فوضى انقطاع كهرباء إيران تشعل احتجاجات شعبية

07 يوليو 2021
زاد غضب المواطنين الإيرانيين مع بلوغ الحرارة صيفاً 50 درجة في بعض المناطق (Getty)
+ الخط -

مع ارتفاع درجات الحرارة في إيران، تواجه البلاد انقطاعا يوميا مستمرا للكهرباء لعدة ساعات في المدن والقرى، ما أثار حالة احتقان داخلي في الشارع الإيراني وانتقادات متصاعدة ضد الحكومة، وصلت في مدن إلى إطلاق تجمعات احتجاجية. 

وبدأ انقطاع الكهرباء في إيران منذ نحو شهرين، أي خلال فصل الربيع قبل أن يحل الصيف، لكنه تفاقم خلال الأيام الأخيرة مع زيادة الاستهلاك بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت في بعض المناطق إلى نحو 50 درجة. وما فاقم الوضع أكثر هو أن الانقطاعات في كثير من الأحيان لا تحدث وفق الجداول المعلنة سلفا، وهو ما زاد من غضب المواطنين الإيرانيين.

وشهدت إيران خلال الأيام الأخيرة تجمعات ليلية أمام شركات الكهرباء ومراكز حكومية، احتجاجا على استمرار هذا الوضع، مع إطلاق هتافات، منها المطالبة باستقالة وزير الطاقة، عبّر المحتجون من خلالها عن غضبهم واحتقانهم.

وتأتي أزمة الكهرباء في وقت يواجه فيه الإيرانيون ضغوطا نفسيا هائلة من جراء تفشي كورونا وبدء موجته الخامسة منذ أيام وارتفاع الإصابات والوفيات بشكل ملحوظ، والأزمة الاقتصادية والمعيشية التي لا أفق لحلها قريبا مع استمرار العقوبات الأميركية القاسية ضد إيران وتراجع المؤشرات بقرب حصول انفراجة في مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة بعد تعثرها أخيرا على خلفية طرح واشنطن مطالب جديدة بضم برنامج إيران الصاروخي وسياساتها الإقليمية لأجندة المفاوضات قبل التوصل لاتفاق لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران.  

وتظهر مقاطع فيديو تنتشر على مواقع التواصل الإيرانية تجمعات احتجاجية أمام دوائر الكهرباء وأماكن أخرى في مدينة ري، جنوب العاصمة طهران، ومدن أخرى، مثل شيراز، وسط البلاد، وآمل وغنبد كاووس في شمالها.

أزمة الكهرباء في إيران، بهذا الشكل، غير مسبوقة، ليتوسع اليوم العجز بين إنتاج الكهرباء واستهلاكه إلى 11 ألف ميغاوات، إذ إن إيران تنتج نحو 54 ألف ميغاوات وتحتاج إلى نحو 65 ألفا. 

الحكومة توجّه أصابع الاتهام لعمليات تعدين "بيتكوين"، وتراجع هطول الأمطار بشكل غير مسبوق منذ 50 عاما لتنخفض بشكل حاد احتياطيات السدود التي تشارك في عمليات إنتاج الكهرباء، لكن ثمة تقارير تتحدث عن تهالك محطات الكهرباء وعدم تحديثها خلال السنوات الأخيرة على خلفية تراجع موارد الدولة بسبب العقوبات.   

وأفادت "رويترز"، في مايو/ أيار الماضي، بأن 4.5% من عمليات التعدين في العالم تتم في إيران، مشيرة إلى أنها تلتف من خلال ذلك على العقوبات الأميركية، فيما أصدرت الحكومة قبل نحو شهر أمرا بإغلاق مواقع التعدين المرخصة حتى آخر الصيف، داعية الشرطة والسلطة القضائية إلى اكتشاف وإغلاق المزارع غير المرخصة.

كما نشر التلفزيون الرسمي سابقا تقارير مصورة عن اكتشاف وضبط مزارع تعدين غير شرعية. 

وتزامنا مع انقطاع الكهرباء في المدن والقرى لعدة ساعات يوميا، مع اختلاف مواعيد الانقطاع من حارة إلى أخرى، تنقطع أيضا خدمة الإنترنت، وهو ما تسبب بمشاكل للإيرانيين وأدى لامتعاضهم.

كما أن الأمر أيضا أدى في المدن الكبرى إلى زحمة مرورية شديدة في التقاطعات بسبب انطفاء إشارات المرور، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية تخلفها انقطاعات الكهرباء للشركات والمصانع والمعامل الإيرانية.

كما أثارت الانقطاعات المستمرة للكهرباء مخاوف على حياة المرضى، وخاصة مرضى كورونا الراقدين في البيوت والذين يمستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، فضلا عن المرضى في المستشفيات الذين يحتاجون للكهرباء وخصوصاً في الحالات الطارئة.  

وفيما انتشر مقطع مصور على شبكات التواصل الاجتماعي، قيل إنه يعود لانقطاع الكهرباء في قسم العناية المركزة داخل أحد مستشفيات طهران، أكدت شركة توزيع التيار الكهرباء في العاصمة أن التيار لم ولن ينقطع عن المستشفيات والمراكز الصحية.

وفي محاولة لاحتواء غضب المواطنين من انقطاع التيار بشكل مستمر، قدّم الرئيس حسن روحاني، الثلاثاء، "اعتذارا" للإيرانيين، مكلفا نائبه الأول إسحاق جهانغيري بمهمة خاصة للحد من معضلة الانقطاع، داعيا إلى جدولة التقنين وإخبار المواطنين مسبقا وتجنب الانقطاعات المفاجئة.

وأضاف أنه "إذا تم الإبلاغ عن الانقطاعات قبل حدوثها، سنواجه خسائر واحتقانا أقل".

المساهمون