محمد أحمد المري: "برزان" تعمل على توطين الصناعات الدفاعية في قطر

15 مارس 2024
المري أكد التزام الشركة بالمساهمة في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي والاستدامة
+ الخط -
اظهر الملخص
- "برزان القابضة" تهدف لتعزيز الصناعات الدفاعية في قطر، مستندة إلى الاستثمار في الدفاع، البحث والتطوير، والمشتريات الاستراتيجية، لتلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي.
- تمتلك الشركة مصانع في قطر وخارجها لتصنيع مجموعة واسعة من المنتجات الدفاعية، مع التركيز على استخدام الكفاءات القطرية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
- تسعى "برزان القابضة" لتحقيق رؤيتها الاستراتيجية بتنمية القدرات الدفاعية، الاستثمار في التقنيات المبتكرة، وتعزيز الشراكات الدولية، متوافقة مع رؤية قطر الوطنية 2030.

أكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة "برزان القابضة"، محمد أحمد المري، في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن الشركة المملوكة لوزارة الدفاع القطرية، تهدف إلى تعزيز وتوطين الصناعات الدفاعية، لتلبية احتياجات السوقين المحلي والعالمي.

وقال في مقابلته على هامش معرض "ديمدكس 2024" الذي عقد في الدوحة، إن الشركة تملك عدة مصانع في قطر كمشاريع استراتيجية، منها مصنع بارود للذخيرة، ومصانع أخرى للأنسجة في السودان وأذربيجان وأوزباكستان، وحصة 50% من شركة "أم بي سي" التركية.

وأكد على التزام الشركة التي تأسست قبل 8 سنوات بالمساهمة في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي والاستدامة في البلاد. 

وفيما يلي نص الحوار: 

- كيف ساهمت "برزان القابضة" في إحداث نقلة نوعية في قطاعي الدفاع والأمن في قطر؟ وما الأهداف الرئيسية وراء إنشائها؟ 

تأسست "برزان القابضة" رسميا في عام 2016، وهي مملوكة لوزارة الدفاع في قطر 100%، وتقوم على ثلاث ركائز وهي: الاستثمار في مجالات الدفاع، والبحث والتطوير في نفس المجال، والمشتريات الاستراتيجية.

وتهدف الشركة إلى تعزيز وتوطين الصناعات الدفاعية في المنطقة في دولة قطر، وبكفاءات قطرية لتلبية احتياجات السوق المحلي والسوق العالمي.

وأوكلت لها مهمة تعزيز السيادة القطرية ودعم التنمية طويلة الأجل لرأس المال البشري والقوات المسلحة من خلال الشراكات العالمية التي تعزز البحوث والتطوير، والاستثمار في تطوير التقنيات المبتكرة.

وقد أثبتت الشركة منذ إنشائها قبل 8 سنوات، أهميتها كمركز للمعرفة ومساهم أصيل في تطوير الجيل الجديد من تقنيات الصناعات الدفاعية من خلال مشاريعها العالمية والشركات التابعة لها، والاستفادة من الخبرات المتميزة في مجالات الأمن الجوي والبحري والبري والأمن السيبراني والتدريب والاستشارات والأنظمة القتالية لتلبية متطلبات القطاعات الأمنية والعسكرية. 

- ما هي أبرز منتجات الشركة؟ وهل تمتلك مصانع في قطر أو خارجها؟ 

تمتلك برزان القابضة، عدة مصانع في دولة قطر كمشاريع استراتيجية، ومنها مصنع بارود للذخيرة، ويتم ضمن خطوط الإنتاج تصنيع ذخيرة (9 ملم - 5.56 ملم – 7.62 ملم – 12.7 ملم)، وكل خطوط الإنتاج تعمل بسواعد قطرية 100%، وإنتاج المصنع يغني عن الحاجة لاستيراد الذخيرة من أي دولة خارجية.
والمصنع الثاني هو بالشراكة مع شركة "Bindig" الإيطالية، ويختص في تصنيع الأسلحة الخفيفة المسدسات 9 ملم والرشاشات، تلبية لاحتياجات القوات المسلحة القطرية. 

