نيجيريا تنقب عن الذهب لمواجهة أزمة النفط

17 يونيو 2018
تسعى الحكومة لإعادة تنشيط قطاع التعدين (ستيفن هيونيس/فرانس برس)
+ الخط -
يعرف سكان ولاية اوسون في جنوب غرب نيجيريا أن منجما متراميا للذهب يقبع تحت أشجار الكاكاو وجبال الخيزران في الغابة الاستوائية، معربين عن الأمل في الاستثمار في مناجم الذهب وليس فقط في حقول النفط.

وتسعى الحكومة، اليوم، إلى إعادة تنشيط قطاع تعدين متراجع وتنويع عائداتها التي تعاني من انهيار أسعار النفط منذ 2014.

ويراهن بعض الشركات حتى الآن على هذا القطاع، آملا في تكرار التجربة الناجحة لبلدان مجاورة مثل غانا والسنغال وسيراليون.

وفي صباح يوم رطب، يرافق سيغون لاوسون، المدير العام لشركة "ثور اكسبلورايشن" زائريه إلى موقع المنجم الذي اشترته شركته، وأكد لاوسون خلال السير على طريق من التراب الأحمر وتجتاحه الحشرات الطائرة، "لا أحد يعرف التعدين في نيجيريا".

وقد حفرت الحكومة المنجم إبان الثمانينيات من القرن العشرين المنصرم، "لكن النفط كان غزيرا إلى درجة حملتهم بكل بساطة على التخلي عنه"، كما أضاف لدى توقفه عند حافة خندق يبلغ عمقه 20 مترا.

وأضاف الخبير الجيولوجي أمام وسيط بريطاني أعجب كما يبدو بالرقم، أن "الذهب يظهر على عمق 210 أمتار"، حيث يأمل لاوسون في أن يبدأ الإنتاج على نطاق واسع في أول منجم بهذا الحجم في نيجيريا مطلع 2020، وقال: "إنه في متناول اليد. نحن موجودون في إقليم صغير يحتوي على ذهب لم يبحث عنه أحد بواسطة التكنولوجيا الحديثة".

والبحث عن الذهب قصة قديمة في غرب أفريقيا، فالمنطقة التي كانت آنذاك ضمن مملكتي اسانتي ومالي شكلت مصدرا مهما في القرون الوسطى للسبائك المتجهة إلى البحر المتوسط والعالم الإسلامي.







وقد طغت تجارة الرق على هذه التجارة التي أعيد إحياؤها في نهاية القرن التاسع عشر، عندما أدخل الأوروبيون تقنيات صناعية جديدة للتعدين، وفي سنوات الألفين، أدت "دورة فائقة" للمواد الأولية إلى طفرة أخرى، إذ ساعد التقدم التقني في اكتشاف مواقع جديدة وجعل التعدين أكثر إنتاجية، لكن هذه التكنولوجيات الجديدة احتاجت إلى وقت حتى تصل إلى نيجيريا.

وعلى الطريق المؤدية إلى المنجم، تستضيف مدينة إيليسا سوقا صغيرة يبيع فيها عمال المناجم قطعا من الذهب المستخرج من التراب بعد جهود حثيثة.

وأكد ادييي باميديلي ادينيجي، الزعيم التقليدي لدى استقباله مسؤولي "ثور اكسبلوريشن" في منزله بإليسا: "دائما ما توافر لدينا الذهب، لكن لم تتوافر لدينا الموارد لاستثماره"، وقال: "رأيي واضح جدا، يجب الانصراف إلى العمل. نعتمد عليكم حتى نستفيد منه".

وفي نيجيريا كما في كل أنحاء غرب أفريقيا، يعمل عشرات آلاف الأشخاص، وسط ظروف بالغة الخطورة، في مناجم مفتوحة، بحثا عن الذهب والقصدير والياقوت الأزرق.

وأكدت كاساندرا مارك-تيسين الباحثة في جامعة بال أن "عددهم وضعف القوانين التي ترعى أنشطتهم يشكلان إنذارا لعدد كبير من دعاة حماية البيئة في المنطقة"، مضيفة أن "استخدام عمالة الأطفال والوفيات العرضية للقاصرين وتهريب المعادن هي مشاكل أيضا".



وقد شيدت نيجيريا صناعة نفطية وغازية متطورة جدا على حساب الصناعات الأخرى، ويعتمد أكبر اقتصاد في أفريقيا على النفط بنسبة 70% من إيراداته العامة، رغم الموارد المهمة للحديد والذهب والمعادن الأخرى.


(فرانس برس)
دلالات
المساهمون