شمع الزينة... وسيلة هالة وابنها خليل للتميّز

15 اغسطس 2016
هالة وابنها خليل في ورشة الشمع (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
بإمكانيات بسيطة للغاية، يجهز الشاب الفلسطيني، خليل الحايك (22 عاماً)، من مدينة غزة خلطة الشمع المنصهر، كي يسكبها في الإناء البلاستيكي الذي جهزته والدته، هالة الحايك، على طاولة مستديرة وسط مطبخها الذي يعج بالعديد من القوالب وأدوات العمل. 
الورد المجفف والخيوط الملونة وشرائط الزينة والألوان والخرز اللامع، هي الأدوات الأساسية في عمل خليل ووالدته، اللذين امتهنا صناعة وتجهيز شمع الزينة، وتحويل القوالب الجامدة، إلى قطع فنية ملونة، تروي كل واحدة منها حكايتها والأجواء التي صنعت بها.
الآيات القرآنية والشعارات الإسلامية كانت حاضرة أيضاً على ظهر قطع الشمع الملونة، إلى جانب قطع أخرى ضمت صوراً لورود وزخارف وأشكال هندسية مميزة، علاوة على مجموعة قطع رُسمت باستخدام ألوان خاصة بالرسم على الشمع، وزينت بورود مجففة، وأشرطة وأشكال فنية.
الأشكال والألوان اختلفت من قطعة إلى قطعة أخرى في المعمل المتواضع لخليل ووالدته، بسبب الأدوات المستخدمة في صنع كل منها، حيث صنعت إحداها داخل علبة "كولا" معدنية، وأخرى داخل كوب زجاجي، وعلب بلاستيكية مختلفة الأشكال والأحجام، وزين عدد منها بالخيوط الشمعية الملونة، وطبعت عليها رسومات فنية وطبيعية.

وتقول الأم، هالة الحايك، لـ "العربي الجديد"، إنها التحقت قبل مدة بدورة لتسويق المشاريع الصغيرة، وطلب منها وزميلاتها كتابة دراسة جدوى عن مشاريعهن، فقامت بتقديم مشروع خاص بتزيين الشمع والرسم والنقش عليه، لكن الفكرة لم تقبل، ولم يتم تبني المشروع.
وتوضح هالة أنّ الفشل في إقناع القائمين على الدورة بالمشروع وأهميته لها، لم يقف عقبة أمامها، بل تشجعت لعرض شقيقتها التي طلبت منها المشاركة في معرض المنتجات الوطنية على أرض إحدى الجامعات الفلسطينية.
وبالفعل قامت هالة بالمشاركة في المعرض، وعرضت منتجاتها، ولاقت إقبالاً واستحساناً من الزبائن، ما شجعها على الانطلاق في العمل بشكل أكثر، لما "وجدته من إقبال وترحيب واحترام من الزبائن لهذا الفن".
أما في ما يتعلق بطريقة تجهيز مادة الشمع، فتشير هالة إلى أنها قامت بتجريب ثلاثة أنواع من الشمع، بداية بالقوالب الكبيرة، مروراً بشمع البروفيل "شمع النحل"، وانتهاءً بشمع الحبيبات، الذي اقتنعت بالعمل به، نظراً لجودته العالية، على الرغم من ارتفاع ثمنه.
وتضع هالة الشمع في وعاء متوسط، وتقوم بمساعدة ابنها خليل بصهره، ووضعه في الإناء المطلوب بعد تلوينه وإعطائه رائحة عطرية، لتنتقل إلى المرحلة التالية، والتي فيها تقوم هالة وخليل بعد جفاف المادة بإخراجها من الوعاء الذي تم دهنه مسبقاً بزيت الطهي، وتزيينه بالأشكال المطلوبة، سواء بالرسم أو بالطباعة عليه عن طريق ورق الزبدة، ولصق الرسوم باستخدام "الاستشوار"، وإضافة بعض اللمسات الفنية، والخرز والورد المجفف، أو الصور التي يتم طلبها من الزبائن.

ويقول ابنها خليل إنه اقتنع بفكرة والدته بعد أن رأى منتجاتها عالية الجودة والدقة والجمال، والتي قامت بصنعها بنفسها، خاصة بعد المشاركة في معرض المنتجات الوطنية، وملامسة إعجاب الناس بمخرجات العمل.
ويختص خليل حالياً في تسويق قطع الشمع، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، واستقبال طلبات الزبائن لتجهيزها وتلبية رغبات المواطنين.
ويشير إلى أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها قطاع غزة، نتيجة الحصار الإسرائيلي، أثرت بشكل كبير على إقبال الناس على اقتناء منتجاتهما، واكتفاء الأهالي بتوفير المواد الأساسية، وترك المستلزمات الثانوية، على الرغم من قيمتها الفنية.
لكن خليل يراهن على أن تتحسن الظروف الاقتصادية في غزة، ويصبح ما تنتجه والدته مطلوباً بشكل أفضل، وتتحسن الأوضاع وينتهي الحصار ومنهما "سيتغير الحال إلى الأفضل".





دلالات
المساهمون