- ألا يجري التفكير بمشروع للطائرات المسيرة "درون"؟ 

لدينا فريق كامل مختص في الذكاء الاصطناعي، وفي أنظمة الطائرات بدون طيار سواء درون أو UAV أو USV أو UGV، وركزنا في معرض "ديمدكس" الثامن على منظومة القيادة والسيطرة الوطنية وهي العصب الأساسي، أما صناعات الدرون لا يوجد حاليا التركيز عليها كثيرا، ونركز على العقل المشغل لهذه المنظومات الدفاعية. 

- وماذا عن اتفاقيات الشراكة والتعاون الدولية؟ وما هي أبرز التحالفات؟ 

شراكاتنا الدولية لها دور مؤثر وجوهري في تحقيق رسالتنا الكلية وأهدافنا، المتمثلة في تعزيز سيادة دولة قطر ودعم تنميتها على المدى الطويل، ونحرص على إبرام اتفاقيات الشراكة والتعاون مع الجهات والمؤسسات العالمية الرائدة، بهدف دعم الجهود البحثية وتطوير التكنولوجيا الأمنية المبتكرة في قطاعي الدفاع والأمن، وبالتالي خلق قيمة مستدامة للبلاد. 

ونتعاون مع العديد من الشركات الرائدة في مجالي الدفاع والأمن. وهذا يمكننا من الحصول على أكثر التقنيات ابتكارا وتطويرها، وإنشاء أفضل الممارسات لضمان الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بحماية أراضي دولة قطر وشعبها، كما تفتح مثل هذه الشراكات المجال لإيجاد مصادر دخل جديدة وزاخرة للبلاد.

ومن بين مشاريعنا المشتركة في هذا السياق، شركة "راينميتال" برزان للتكنولوجيات المتقدمة (RBAT)، التي تطور الحلول الشاملة لمواجهة التهديدات الناجمة عن انتشار الطائرات المسيرة، ونعمل في إطار هذا التعاون على تطوير تكامل النظم القطرية، برنامج القيادة والتحكم، لنشر المركبات القتالية ذاتية التحكم.

وتم توقيع أول عقد مع القوات المسلحة ممثلة بالدفاع الجوي، لإنشاء منظومة وطنية خاصة بالمضادات للطيارات المسيرة. 

وماذا عن الشراكات مع تركيا؟ 

لدينا عدة شراكات مع تركيا، أهمها مع BMC "بي أم سي" ومقرها في الأراضي التركية، وتمتلك برزان فيها حصة بنسبة 50%، وهذه الشركة مختصة في المدرعات وناقلات الجند، وفي صناعة محركات المدرعات، ومضى على هذه الشراكة نحو 7 سنوات، ونحقق الأهداف المطلوبة وتعتبر القوات المسلحة التركية أكبر مشغل لها بـ 2500 مدرعة. 

- هل تقتصر مصانع ومشاريع الشركة على التسليح فقط، أم لديكم خطط للتنويع الاقتصادي؟ 

نلتزم في شركة برزان القابضة بالمساهمة بتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي والاستدامة الواردة في رؤية قطر الوطنية 2030. لذلك، نعمل على دعم الشركات المحلية في مختلف القطاعات لدفع عجلة النمو والتنمية في الدولة.

ولا تقتصر جهودنا على تطوير قطاعي الدفاع والأمن، بل تشمل أيضًا دعم قطر في تحقيق أهدافها المحلية، مع تعزيز حضورها في الساحة العالمية كجهة رائدة في مجال الصناعات الدفاعية. 

ولم تقتصر المصانع على الذخائر والأسلحة، حيث تمتلك الشركة عدة مصانع في العالم خاصة بصناعة الأنسجة لتلبية احتياجات المهمات والملابس العسكرية، من ضمنها مصنع في أوزباكستان وآخر في السودان وكذلك في أذربيجان، هذه المصانع تختص في صناعة المنسوجات من بداية سلسلة التوريد إلى نهايتها، القطن، الصباغة والخياطة والحياكة والخوذ الواقية من الرصاص، وفي كل بلد أقمنا فيه مصنعا أبرمنا شراكة مع وزارة الدفاع المحلية. 

