توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية تدعم تفاؤل المستثمرين والأسواق

16 يوليو 2024
الأسواق تتوقع بدء خفض أسعار الفائدة / بورصة نيويورك 11 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

أظهر مسح بنك أوف أميركا لمديري الصناديق العالمية اليوم الثلاثاء، أن المستثمرين ظلوا متفائلين في يوليو/ تموز بدعم من الاعتقاد بأن أسعار الفائدة الأميركية ستنخفض قريبا مما يمنع الاقتصاد من هبوط مضطرب ويرون الآن أن التطورات الجيوسياسية هي أكبر خطر على هذه التوقعات. وأظهر المسح، الذي شمل 242 مديرا لصناديق تبلغ قيمتها 632 مليار دولار، أكبر انخفاض شهري في توقعات النمو العالمي منذ مارس/ آذار 2022 حين انخفض هذا المقياس إلى سالب 27% من سالب 6%.

وقال البنك إن هذا يعكس وجهة النظر القائلة بأن أسعار الفائدة على وشك البدء بالانخفاض، لأن المستثمرين يرون أن السياسة النقدية في أقصى درجات التشديد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 وأن هذا التيسير سيؤدي إلى "هبوط سلس" للاقتصاد.

وفي الأسواق العالمية اليوم، عززت تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول أمس الاثنين، مبررات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/ أيلول، وقال باول إن قراءات التضخم الأميركية الثلاث خلال الربع الثاني من هذا العام "تزيد إلى حد ما الثقة" في أن وتيرة زيادات الأسعار تعود إلى هدف الاحتياطي الاتحادي بطريقة مستدامة، وهي تصريحات تشير إلى أن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون بعيدا.

وتعليقات باول التي غيرت توقعات خفض أسعار الفائدة، من المحتمل أن تكون الأخيرة حتى مؤتمره الصحافي بعد اجتماع البنك المركزي الأميركي المقرر عقده يومي 30 و31 يوليو/ تموز. ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، تتوقع الأسواق الآن خفض الفائدة 68 نقطة أساس هذا العام، اعتبارا من سبتمبر/ أيلول. كما يترقب المستثمرون المزيد من البيانات الاقتصادية الأميركية لمؤشرات أخرى حول السياسة النقدية، حيث ستصدر بيانات مبيعات التجزئة الأميركية الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش اليوم الثلاثاء إضافة إلى تعليقات مسؤولين آخرين بالاحتياطي الاتحادي لمزيد من الدلائل حول مسار خفض الفائدة.

ويتحول تركيز الأسواق أيضا إلى اجتماع السياسات النقدية للبنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، إذ من المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة دون تغيير، لكن الاهتمام سينصب على تصريحات رئيسة البنك كريستين لاغارد للتعرف على توقيت الخفض التالي للفائدة. وتتوقع الأسواق تخفيضات بمقدار 48 نقطة أساس هذا العام. كما ينتظر المتعاملون بيانات التضخم البريطانية يوم الأربعاء، للحصول على مزيد من الدلائل على سياسة أسعار الفائدة.

صعود الذهب بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة

وفي أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، وبحلول الساعة 04.24 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 % إلى 2425.69 دولار للأوقية (الأونصة). وأمس الاثنين، بلغت الأسعار أعلى مستوى لها منذ 20 مايو/ أيار عندما صعد المعدن إلى مستوى قياسي عند 2449.89 دولارا. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 % إلى 2431.80 دولارا.

وقال يب جون رونج استراتيجي السوق في آي.جي: "واصل باول وضع الأساس لخفض الفائدة القادم. وترجح الأسواق تماما الآن خفض سعر الفائدة في سبتمبر، مما قد يبقي المعنويات حيال أسعار الذهب مدعومة جيدا في الفترة التي تسبق الخفض". وعندما تنخفض أسعار الفائدة، عادة ما تزداد جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدا. 

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 0.8 % إلى 30.75 دولارا للأوقية وتراجع البلاتين 0.3 % إلى 992.26 دولارا بينما صعد البلاديوم 0.4 % إلى 954.18 دولارا.

ارتفاع الدولار 

وفي أسواق العملات، ارتفع الدولار قليلا من أدنى مستوياته في خمسة أسابيع اليوم الثلاثاء، إذ يدرس المتعاملون مسار خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/ أيلول بعد تصريحات باول وزيادة احتمالات إعادة انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وتراجع الين الياباني في التداولات الآسيوية بعدما سجل أمس الاثنين أعلى مستوى في شهر عند 157.165 للدولار، مما أثار القلق من مزيد من التدخل من جانب طوكيو. 

وبلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 104.3، وهو مستوى غير بعيد عن أدنى مستوى في شهر عند 104 الذي لامسه أمس الاثنين. وسجل اليورو 1.0893 دولار، وهو ما يقل قليلا عن أعلى مستوى في أربعة أشهر الذي لامسه أمس الاثنين بعدما محى جميع خسائر الأسابيع القليلة الماضية عندما تعرض لضغوط بسبب الغموض السياسي في فرنسا.

وواصلت السلطات اليابانية تحذيراتها من انخفاض الين، إذ قال كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيماسا هاياشي إن طوكيو على استعداد لاتخاذ جميع الإجراءات الممكنة في سوق الصرف. وتعتقد الأسواق أن طوكيو تدخلت في السوق، في محاولة أخرى لرفع العملة اليابانية الأسبوع الماضي بعد تقرير التضخم الأميركي الذي جاء أضعف من المتوقع. وتظهر بيانات بنك اليابان أن السلطات ربما أنفقت ما يصل إلى 3.57 تريليونات ين لدعم العملة المتعثرة. وستتطلع الأسواق إلى بيانات أسواق المال الجديدة لمعرفة ما إذا كانت طوكيو قد تدخلت يوم الجمعة أيضا. وانخفض الين في أحدث تعاملات 0.4 % إلى 158.64 للدولار وتراجع أمام عملات أخرى.

ولم يطرأ تغير يذكر على الجنيه الإسترليني عند 1.296 دولار، ليظل دون أعلى مستوياته في عام واحد الذي سجله أمس الاثنين، وانخفض الدولار الأسترالي 0.27 % إلى 0.67 دولار، مبتعدا عن أعلى مستوى في ستة أشهر الذي لامسه الأسبوع الماضي، وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.17 % إلى 0.60 دولار، وهو أدنى مستوى في أسبوعين قبيل بيانات التضخم المقررة غدا الأربعاء.

وعلى صعيد العملات المشفرة، ارتفعت بيتكوين 1% ليتم تداولها بالقرب من 65 ألف دولار، قرب أعلى مستوياتها خلال شهر. وارتفعت إيثر 1% إلى 3466 دولارا مسجلة أعلى ذروة في أسبوعين.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون