موسم أفضل للأضاحي في غزة رغم الحرب وغلاء الأسعار

17 يوليو 2021
ارتفاع الأسعار لم يشكل عائقاً أمام المضحين (عبد الحكيم أبورياش/ أرشيف)
+ الخط -

يبدو موسم الأضاحي في قطاع غزة لهذا العام مغايراً عن المواسم السابقة، في ظل وجود حركة نشطة من المواطنين على الشراء، بالرغم من الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، إلى جانب الجمعيات الخيرية والإغاثية التي رفعت عدد المشاريع المقدمة لموسم عيد الأضحى.
ورغم التبعات الاقتصادية والمعيشية التي ألحقها العدوان الإسرائيلي الأخير بغزة، إلا أن تجار المواشي يقولون إنّ هناك ارتفاعاً وإقبالاً ملحوظاً على شراء الأضاحي، بالتزامن مع إقبال أكبر من الجمعيات على زيادة الكميات التي تشتريها لتغطية أعداد أكبر من المستفيدين في القطاع الذي يعيش فيه قرابة 2.2 مليون نسمة.
ويشهد العام الحالي ارتفاعاً طفيفاً في أسعار الأضاحي عن الموسم السابق لعدة عوامل، أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف بنسبة تصل إلى 35 في المائة لعوامل عالمية، وأخرى مرتبطة بالاحتلال والقيود الإسرائيلية التي فرضت في أعقاب عدوان مايو/ أيار الماضي.
ويقول تاجر المواشي علاء البطنيجي إن حجم الإقبال لهذا العام أفضل من الموسم السابق على صعيد المؤسسات الخيرية والإغاثية أو حتى الأفراد بالرغم من الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع نتيجة للحروب والحصار.

 

ويوضح البطنيجي لـ "العربي الجديد" أن الموسم الحالي يشهد ارتفاعاً طفيفاً في أسعار لحوم الأضاحي، إذ ارتفعت الأسعار على صعيد لحم العجول بقيمة شيقل إسرائيلي واحد للكيلو غرام، بينما تتراوح ما بين 5 شيقلات إلى 7 شيقلات في لحوم الخراف.
وبحسب التاجر الفلسطيني فإن غلاء أسعار الحبوب لعب دوراً في ارتفاع الأسعار، إذ كان سعر الطن الواحد لحبوب الذرة 900 شيقل إسرائيلي (275 دولاراً تقريباً)، بينما وصل حالياً إلى 1500 شيقل، وهو ارتفاع سيتحمله المربي والمواطن الذي سيقبل على شراء لحوم الأضاحي.
ويشير البطنيجي إلى أن متوسط سعر الأضحية للعام الحالي تتراوح ما بين 1300 شيقل إسرائيلي إلى 2000 شيقل إسرائيلي، بينما كانت متوسط سعر الأضحية على صعيد لحوم العجول العام الماضي يتراوح ما بين 1100 شيقل إلى 1500 شيقل للحصة الواحدة.

موسم واعد
ويتفق التاجر محمد البدرساوي مع سابقه، إذ يصف الموسم الحالي للأضاحي بأنه من أفضل المواسم خلال الأعوام الأخيرة، سواء على صعيد إقبال المواطنين أو حتى حجم شراء الأضحية من قبل المؤسسات والجمعيات الخيرية العاملة في القطاع التي زادت من الكميات لهذا العام.
ويقول البدرساوي في حديثه لـ "العربي الجديد" إن الإقبال بشكل أكبر من المواطنين وحتى الجمعيات يتركز بدرجة كبرى على العجول ثم الخراف بدرجة أقل، لاعتبارات منها أن طبيعة حصة لحوم العجول تعتبر ذات جدوى مادية ومعنوية مقارنة بلحوم الخراف.
ويرى التاجر الفلسطيني أن الارتفاع في الأسعار لهذا العام لم يشكل عائقاً أمام المضحين، إذ لا يزيد إجمالي الزيادة عن مبلغ 100 شيقل للحصة في مختلف أنواع لحوم العجول، ويرجع لاعتبارات منها ارتفاع أسعار الأعلاف أو بسبب إغلاق المعبر بشكل متكرر من قبل الاحتلال.
ويشكل معبر كرم أبو سالم الواقع أقصى جنوبي شرقي قطاع غزة المنفذ التجاري الرئيسي لسكان القطاع، بالرغم من وجود بوابة صلاح الدين المرتبطة بالجانب المصري، إذ تشكل إجمالي المعبر المرتبط بالاحتلال بحوالي 84 في المائة من قيمة البضائع التي يستوردها القطاع.

 

في موازاة ذلك، يؤكد المدير العام للإدارة العامة للبيطرة في وزارة الزراعة في غزة حسن عزام وجود تحسن في موسم الأضاحي لهذا العام يتمثل بدرجة أساسية في زيادة المشاريع المقدمة من قبل الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتوفير لحوم الأضاحي في القطاع.
ويقول عزام لـ "العربي الجديد" إن إجمالي الكميات التي عملت الوزارة على توفيرها في السوق المحلي خلال الشهور الأخيرة يتمثل في 20 ألف رأس من العجول و28 ألف رأس من الخراف والأغنام، بزيادة بسيطة تتراوح ما بين شيقل إلى 3 شيقلات في بعض الأصناف.
وبحسب المسؤول الحكومي فإن تكرار إغلاق المعابر التجارية وارتفاع أسعار الحبوب التي وصلت الزيادة فيها بالمتوسط إلى 250 شيقل في بعض الأصناف أديا إلى حدوث ارتفاع طفيف في أسعار الأضاحي، عدا عن ارتفاع تكلفة النقل العالمي في الشهور الأخيرة بشكل مضاعف.


(الدولار= 3.28 شيقلات)

المساهمون