يعمل الأربعيني إبراهيم العشملي بائع الدواجن اليمني، منذ نحو أسبوع، على وضع خطط الاستعداد لمواجهة ارتفاع الطلب بشكل مضاعف على الدواجن مع اقتراب عيد الأضحى وزيادة نسبة المواطنين والعوائل التي تعتزم تغيير نوعية أضحيتهم هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية.
وحسب العشملي في حديثه لـ"العربي الجديد"، فإنه قام بطلب كمية مضاعفة من المزارع الخاصة بالدواجن التي يتعامل معها، إذ وجد صعوبة في إقناع مالك المزرعة في زيادة الكمية التي اعتاد الحصول عليها يومياً والتي تزيد عن 10 صناديق يحتوي كل صندوق على 10 دجاجات، وذلك بسبب ما تعاني منه هذه المزارع من توسع حجم سوق الدواجن مقابل ارتفاع طفيف في عملية الإنتاج.
ويقاسي كثير من اليمنيين أيام صعبة هي الأسوأ منذ بداية الحرب. ويفيد مواطنون في عدن جنوب اليمن أن تردي الخدمات العامة نغص حياتهم ودفع كثير منهم إلى التخلي عن شراء مستلزمات العيد كالملابس والمكسرات وغيرها، في الوقت الذي لا يجدون فيه الكهرباء أو مياه الشرب، بينما أصبح البعض يعاني لتوفير رغيف الخبز.
من جانبه يؤكد محمد سعيد من سكان صنعاء لـ"العربي الجديد"، أن أضحيته هذا العام ستكون دواجن بمعدل دجاجتان أول يوم العيد ودجاجة واحدة ثاني وثالث يوم، إذ سيتخلى عن الخيار الذي اتبعه العام الماضي بشراء أضحية واحدة بشكل مشترك مع 3 أسر جيرانه في المبنى الذي يقطنه.
ويتحدد سعر الدواجن في الأسواق اليمنية بناءً على حجمها ووزنها، مع ارتفاع طفيف في أسعارها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ويصل سعر الأحجام الصغيرة إلى نحو 1700 ريال، ونحو 2000 ريال و2600 للأحجام المتوسطة.
ويلاحظ في بعض الأسواق بصنعاء لأول مرة انتشار بيع دواجن بأحجام كبيرة مثل ديك الرومي، إذ تحظى بطلب وإقبال على شرائها من قبل بعض المواطنين، ويصل سعرها إلى نحو 3500 ريال للديك الواحد.
بالمقابل، تشهد أسواق المواشي انفلات واسع مع ارتفاع الأسعار بشكل قياسي لكافة أنواع المواشي، حيث قفزت أسعار الأغنام من ماعز وضان من 70 و 80 ألف ريال إلى 110 آلاف ريال للرأس الواحد، بينما يزيد الرأس الواحد من الأبقار عن 400 ألف ريال يمني.
وأعلنت وزارة التجارة والصناعة في العاصمة اليمنية صنعاء عن قائمة أسعار خاصة باللحوم قالت إنها ملزمة للتداول وتمثل الحد الأعلى بالنظر إلى حجم العرض ووضعية الأسواق، وحددت سعر الكيلوغرام من اللحم الغنمي بنحو 6 الأف ريال، و5 ألف ريال للكيلوغرام من لحوم العجل و3500 ريال سعر كيلوغرام مم لحوم الأبقار.
في السياق، يلفت علي حياس بائع مواشي في صنعاء لـ"العربي الجديد"، إلى نقطة مهمه في هذا الخصوص، إذ دفعت الأوضاع المعيشية الصعبة كثير من المواطنين داخل المدن مثل صنعاء إلى تربية المواشي في "أحواش" منازلهم والمتاجرة بها كما يلاحظ في السوق الذي يبيع فيه الماشية، الأمر الذي خلق رواج وحركة في أسواق الماشية رغم تراجع الإقبال عليها مقارنة بالأعوام التي سبقت الحرب.
وحسب أخر الإحصائيات الرسمية الصادرة قبل الحرب فقد كان اليمن يستورد نحو 20 ألف رأس غنم شهريا، ترتفع الى 100 الف رأس في المواسم مثل عيد الاضحى، وبالنسبة للأبقار تزيد على 10 الف رأس وقد ترتفع الى 50 الف رأس، بينما يغطي الإنتاج المحلي نحو 70% من احتياجات السوق بالنسبة للمواشي او اللحوم الحمراء، و50% للدواجن.