفزيوني لـ"العربي الجديد" إن "موسم فبراير يمثل ثاني أقوى

المواسم من ناحية العمل بعد شهر رمضان الكريم بالنسبة لكافة الطواقم الفنية سواء من الممثلين أو المنتجين أو المخرجين أو حتى فنيي الإضاءة حيث تتصاعد الأجور ويتصاعد الطلب على الجميع.

وتحرص الشركات في الآوانة الأخيرة على صورة أكثر تحديدًا للإعلانات، تتمثل في الإعلانات "الغنائية" والتي تجد رواجاً في السوق الكويتية. يقول الهزيم: "هناك طلب شديد على اللقطات الغنائية التي لا يتجاوز طولها الدقيقة ونصف أو الدقيقتين (الفلاشات) حيث يتم اختيار كاتب للأغنية ومخرج ومصمم رقصات ويجري تصويرها في أحد الأماكن السياحية في البلاد وهو ما قامت به أغلب البنوك هذه السنة بالإضافة إلى شركات الاتصالات الثلاث وبعض شركات الخدمات المصرفية والمالية، وتحول الأمر من مجرد دعاية تجارية إلى تحدٍ بين المدراء التنفيذيين لهذه الشركات حيث إن العوائد الاقتصادية من هذه الإعلانات غير مهمة كما يقولون لنا، والمهم هو أن يحصل الإعلان على أكبر عدد من المشاهدات وأن تردد كلماته بين الشعب الكويتي والخليجيين".



ويضيف الهزيم: "على سبيل المثال، فإن البنك الوطني هذه السنة مثلاً جلب المطرب الكبير عبدالله الرويشد، بينما جلبت شركة "أوريدو للاتصالات" بلقيس، وجلبت شركة "كواليتي نت لخدمات الإنترنت" المطربة الإماراتية أحلام. ولم يقتصر الأمر على الكويت حيث قامت مؤسسة mbc للإعلام بجلب طاقم كامل من الكويتيين بلغ أكثر من 150 ممثلا وممثلة ومخرجين وكتابا لتمثيل أوبريت قصير عن العيد الوطني الكويتي خلال فعاليات الحلقة الأخيرة من برنامج arab idol في العاصمة اللبنانية بيروت".

وتشترك المؤسسات الحكومية أيضاً في إنتاج الدعايات الغنائية والمشاهد التمثيلية الخاصة باستعادة ذكرى الغزو العراقي، حيث أنتجت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية هذه السنة فيلماً قصيراً عن قصة استشهاد أحد أئمة مساجدها على يد القوات العراقية عام 1990.

وبدأت هذه الظاهرة مع ظهور القنوات الإعلامية الخاصة في الكويت، منتصف العقد الأول من الألفية، حيث قامت شركات الاتصالات، التي تتمتع بسيولة نقدية كبيرة، بدمج دعاياتها الخاصة بالعروض التجارية المقدمة في شهر فبراير/شباط مع لقطات غنائية خاصة بالعيد الوطني.

ومع دخول البنوك والمؤسسات التجارية الكبيرة، تحولت هذه الحالة الإعلانية إلى منافسة فنية بين المطربين والفنانين أنفسهم، وبدأت المؤسسات الفنية بتقديم جوائز لأفضل إعلان تلفزيوني للأعياد الوطنية.


ويرى مراقبون أن التنافس المحموم في الإنفاق الإعلاني في الأعياد الوطنية الكويتية يشبه

بالضبط التنافس في تقديم الإعلانات الأميركية في مباريات "السوبر بول" النهائية الشهيرة.

ومن المرجح أن تتطور هذه الإعلانات لتجلب مزيداً من النجوم العالميين في السنوات القادمة، خصوصاً مع دخول المؤسسات التجارية المتوسطة والصغيرة فيها، في محاولة منها لصنع اسم خاص بها في وجه المؤسسات التجارية الكبرى.

وتمتلك الكويت تاريخاً وإرثاً فنياً كبيراً حيث تعد أكثر الدول الخليجية إنتاجاً للمسلسلات منذ افتتاح التلفزيون الرسمي فيها منتصف ستينيات القرن الماضي، ويعيش فيها العشرات من الكتاب والممثلين الخليجيين والعرب على الرغم من تراجع حجم الإنتاج بسبب ظهور المدن الإعلامية في دبي والدوحة.

كما تمتلك الكويت تاريخاً طويلاً من الأوبريتات الغنائية الخاصة بالأعياد الوطنية والتي نمت بشكل كبير في عهد أمير البلاد السابق الشيخ جابر الأحمد الصباح.



ولا يقتصر الإنفاق الإعلاني والتسابق المحموم بين الشركات على المقاطع الغنائية فحسب، بل يمتد إلى تنظيم الفعاليات المصاحبة للاحتفالات.

ويقول مدير وكالة دعاية وإعلان تدير حسابات المشاهير، عبدالله ميرزا لـ"العربي الجديد": إن الشركات أيضاً تقيم فعاليات مصاحبة للأعياد الوطنية تتمثل في مهرجانات وكرنفالات خاصة بها تعزز العلاقات العامة وتجلب مشاهير التواصل الاجتماعي واللاعبين والممثلين لمزيد من الترويج لها.

ويضيف: "في الأعياد الوطنية يختلف الموضوع عن الإعلانات العادية والطبيعية في بقية الأشهر، فلا تهتم الشركة أو المؤسسة بترويج المنتج بل على العكس تهتم بشيء واحد فقط، وهو التفوق على الشركة اللآخرى، بغض النظر عن التكاليف، بالإضافة إلى تعزيز صورة الشركة كشركة وطنية وهذا الأمر تهتم به غالباً شركات الاتصالات والبنوك التي لا تكون مقراتها الرئيسية في الكويت.





دلالات
المساهمون