الأسهم الأميركية تفرط في مكاسب الساعات الأولى وتنهي اليوم في المنطقة الحمراء

08 اغسطس 2024
بورصة نيويورك وهدوء لا يعكس ما يحدث في الداخل - 5 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تراجع الأسهم الأميركية وتأثير التكنولوجيا**: فقدت الأسهم الأميركية مكاسبها يوم الأربعاء، حيث خسر مؤشر داو جونز 234.21 نقطة، وتراجع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.77%، وانخفض مؤشر ناسداك بأكثر من 1%. قادت أسهم شركات التكنولوجيا هذا التراجع.

- **ارتفاع عائد سندات الخزانة الأميركية**: ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 3.94%، مما أثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي وأدى إلى انهيار أسواق الأسهم.

- **انتعاش أسواق النفط**: ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2% بعد تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة للأسبوع السادس على التوالي، وزيادة التوتر في الشرق الأوسط.

فرطت الأسهم الأميركية في المكاسب التي حققتها في الساعات الأولى من تعاملات الأربعاء، لتنهي اليوم في المنطقة الحمراء، وتعصف بآمال المستثمرين الذين تصوروا أنهم في طريقهم لتعويض خسائر أول أيام الأسبوع الفادحة.

وفي تعاملات الأربعاء، خسر مؤشر داو جونز الصناعي 234.21 نقطة، مثلت 0.60% من قيمته عند بداية اليوم، وتراجع مؤشر إس أند بي 500 الأكثر تعبيراً عن قطاعات الأسهم الأميركية المختلفة بنسبة 0.77%، بينما أنهى مؤشر ناسداك، المتخم بشركات التكنولوجيا اليوم متراجعاً بأكثر من 1%.

ولا تعبر النهاية الحمراء عن حالة المستثمرين عند انطلاق التعاملات في بداية اليوم، حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 480.30 نقطة، مثلت نحو 1.2% من قيمته، في حين قفز مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 1.73%. وكان مؤشر ناسداك المتخم بشركات التكنولوجيا مرتفعًا بأكثر من 2% في بعض أوقات جلسة التعامل.

التكنولوجيا تقود تراجعات الأسهم الأميركية

وأدى تحول في أسهم إنفيديا، وغيرها من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، بعد قفزة مبكرة إلى انخفاض المؤشرات الرئيسية قبل نهاية اليوم. وتراجعت أسهم شركة إنفيديا بنسبة 5.1%، في حين هبطت أسهم شركة سوبر مايكرو كمبيوتر بنسبة 20.1% بعد أن جاءت أرباح الربع الرابع المالي لشركة الخوادم أقل من تقديرات المحللين. كما خسرت شركة تسلا مصنعة السيارات الكهربائية 4.4%، وخسرت ميتا بلاتفورمز (فيسبوك) 1%.

وبالتزامن، واصل عائد سندات الخزانة الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات ارتفاعه، مضيفاً 5 نقاط أساس، ليصل إلى 3.94%. ويمثل هذا عودة إلى مستواه قبل أرقام الوظائف المخيبة للآمال التي جرى الإعلان عنها يوم الجمعة والتي أثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي، وتسببت في انهيار أسواق الأسهم الأميركية وفي مختلف بورصات العالم يوم الاثنين، ووصول العائد شديد الأهمية لقطاعات عدة في الاقتصاد الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ شهر فبراير/شباط، إلى 3.67%.

وقال تشارلي ريبلي، كبير استراتيجيي الاستثمار في أليانز لإدارة الاستثمار، لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية: "كان هناك بعض الطمأنينة خلال اليومين الماضيين بأن الأمور هدأت قليلاً. لكن لا يزال هناك عدد غير قليل من المخاطر في الأفق، مثل مقدار التراجع في تجارة فائدة الين، فضلاً عن الرياح المعاكسة الجيوسياسية".

وشهدت وول ستريت، يوم الثلاثاء، جلسة قوية، ارتفع فيها مؤشرا إس أند بي 500 وناسداك بنسبة 1% لكل منهما، في حين أضاف مؤشر داو جونز، الذي يضم 30 سهماً ما يقرب من 300 نقطة. ويأتي ذلك بعد تسجيل مؤشر داو جونز ومؤشر إس أند بي 500 يوم الاثنين أسوأ جلسة لهما منذ عام 2022، بسبب مخاوف الركود وتفكك "تجارة الفائدة" باستخدام عملة الين الياباني.

ويوم الأربعاء، وقبل تحول الأسهم الأميركية إلى المنطقة الحمراء، دفع انتعاش قوي لأسهم البنوك المؤشر الرئيسي في أوروبا إلى تحقيق أكبر مكسب يومي له منذ نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك رغم تراجع سهم شركة نوفو نورديسك، الكبرى في القارة قياسا بالقيمة السوقية، بعد تقليصها توقعات الأرباح للعام الجاري بأكمله.

وارتفعت المؤشرات الرئيسية في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا بمعدلات تتراوح بين 1.5% و2%. وفي إشارة إلى استمرار تحسن ثقة المستثمرين، تراجع "مؤشر الخوف" لليوم الثاني من أعلى مستوى له منذ مارس/آذار 2022، والذي سجله خلال الأسبوع الجاري.

وفي سوق النفط، ارتفعت أسعار النفط أكثر من 2% عند تسوية يوم الأربعاء، لتتعافى من أدنى مستوياتها في عدة أشهر بعد بيانات أظهرت تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة، وذلك رغم استمرار المخاوف بشأن ضعف الطلب على النفط الخام. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.85 دولار، أو 2.42%، إلى 78.33 دولارا للبرميل عند التسوية، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.03 دولار، أو 2.77%، إلى 75.23 دولارا.

وأظهرت بيانات حكومية تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة للأسبوع السادس على التوالي، إذ هبطت 3.7 ملايين برميل إلى 429.3 مليونا الأسبوع الماضي، وذلك مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع لرويترز بانخفاض قدره 700 ألف برميل. ويوم الاثنين، هبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل يناير/كانون الثاني، ولامست العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياتها منذ فبراير/شباط، مع انخفاض سوق الأسهم العالمية، وسط مخاوف من ركود محتمل في الولايات المتحدة بعد بيانات ضعيفة عن الوظائف.

وكسرت أسعار النفط الخام سلسلة من الانخفاضات استمرت لثلاث جلسات أمس الثلاثاء، بعد أن أجج انخفاض الإنتاج في حقل الشرارة الليبي، الذي ينتج 300 ألف برميل يوميا، المخاوف إزاء نقص الإمدادات. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا يوم الأربعاء حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة اعتبارا من يوم السابع من أغسطس/آب. وذكرت المؤسسة الثلاثاء أنها ستبدأ خفض الإنتاج تدريجيا في الحقل بسبب الاحتجاجات، بينما واصل التوتر في الشرق الأوسط إشعال المخاوف بشأن الإمدادات في جلسة التداول يوم الأربعاء.

المساهمون