أسعار النفط تدخل نفقاً مظلماً مع اشتداد المنافسة

14 أكتوبر 2015
خسارة روسيا معركة الحصص السوقية، قد تمهد لتغير الأسعار(أرشيف/Getty)
+ الخط -


أصدرت وكالة الطاقة الدولية، أمس الثلاثاء، تقريراً متشائماً بشأن نمو الطلب على النفط في العام المقبل، يحمل تعارضاً كبيراً مع توقعات تبدو أكثر تفاؤلاً بشأن استقرار أسعار النفط في 2016، صدرت عن أعضاء في منظمة أوبك، قبل يومين.

وتعزز الإشارات المتضاربة بشأن مستقبل أسعار النفط على المستوى القصير والمتوسط، والتي تصدر عن مؤسسات دولية مختصة، حالة الغموض التي تكتنف الأسواق الدولية، تلك الحالة التي تتفاقم يوماً بعد الآخر في ظل تمسك المنتجين الكبار، خاصة السعودية وروسيا، بحصصهم السوقية.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن تخمة المعروض في السوق النفطية سوف تستمر في عام 2016 مع تباطؤ وتيرة نمو الطلب من أعلى مستوى في خمسة أعوام وحفاظ المنتجين الرئيسيين في أوبك على إنتاجهم قرب مستويات قياسية.

وتوحي تقديرات الوكالة الدولية التي تقدم الاستشارات للدول الصناعية بشأن سياسة الطاقة، بتراجع في الأسعار العام المقبل، إذ تحتفظ السوق بالأسباب ذاتها التي تهاوت على إثرها أسعار الخام بأكثر من 60% من ذروة مستوياتها في صيف 2014. لكن "أوبك" لا تزال تحتفظ بتوقعات متفائلة حول استقرار أسواق النفط العام المقبل، بدعم من زيادة الطلب العالمي على الخام.

وقال أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" عبدالله البدري، الأحد الماضي، إن المنظمة واثقة من أن سوق النفط ستكون أكثر توازناً في سنة 2016، مع تراجع إنتاج دول غير أوبك وارتفاع الطلب العالمي، مضيفاً أن معطيات السوق الأساسية لا تدعم الانخفاض الكبير في الأسعار.

وفي السياق، يعتقد وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة، الذي يشغل أيضاً منصب القائم بأعمال أوبك، أن أسعار النفط بلغت حدها الأدنى من الانخفاض، وأنه يرى إشارات على انتعاش الأسعار في 2016، متوقعاً أن يصل معدل نمو المعروض إلى صفر أو أقل من ذلك العام القادم.

اقرأ أيضاً: عودة إندونيسيا إلى أوبك تربك حسابات منتجي النفط

في المقابل تتوقع الوكالة أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بواقع 1.21 مليون برميل يومياً في 2016 بانخفاض نحو 150 ألف برميل عن توقعاتها في الشهر السابق.

ولا يزال منطق "الحصة السوقية" هو السائد بين المنتجين، دون النظر إلى أسعار النفط. وقال الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية ايجور سيتشين، أمس، إن المملكة العربية السعودية بدأت تمد بولندا بالنفط الخام لتنضم بذلك إلى قائمة منتجي منطقة الشرق الأوسط الذين يدخلون سوقاً طالما كانت روسيا تهيمن عليها.

ويقول مراقبون إن خسارة روسيا معركة الدفاع عن الحصة السوقية، قد يؤثر على القرارات التي ستأخذها أوبك بشأن إنتاج الخام في اجتماعها في ديسمبر/كانون الأول.

ويدور إنتاج كل من روسيا والسعودية في فلك الـ 10.5 ملايين برميل نفط خام يومياً، وهما أكبر منتجَين في العالم، لكن الصادرات السعودية تفوق تلك الروسية.

وقال الرئيس التنفيذي لأكبر شركة نفط في روسيا خلال مؤتمر للمستثمرين في موسكو: "نعمل تحت ظروف منافسة قاسية"، مضيفاً أن "السعودية دخلت السوق البولندية للمرة الأولى بعمليات تسليم من خلال دانسك".

وأضاف قائلاً "السعوديون منخرطون بنشاط في عملية إغراق تمثل عنصراً من عناصر تغير الأسعار العالمية. لا شك في أن المعركة على الأسواق في هذه المرحلة تمثل واحداً من العوامل الأساسية، لكن علينا بذل كل جهد ممكن للحيلولة دون انخفاض حصتنا من الإمدادات".

وفي إشارة أخرى على تغير التوازن في السوق العالمية، قالت مصادر في القطاع إن المجر زادت وارداتها النفطية من إقليم كردستان العراق بدلاً من الخام الروسي.

وانخفضت أسعار النفط الخام في التعاملات الآجلة أمس، بعد توقعات وكالة الطاقة الدولية. ونزل مزيج برنت الخام 20 سنتاً إلى 49.66 دولاراً للبرميل وهبط الخام الأميركي 30 سنتاً إلى 46.80 دولاراً للبرميل.


اقرأ أيضاً: فنزويلا تدعو ثماني دول من خارج أوبك لاجتماع بفيينا

المساهمون