النفط الصخري يفرض نفسه ويحرج أوبك

04 يونيو 2015
حقل نفط صخري في أميركا (Getty)
+ الخط -
تبدي منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، التي تجتمع غداً، الجمعة، في العاصمة النمساوية فيينا، استعدادها لقبول النفط الصخري الأميركي بغية إعادة التوازن إلى السوق، وذلك بعد أشهر من اعتمادها استراتيجية تهدف إلى إبعاد هذا المنافس الجديد عن السوق.

وقال أمين عام أوبك، عبد الله البدري، أمس الأربعاء، إنّ "النفط الصخري (الشيست) ظاهرة لن تزول، وعلينا أن نتعايش معها وإيجاد توازن".

البدري ليس المسؤول الوحيد، داخل أوبك، الذي اعترف بوجود التعامل والتعاون مع النفط الصخري لضبط سوق الذهب الأسود.

فقد قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل محمد المزروعي: "لا نعتقد ولا نتصور أو نحلم بأن يختفي منتجو النفط الصخري"، مضيفاً:"نريد أن يبقوا، أن يشكلوا توازنا جيدا للسوق، ونريد أن يتحمل كل طرف جزءا من مسؤولية إعادة توازنه".

وكان محللون قد اعتبروا قرار منظمة أوبك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الإبقاء على إنتاجها دون تغيير عند 30 مليون برميل نفط يوميا،ً إرادة واضحة في ضرب النفط الصخري.

وبالفعل، تسبب قرار أوبك في تدهور أسعار النفط إلى 45 دولارا فقط للبرميل في يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما أثر سلبا على منتجي النفط الصخري قبل أن تنتعش الأسعار بشكل طفيف وتصمد فوق 60 دولارا للبرميل خلال الفترة الأخيرة.

وعبّر المحلل لدى سيتي، إريك لي، عن اعتقاده بأن "أوبك كسبت الشوط الأول في وجه النفط الصخري، لكن الفوز كان مراً مع هبوط نفط برنت إلى 64 دولاراً، مقابل 115 دولاراً، عند ذروته في يونيو/حزيران الماضي".

ورأى أن النفط الصخري يعد منافساً هائلاً لدول أوبك، حيث أجبرها على إعطائه مكانا في السوق، كما اضطرت إلى القبول بأسعار أكثر انخفاضا بهدف الحفاظ على حصصها فيها.

وأكد إبهيشك ديشباندي، المحلل لدى ماتيكسيس، أن "أوبك لا تستطيع التضييق على الإنتاج الأميركي لفترة طويلة".

ومن خارج أوبك، أقر ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، بتنامي دور النفط الأميركي في سوق النفط رغم الدور الكبير الذي تلعبه أوبك في هذا المجال.

ورأى أن "قرارات أوبك كانت، فيما مضى، لزيادة حصصها أو إبقائها على حالها أو تخفيضها تؤثر مباشرة على التوازن بين العرض والطلب وعلى الأسعار، ويتوجب اليوم تقييم هذه القرارات مع الأخذ بالاعتبار إنتاج البلدان التي لا تصدر إلى الخارج".

واعتبر جون واتسون، رئيس مجلس إدارة مجموعة شيفورن النفطية الأميركية العملاقة، أن "أسواق البترول دخلت عصرا جديدا"، وقال "الفرق اليوم أن أوبك اختارت أن تنتج، وليس أن تدير السوق".

كما لفت إلى أن "النفط الصخري شكل ثورة مذهلة في الولايات المتحدة. إننا ننتج قرابة 5 ملايين برميل في اليوم، وهو أمر لم يكن متوقعا. والنفط الصخري سيصبح آلية إعادة توازن للسوق في الأعوام المقبلة".

اقرأ أيضاً: خلاف جديد بين السعودية وإيران ساحته أوبك

المساهمون