مئات المليارات هربت من البنوك الأميركية في مارس خوفاً من الإفلاس

26 ابريل 2023
عملاء "فيرست ريببلك" سحبوا نحو 100 مليار دولار من الودائع الشهر الماضي (Getty)
+ الخط -

يتزايد هروب المودعين من البنوك الأميركية الصغيرة والمتوسطة على الرغم من الضمانات والتطمينات التي منحتها السلطات المالية للمودعين بزيادة نسبة تأمين الإيداعات بعد إفلاس مصرف" سيليكون فالي".

وأظهرت نتائج البنوك الصغيرة الأميركية للربع الأول، أن حجم الإيداعات تراجع في معظم البنوك الصغيرة والمتوسطة وربما يبلغ إجمالي حجم الإيداعات التي سحبت خلال شهر مارس/ آذار وحده مئات المليارات.

وتتوقع صحيفة "فاينانشال تايمز"، ألا تتوقف السحوبات على المصارف الصغيرة والمتوسطة، وإنما ستمتد إلى المصارف الكبرى حينما تظهر النتائج المالية المجمعة للمصارف في الربع الأول. ولا يستبعد تقرير "فاينانشال تايمز"، أن تبلغ السحوبات عشرات المليارات من البنوك الكبرى.

وتشير بيانات الربع الأول من 2023 لمصرف "فيرست ريببلك بانك"، إلى أن عملاءه سحبوا نحو 100 مليار دولار من الودائع الشهر الماضي.

و"فيرست ريببلك"، كان من البنوك التي تعرضت لأزمة مالية حادة خلال مارس/آذار. وقد أوضح تقرير أرباح الربع الأول للبنك الصادر، يوم الإثنين الماضي، ونشرت نتائجه صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الوضع المالي للبنك غير مستقر بعد عمليات السحب الضخمة.

وحسب التقرير تراجعت الودائع في البنك بأكثر من 40% خلال الشهر الماضي أو ما يعادل 104.5 مليار دولار في نهاية الربع الأول. وانخفضت أرباحه بنسبة 33% على أساس سنوي إلى 269 مليون دولار من 401 مليون دولار في نفس الفترة من العام 2022. كما انخفضت الإيرادات بنسبة 13% إلى 1.2 مليار دولار.

وتعاني البنوك الأميركية الصغيرة من الخسائر في سندات قروض الإسكان، التي تراجعت عوائدها بسبب الفائدة المرتفعة على الدولار. وخسرت أسهم "فيرست ريببلك" ما يقرب من 90% من قيمتها منذ أوائل مارس/آذار. وقال رئيس الشؤون المالية في البنك، نيل هولاند: "نعمل على إعادة هيكلة ميزانيتنا وتقليل نفقاتنا والاقتراض قصير الأجل".

وشمل هروب الودائع جميع البنوك الصغيرة، عدا مصرف " هنتنغتون بانكشيرز" الذي تمكن من زيادة حجم ودائعه بمقدار 472 مليون دولار في الربع الماضي مقارنة بما كانت عليه في الربع الأخير من عام 2022.

ومن بين البنوك التي أعلنت عن تراجع ودائعها، مصرف "بانكروب"من 524 مليار دولار إلى 505 مليارات دولار في نهاية الربع الأول من هذا العام. وقال إن هناك ما يقرب من 11 مليار دولار من التدفقات الخارجة كانت متعلقة بصفقة شراء الأعمال المصرفية لمجموعة ميتسوبيشي المالية.

كما تراجعت الأرباح والإيرادات لمصرف "ويسترن ألاينس" في مدينة فينكس، على الرغم من ارتفاع القروض مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وخسر 6 مليارات دولار من الودائع في الربع الأول، وهو رقم كشف عنه في وقت سابق من هذا الشهر كوسيلة لطمأنة المستثمرين.

وبينما لفت في وقت سابق، إلى أن نسبة الودائع التي تغطيها المؤسسة الفيدرالية للتأمين على ودائعها بلغت 68% في نهاية الربع الأول. أعلن، أمس الثلاثاء، أن نسبة التأمين ارتفع إلى 73% اعتباراً من 14 إبريل/نيسان الجاري.

وتؤمن مؤسسة ضمان الودائع الفيدرالية ما يصل إلى 250 ألف دولار لكل حساب. وركز المستثمرون في أسهم المصارف على الميزانيات العمومية للبنوك الصغيرة لمعرفة التأثير الكامل للاضطراب المصرفي في الشهر الماضي. وكانت تدفقات الودائع الخارجة في قلب مخاوف المستثمرين بعد إفلاس مصرف "سيليكون فالي".

وحسب تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن مخاوف هروب المودعين دفعت البنوك المتوسطة والصغيرة إلى رفع نسبة العوائد التي تدفعها للمودعين. وقال العضو المنتدب وقائد صناعة الخدمات المالية العالمية في شركة "بروتيفيتي" للصحيفة: "ربما يكون الربع الأول من العام الجاري الأكثر أهمية وحساسية للبنوك على الإطلاق".

وفي محاولة لمنع هروب المودعين ارتفع متوسط ​​العائد على حسابات التوفير عبر الإنترنت إلى حوالي 3.75% في مارس/آذار الماضي، وفقًا لمؤشرات شركة Deposits Online LLC، مقارنة بمستوياتها البالغة 0.5% قبل عام".

وتؤمن شهادات الإيداع عبر الإنترنت لمدة عام في المتوسط ​​عائداً سنوياً بنسبة 4.75% تقريباً في الولايات المتحدة، وذلك ارتفاعاً من أقل من واحد في المئة في العام 2022.

وتواجه بعض البنوك ضغوط قروض العقارات، خاصة تلك التي لديها انكشاف كبير على العقارات التجارية. إذ تعرض قطاع المكاتب على وجه الخصوص لضغوط سعرية في الآونة الأخيرة.

ومن المتوقع أن يهدد تقييم الأصول العقارية التجارية إلى أزمات في بعض المصارف الأميركية خلال العام الجاري.

ويقدر تحليل بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، وهو مؤسسة بحثية في نيويورك، إجمالي حجم الودائع الأميركية المؤمن عليها في أميركا حتى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي بنحو 18 تريليون دولار.

وحسب بيانات مؤسسة ضمان الودائع الأميركية أفلس 563 مصرفاً بين أعوام 2001 وحتى مارس/آذار 2023 الجاري. وهذا يعادل إفلاس 25 مصرفاً في كل عام في الولايات المتحدة.

المساهمون