- كيف تطورت الشراكة الاستراتيجية بين برزان القابضة ومعرض ومؤتمر الدوحة للدفاع البحري "ديمدكس"؟ 

تعود شراكتنا القوية مع "ديمدكس" إلى عام 2018، عندما أعلنا رسميا عن إطلاق شركة برزان القابضة، ووقعنا اتفاقيات شراكة مع العديد من شركات الدفاع الإقليمية والدولية بهدف تعزيز القدرات العسكرية للقوات المسلحة القطرية، ودعم أمن البلاد وحمايتها.

و"ديمدكس" هو حدث سنوي كبير يجمع صانعي القرار الرئيسيين وقادة القطاع في مجال الدفاع والأمن البحري، بالإضافة إلى آلاف الخبراء من جميع أنحاء العالم.

وبصفتها مجموعة الاستثمار الدفاعية والأمنية العالمية الرائدة في قطر، فإنه من الطبيعي أن تشارك "برزان القابضة" في هذا المعرض والمؤتمر للمساهمة في المناقشات حول التحديات المحلية والإقليمية الحالية، واكتشاف فرص الشراكة، وعرض أحدث التقنيات والمنتجات.

وباعتبارنا أكبر مجموعة استثمارية عالمية في مجالي الدفاع والأمن في قطر، فمن الطبيعي أن نعزز شراكتنا مع "ديمدكس" الذي نتفق معه في أهداف تعزيز الأمن البحري في المنطقة، خاصة عبر تبادل المعرفة والخبرات لضمان استمرارية سلاسل التوريد والتجارة العالمية بلا انقطاع. 

- ما القيمة التي تضيفها "برزان القابضة" إلى المعرض هذا العام؟ 

شارك في معرض "ديمدكس 2024" (4 - 6 مارس/ آذار) العديد من الشركات والجهات من أكثر من 90 دولة، وهو يقدم بذلك فرصة بارزة لعرض تقنياتنا المتطورة أمام جمهور عريض.

وعرض فريق الهندسة والنظم في "برزان القابضة" مجموعتنا من النظم المتكاملة من مركبات الخدمات ذاتية القيادة، والطائرات المسيرة، والمركبات الأرضية ذاتية القيادة التي تصدرت المعروضات في جناح الشركة.

وجرى بحث إبرام صفقات وشراكات جديدة ترسخ مكانة الشركة العالمية الرائدة في قطاع التصنيع العسكري وتخدم الأولويات الاستراتيجية لدولة قطر، ومنها سلامة وأمن المجال البحري وحرية الملاحة. 

- كيف تعمل شركة برزان القابضة على تحقيق رؤيتها الاستراتيجية لتصبح طرفا بارزا في قطاع الدفاع العالمي؟ 

تركز الشركة على تنمية القدرات الدفاعية والاستثمار في التقنيات المبتكرة والجديدة، بما يضمن تحقق الأولويات الاستراتيجية لدولة قطر. 

وتشرف إدارة القدرات الاستراتيجية على البرامج المختلفة لتطوير المنتجات في "برزان القابضة"، بدءًا من الإجراءات المضادة حتى الأنظمة المستقلة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بناء العلاقات مع العملاء وإدارتها في العديد من الدول، ابتداء من تقييم المنتجات والخدمات والعمليات والأصول والنظم حتى ضمان جودة التسليم. 

ولتحقيق هذه الأهداف والنهوض بهذه المهام، توظف الإدارة أفضل الكفاءات المحلية في خمس إدارات هي: تخطيط المشاريع، وتطوير البرامج، وإدارة البرامج، والهندسة والنظم وخدمات المشاريع. 

ومن ناحية أخرى، تشرف إدارة الاستثمار على استثمارات برزان القابضة في التقنيات المبتكرة والمتطورة التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة طويلة المدى لرأس المال البشري وقطاع الدفاع في البلاد. 

