وقف الاستيراد يهدّد بغلق مدابغ مدينة الروبيكي في مصر وجلود الأضاحي إلى القمامة

19 يوليو 2022
تجار الكيماويات الخاصة بمستلزمات الإنتاج رفعوا الأسعار بنسب تجاوزت 100% (الأناضول)
+ الخط -

حذر مصدر مسؤول في اتحاد الصناعات المصرية من غلق مدابغ الجلود في مدينة الروبيكي، نتيجة وقف استيراد مستلزمات الإنتاج من كيماويات وخلافة والتي تمثل 60 بالمائة من تكاليف الإنتاج، فيما تمثل تكاليف شراء الجلود والعمالة وأسعار المياه والكهرباء 40 بالمائة.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن عدم وجود طلب في الوقت الحالي على الجلود، أدى إلى عدم الاهتمام بجودة الجلد أثناء عملية السلخ، وبالتالي كان مصير هذه الجلود إلى صناديق القمامة، لافتًا إلى أن سعر الجلد السليم (السوبر) سواء جاموسي أو بقري وصل إلى 120 جنيهًا. (الدولار=18.9223 جنيهًا).

وأشار إلى أن تجار الكيماويات الخاصة بمستلزمات الإنتاج رفعوا الأسعار بنسب تجاوزت 100 بالمائة، وبالتالي ارتفعت معها تكاليف الإنتاج، وهو ما أدى إلى خروج أسعار الجلود المصرية من المنافسة في سوق الصادرات.

بدوره، قال إسلام أشرف، صاحب مدبغة، إنه لا يوجد إقبال على شراء جلود الأضاحي من أصحاب المدابغ، الأمر الذي دفع بأصحاب تلك الجلود إلى وضعها في صناديق القمامة.

وعزا الأسباب إلى ارتفاع تكاليف الدباغة بأكثر من 150 بالمائة خلال أقل من عام، نتيجة زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج التي تستورد مصر معظمها وباتت شحيحة في الأسواق، إضافة إلى عدم وجود جلود سليمة تصلح للدباغة بسبب غياب الوعي والمهارة الكافيين لاستخلاص الجلود (السلخ) عقب الذبح.

موقف
التحديثات الحية

وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد" أن "تصنيع الجلود الطبيعية باتت هي الأخرى مكلفة، وبالتالي أصبحت أسعارها لا تناسب غالبية الناس، إذ إن الحذاء المصنوع من الجلد الطبيعي يصل سعره إلى 600 جنيه، في حين أن نظيره المصنع من الجلد الصناعي (سكاي) يصل إلى 250 جنيهًا، ناهيك عن منافسة أسعار الكوتشيات للمنتجات الجلدية".

وأشار إلى أن تصدير الجلود الطبيعية بات أمرًا صعبًا نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج من عمالة ومستلزمات، وبالتالي أصبحت أسعار التصدير في البورصة العالمية لا تناسب المنتج المصري، خاصة أن أسعار الدول المنافسة، كالهند وتركيا، تقل عن أسعار التاجر المصري بأكثر من 30 بالمائة.

وأفاد الجزار أحمد محمد بأن أسعار الجلود هذا الموسم وصلت إلى 150 جنيها للقطعة السليمة من الجلد الجاموسي، و180 جنيهًا للبقري، مقابل أسعار تخطت 1000 جنيه قبل أعوام، في حين أن جلود الأغنام غاب الطلب عليها.

وأشار إلى أنه خلال فترة انتعاش حركة دباغة الجلود كان التجار في موسم عيد الأضحى المبارك يمولون الجزارين بمبالغ مسبقة لحجز جلود الأضاحي، كما أن أرباح الجزارين كانت تأتي من تجارة الجلود وليس من عمليات الذبح.

وأظهرت بيانات المجلس التصديري للجلود والمنتجات الجلدية ارتفاع الصادرات خلال الثلث الأول من 2022 بنحو 27 بالمائة، مسجلة نحو 27 مليون دولار، مقابل 21 مليونا خلال الفترة نفسها من 2021.

وبيّنت أن قطاع "دباغة الجلود" استحوذ على 93 بالمائة من إجمالي صادرات القطاع ، بقيمة 25 مليون دولار، فيما استحوذ قطاع "الأحذية والفوندي" والمصنوعات والملابس الجلدية على نحو 7 بالمائة بقيمة مليوني دولار.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد افتتح في يوليو/تموز 2020 مدينة الجلود ‏بالروبيكي والتي تضم 195 مصنعًا، وتوفر 10 آلاف فرصة عمل مباشرة، و25 ألفا ‏غير مباشرة، باستثمارات تناهز 2.5 مليار جنيه، وصادرات تصل إلى 150 مليون ‏دولار سنويًا.‏

المساهمون