مصر: تجار حلوى المولد يشكون الركود والزبائن يتهمون الأسعار

04 نوفمبر 2019
تراجع كبير في الإقبال على شراء حلوى المولد(العربي الجديد)
+ الخط -

يشكو عدد من تجار وأصحاب مصانع حلوى المولد من تراجع ‏المبيعات بنسب وصلت إلى 50% هذا الموسم، مقارنة بالعام ‏الماضي، رغم انخفاض أسعار بعض الأصناف، في الوقت الذي يؤكد فيه المواطنون تراجع الإقبال على الشراء بسبب ارتفاع الأسعار.

يقول طه أبو الخير، صاحب مصنع ومعرض لإنتاج الحلويات، إن طلبات الجملة هذا العام تراجعت بمعدل 30%، رغم أن الأسعار لم تتغير عن العام الماضي.

وأضاف أبو الخير أن كثيرا من مدخلات الإنتاج ارتفعت هذا العام، مثل الكهرباء والغاز والخامات وأجرة العمال، ولم تتراجع إلا أسعار السكر، ومع ذلك حافظت الأسعار على ثباتها ولكن ذلك لم يؤد إلى إقبال الزبائن بل حدث تراجع.

ويوضح أن مدة صلاحية الحلوى حوالي سنة، وذلك يساعد التجار على بيع ‏المرتجع بسعر التكلفة، ل‏تجار الموالد الأخرى في الأقاليم.
لغز الركود
ويعتقد السيد شلبي، تاجر متخصص في حلوى المولد منذ ‏‏40 عامًا، أن هناك لغزًا وراء تراجع المبيعات هذا العام بنسب ‏وصلت إلى 50%، رغم ثبات الأسعار مقارنة بالعام الماضي، ‏وأحيانًا انخفاضها، مع تراجع حركة المبيعات. ‏

ويشير، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه بحكم خبرته لاحظ، مع مرور ‏الأسبوع الأول من الموسم،‎ ‎‏ هدوء حركة المبيعات، مما اضطره ‏لتخفيض الأسعار 10%، رغم ارتفاع التكاليف. ‏


ويعتذر فهد محمد، صاحب متجر للمواد الغذائية، لزبائنه عن عدم ‏تجارته في حلوى المولد هذا العام، لافتا لـ"العربي الجديد" إلى أن الركود الذي ضرب بضاعته، الموسم الماضي الذي ‏بقي بعد نهايته حوالي 30 % من البضاعة، دفعه لاتخاذ القرار رغم ممارسته لهذه التجارة منذ 20 عاما.


ويقدر محمد أبو رقية، تاجر جملة، وصاحب مصنع للحلويات، حجم ‏تجارة حلوى المولد في مصر بحوالي 400 مليون جنيه. ‏

ويؤكد، لـ"العربي الجديد"، على ثبات الأسعار هذا العام، بالمقارنة ‏بالعام الماضي، لافتًا إلى أن انخفاض سعر السكر ليس له تأثير كبير على الأسعار، خاصة أنه يمثل حوالي 20 في المائة من ‏تكاليف الإنتاج، في حين ارتفعت أسعار الغاز والكهرباء، مشيرا إلى أن حركة المبيعات في معرضه منذ بداية الموسم في ‏ارتفاع بعد أن قام بخفض السعر.

بينما يقول يوسف مبارك (صاحب شادر لبيع الحلوى)، إن الأيام التي تسبق موعد المولد النبوي كانت تشهد إقبالا كبيرا من الزبائن، ولكن حتى الآن الإقبال ضعيف، معلناً عن أمله في أن يقْبل الزبائن خلال الأيام المقبلة على شراء حلوى المولد النبوي مع اقتراب موعد الاحتفال.

ويقول محمد بكري (تاجر) إن كثيرا من الزبائن يمرون على الشادر ولكن أغلبهم يكتفي بالمشاهدة، أما القلة التي تقوم بالشراء فتكتفي بكميات قليلة أو تنتقي الأرخص، إذ يوجد 28 نوعا من أصناف الحلوى تقريبا.

ضغوط على الأسر

يقول المواطن محمد سلامة إن "الفقراء في مصر عجزوا عن مواجهة الأعباء"، مبيناً "أنه في الأعياد والمواسم ترتفع أسعار المنتجات الغذائية بشكل عشوائي من دون رقيب أو حسيب من جانب أجهزة الدولة".

أما كريمة محمد (ربة منزل) فقالت إننا لم نستطع الشراء هذا العام لارتفاع أسعار حلوى المولد، كما أن هناك أولويات حياتية أخرى أصبحت تفرض نفسها، علينا أن نشتريها، ولا يتبقى بعدها أموال لشراء الحلوى".


يقول عبد الفتاح حسين (موظف) إنني اعتدت أن أشتري كمية معينة من حلوى المولد، لكن هذا العام قللت هذه الكمية بسبب الأوضاع المعيشية التي تزداد سوءا كل عام عن الذي سبقه، والذي يأتي على حساب مظاهر الاحتفال بالأعياد والمواسم وربما يصل إلى ضروريات الحياة.

ويضيف خالد محسن (موظف قطاع خاص) أنه قاطِع حلوى المولد هذا العام نظراً لغلاء أسعارها، مشيرا إلى أنه لا يستطيع أن يدفع 400 جنيه ثمنا لعلبة صغيرة منها.

(الدولار=16.11 جنيها تقريبا)

المساهمون