وبفضل العديد من الاستثمارات المتنوعة في تكنولوجيا الطيران والتصنيع والخدمات والتجارة، تسهم الإدارة في تعزيز تبادل المعرفة، وتضيف قيمة إلى شبكة برزان العالمية المتطورة باستمرار من الشركاء ورأس المال الفكري الغني بالمعرفة والخبرة والمهارات والأفكار الأصيلة والمبدعة. 

- ما البروتوكولات المتبعة لتعزيز تكوين رأس المال البشري في القطاع الأمني؟ 

استثماراتنا للنهوض بمجال البحث والتطوير تخدم أهداف الشركة المتعلقة ببناء القدرات والتنمية البشرية، وهي أهداف تشكل صميم استراتيجية "برزان القابضة" لبناء اقتصاد قائم على المعرفة.

وتركز الشركة على بناء القدرات والتنمية البشرية، من أجل إنشاء قيمة دائمة سواء على مستوى التقدم المعرفي، والإيرادات المالية للاقتصاد القطري. 

- كيف تدعم أعمال "برزان القابضة" تطور ونمو الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في قطر؟ 

تبحث الشركة، بصفتها البوابة التجارية للصناعات العسكرية في قطر، عن أفضل الشركات في مجال التشغيل والشركاء من الشركات الصغيرة والمتوسطة الواعدة، بهدف إنشاء منظومة قوية في مجالي الدفاع والأمن والدفاع بما يحقق أهداف قطر.

ومن أجل الإسهام في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية المتعلقة بتنويع الاقتصاد، ندعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ونسهم في إنشاء قطاعات جديدة داخل الدولة، وبالتالي توفير عدد من المسارات المهنية والوظيفية الجديدة، وفرص التعلم والتطوير، بالإضافة إلى تيسير بناء المعرفة ونقلها. 

- ما هي الوسائل التي تساعد بها "برزان القابضة" في تعزيز سيادة قطر ودعم التنمية على المدى الطويل؟ وكيف تتوافق قيمكم مع رؤية قطر الوطنية 2030؟ 

استثمارات الشركة لها تأثير مباشر وجوهري على حياة الناس، وكذلك على مستقبل البلاد، وتعزيز سيادة قطر ودعم تنميتها على المدى الطويل يشكلان جوهر رسالة الشركة. ونأمل أن تسفر جهودنا في تنمية رأس المال البشري عن تأثير إيجابي ودائم في السنوات المقبلة.

وإننا نستلهم من رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى صون الأمن وتحقيق الازدهار على المدى الطويل لشعب قطر، في الأسلوب الذي ندير به أنشطتنا، ومن أجل تحقيقها نسهم بدور مهم في مساعدة مجتمعنا على التحول إلى مجتمع متقدم يتمتع بتنمية مستدامة، ويوفر مستوى راقيا من العيش الكريم والحياة المزدهرة.

وتركز هذه الرؤية على أربع ركائز مترابطة كأساس لتحقيق طموحها المستدام، وهي: التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وتلتزم "برزان القابضة" بالإسهام في تحقيق هذه الركائز الأربع، ويتضح ذلك من التأثير الذي حققته إنجازاتنا أننا قطعنا شوطا كبيرا في هذا المضمار. 

- ما أبرز تطلعات ومشاريع برزان في 2024؟ 

تهدف رؤيتنا المستقبلية إلى مواصلة تعزيز أعمالنا وشركاتنا وإلى توسيع برامجنا ومشاريعنا، عبر التعاون مع الشركاء على المستويين المحلي والدولي، بما يعود بالنفع على قطاع التصنيع في دولة قطر. ونسعى كذلك إلى التركيز على مشاريع بناء القدرات والتنمية البشرية التي تهدف إلى تسهيل نقل المعرفة والتكنولوجيا في قطاعي الدفاع والأمن.

وسنعمل أيضًا على إنشاء تقنيات جديدة لتلبية الاحتياجات المتنامية لقواتنا العسكرية، والتصدي للتحديات الناشئة التي تواجه قطاعنا الدفاعي.

المساهمون