- الولايات المتحدة تقدم مساعدات بقيمة 100 مليون دولار، ضمن مساعي مؤتمر المانحين لتخفيف القيود المالية ومعالجة النقص الذي يبلغ أكثر من 2.5 مليار دولار لدعم السودان والدول المجاورة.
- الحرب في السودان منذ 15 إبريل/نيسان 2023 أدت إلى تدمير البنية التحتية وتشريد الملايين، مع تزايد المخاوف من مجاعة. مؤتمر باريس يسعى لتعبئة الدعم الدولي وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وسعى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى جمع مزيد من التمويل للسودان اليوم الاثنين، أثناء اجتماعهم في مؤتمر باريس بالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الصراع، ولا تحظى الحرب في السودان بالاهتمام العالمي ذاته الذي ينصبّ على الحرب في أوكرانيا أو الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة رويترز الأحد، أن الولايات المتحدة ستعلن عن مساعدات إضافية بقيمة 100 مليون دولار لمواجهة الأزمة الناجمة عن الصراع في السودان.
وتأمل واشنطن في أن يتمكن مؤتمر المانحين في باريس من تخفيف القيود المالية في نواحٍ أخرى. وينضم إلى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش في مؤتمر باريس اليوم الاثنين.
وذكرت دائرة العمل الخارجي، وهي الدائرة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيلتقي مع بوريل ولينارتشيتش في نهاية المؤتمر. وأوضحت الخارجية الفرنسية أن "تمويل النداء الإنساني للأمم المتحدة في العام الماضي لم يبلغ سوى النصف. هذا العام، لم تتخط نسبة التمويل 5%"، مؤكدة أنها لا تتوقع سدّ هذا العجز خلال مؤتمر باريس "لكن نأمل في أن يستيقظ المجتمع الدولي".
ويسعى مؤتمر "المانحين" في باريس وفقا لوكالة "فرانس برس" إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2.5 مليار دولار. واندلعت الحرب في السودان في 15 إبريل /نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وأدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية للبلاد وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسط مخاوف من حدوث المجاعة.
وقتل آلاف المدنيين، لكن تقديرات عدد القتلى غير مؤكدة إلى حد كبير، ويواجه الجانبان اتهامات بارتكاب جرائم حرب. ونفى الجانبان تلك الاتهامات. وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة، إن الأزمة في السودان قد تتفاقم في الأشهر المقبلة مع استمرار القيود على توزيع المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية.
ووصف المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو الاسبوع الماضي الاستجابة الدولية حتى الآن بأنها "مؤسفة"، مضيفا أن الولايات المتحدة خصصت بالفعل أكثر من مليار دولار من المساعدات الإنسانية للصراع. وتحتاج الحملة الإنسانية الأممية إلى نحو 2.7 مليار دولار هذا العام لتوصيل الغذاء والرعاية الصحية وغيرها من الإمدادات إلى 24 مليون شخص في السودان، أي ما يقرب من نصف سكان السودان البالغ عددهم 51 مليون نسمة.
وحتى الآن، قدم المانحون 145 مليون دولار فقط، وفقا لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، والمعروف باسم (أوتشا). وحذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة حامل وأمهات حديثي الولادة قد يموتون بسبب سوء التغذية في الأشهر المقبلة.
واضطر ما يقرب من 9 ملايين شخص إلى الفرار إما إلى مناطق أكثر أماناً داخل السودان أو إلى الدول المجاورة، وفقاً للأمم المتحدة. كما اضطر نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، للاعتماد على المساعدات الدولية. وقال تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، إن الظروف الأمنية وصعوبة الوصول يعنيان أن الهيئة لم تكن قادرة على تحديث تقييمها منذ ديسمبر/ كانون الأول، عندما وجدت أن 17.7 مليون شخص في السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم نحو 5 ملايين على بعد خطوة واحدة من المجاعة، كما تم تقييد حركة المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد، خاصة إلى المناطق الريفية والنائية حيث يعيش معظم المواطنين، بحسب ما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير حديث.
وقال جوستين برادي، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إنهم تلقوا تقارير عن أشخاص يموتون بسبب سوء التغذية، وآخرون يأكلون أوراق الأشجار، أو يأكلون مرة واحدة فقط كل ثلاثة أيام.