غزة: حرفيون وتُجار انضموا لطابور البطالة بعد تدمير مشاريعهم

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
27 مايو 2021
حرفيون وتُجار في غزة انضموا لطابور البطالة بسبب العدوان الإسرائيلي
+ الخط -

يلملم الفلسطيني محمد المدهون، حُطام ماكينة الخياطة التي تبقت من مصنعه، بين أنقاض برج الشروق، وسط مدينة غزة، الذي دمرته الطائرات الحربية الإسرائيلية بما يحتوي من محال ومجمعات تجارية، في اليوم الثالث من عدوانها على قطاع غزة.
وتحول تجار البرج، الذي تم قصفه بقوة تدميرية كبيرة، مخلفة قدرًا واسعا من الدمار في المحيط الذي يضم المولات والمحال التجارية والتجمعات التجارية والمطاعم الشعبية، وتُجار المنطقة المُحيطة إلى صفوف البطالة بعد أن كانوا أصحاب محال تجارية، يعمل بها عشرات العُمال، الذين يعيلون أسرهم.
ولم تهدِف صواريخ الطائرات الحربية التي انطلقت باتجاه برج الشروق يوم الأربعاء، 12 مايو/ أيار، إلى تدمير المبنى فقط، وإنما تم هدمه على المباني التجارية المُجاوِرة، ما أسفر عن تدمير العديد من البنايات المتلاصقة بالمبنى بشكل كامل، حيث تكتظ في المنطقة الحيوية المباني والعمارات التجارية.

وتسبب استهداف برج الشروق، ذو الخمسة عشر طابقًا، بتدمير كل المتاجر والمحال التجارية المُحيطة، إذ يقع البرج المستهدف، في منتصف حي الرمال، وهو أحد أرقى الأحياء السكنية والتجارية في قطاع غزة وأكثرها اكتظاظًا، ويعتبر القبلة التجارية، إذ يضم العديد من المراكز التجارية، والأفرع الرئيسية للشركات والمحال التجارية.

ويمتلك المدهون مصنعًا صغيرًا داخل برج الشروق الذي تم استهدافه بشكل مباشر، وثمة إلى جانبه معرض للمنتجات التي ينتجها، والإكسسوارات وأدوات التجميل والمستلزمات النسائية، إلا أن قوة الانفجارات دفنت كل محتوياته تحت الرُكام.
ولا يزال يشعر أنه في كابوس طويل ومزعج، وفق تعبيره لـ "العربي الجديد" إذ كانت الأمور تسير بسلاسة قبل بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وكانت المحال تتجهز لاستقبال عيد الفطر، عبر توفير أكبر قدر ممكن من البضائع، التي تم نسفها مع نسف البرج.

الدمار في قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

ويضيف: "بدأ العدوان على قطاع غزة مساء يوم الاثنين (10 مايو/ أيار الجاري)، كُنت أنتظر رفقة زملائي التجّار موسم عيد الفطر بفارغ الصبر لتعويض الخسائر التي مُنينا بها، بفعل فيروس كورونا، وفوجئنا يوم الأربعاء، باتصال يفيد بأن البرج سوف يتم قصفه خلال عشر دقائق، لم نتمكن خلالها حتى من الوصول إلى البرج، أو إخلاء أي من البضائع والنقود والآلات أو أي شيء، فيما كانت قوات الأمن تمنع السيارات من الاقتراب من البرج المُراد قصفه.
وتحول المدهون وأصحاب المحال التجارية، من تُجار إلى عاطلين من العمل، دون أي مصدر دخل.

الصورة
الدمار في قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

ولم تتواصل أي جهة رسمية مع أصحاب المحال التجارية في المنطقة المنكوبة، وفق قول المدهون، ما دفعهم إلى تشكيل لجنة للمطالبة بإعادة إعمار البُرج، تمهيدًا إلى مُعاودة المُطالبة بتعويض الخسائر التي لحقت بأصحاب المحال التجارية، داخل البرج، وفي محيطه.

وحَوّلت الصواريخ الحربية الإسرائيلية برج الشروق إلى حُطام، وضع عليه كل صاحب محل أو شركة أو مكتب، لافتة تفيد بأنه من المتضررين جراء القصف، فيما أحدث القصف دمارًا واسعًا في محيط المنطقة التجارية، وقد سعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر استهداف البرج بهذه القوة التدميرية، إلى إلحاق أكبر أذى اقتصادي ممكن بالمنطقة.

أما التاجر الفلسطيني سائد العشي، صاحب مركز تجاري خاص بالألعاب وتجهيزات الاحتفالات والهدايا والملابس، في حي الرِمال، فيقول: "لم يتبق لنا أي شيء، ذهبت كل بضائعنا وأموالنا في غمضة عين تحت الرُكام، فيما تم تدمير الفرع الثاني للمتجر، الذي يشرف عليه أخي، ولم نتمكن من إنقاذ أي قطعة".
ويقول العشي لـ "العربي الجديد" إنه أصبح بلا عمل، بعد أن كان رب عمل يضم مشروعه سبعة عُمال، وذلك عقب تدمير المنطقة التي يعمل فيها قرابة 300 شخص، ويعيلون 300 عائلة، وقد تضرروا جميعًا بفعل القصف الشديد، موضحًا أنه وحتى اللحظة لم يحصلوا على أي وعود حقيقية بالتعويض، أو حتى حصر الخسائر.

الصورة
الدمار في قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

ويرى العشي أن "إسرائيل" لم تهدف إلى تدمير الأبراج التي تضم المتاجر فقط، وإنما استهدفت تدمير منطقة الرِمال بشكل عام، بهدف إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الفلسطيني، على اعتبار أن المنطقة في نصف البلدة، وتعتبر مركزًا اقتصاديًا مهماً.
ووفق الإحصائيات الأخيرة، التي أصدرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت أكثر من 300 منشأة اقتصادية وصناعية، فيما هدمت سبعة مصانع بشكل كُلي، إلى جانب إلحاق الضرر بأكثر من 60 مرفقًا سياحيًا.

ذات صلة

الصورة
الفلسطينية راوية عياد، 5 يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

بُترت أصابع يدها اليمنى جراء تعرّضها لإصابة بسبب آلة الفلافل، لتصبح الفلسطينية راوية عياد (47 عاماً) بعد تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صاحبة مشروع
الصورة
شعار ويكيبيديا 23/2/2024 (ماتيوس سلودكوفسكي/Getty)

منوعات

قرر محرّرو موسوعة ويكيبيديا بنسختها الإنكليزية، أحد أكثر المواقع الإلكترونية المقصودة حول العالم، أن رابطة مكافحة التشهير (ADL) مصدر "غير موثوق".
الصورة
مخيمات النازحين في رفح بجنوب غزة، في 25 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

تعيش مخيمات النازحين في غزة على وقع مأساة إنسانية متفاقمة، وسط برك مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة المتراكمة وحرارة الصيف القائظ..
الصورة
الناشط الأميركي سيرغي كوستين (العربي الجديد)

سياسة

روى عضو حركة كود بينك الناشطة ضد الحروب الأميركية سيرغي كوستين، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل فصله من عمله على خلفية دعمه وقف إطلاق النار في غزة.
المساهمون