استمع إلى الملخص
- تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، دفع شركات الطيران إلى إعادة تقييم مساراتها لتجنب المخاطر المحتملة، مع تحذيرات من منظمات دولية بعدم التحليق فوق إيران.
- أعلنت شركات طيران دولية مثل لوفتهانزا والخطوط الجوية البريطانية عن تغيير مساراتها لتجنب المجال الجوي الإيراني، مما يزيد من تكاليف التشغيل ويؤدي إلى تأخير الرحلات.
ذكر موقع (فلايت رادار 24) المختص بتتبع الرحلات الجوية أن شركات الطيران تتجنب إلى حد كبير المجال الجوي الإيراني في رحلاتها فوق الشرق الأوسط، مما يطيل أوقات الرحلات ويزيد تكاليف الوقود، وسط تصاعد المخاوف من هجوم إسرائيلي على إيران.
وأدت الاضطرابات في الشرق الأوسط التي بدأت العام الماضي إلى إرباك قطاع الطيران، إذ دفعت الشركات إلى تغيير مسار الرحلات بشكل متكرر لإعادة تقييم معايير السلامة للمجال الجوي في المنطقة. وقال إيان بيتشينك، وهو متحدث باسم الموقع "أعادت معظم شركات الطيران توجيه رحلاتها بعيداً عن إيران، إذ تأخذ الرحلات في المسار الشمالي طريقها عبر أذربيجان وتركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند نحو آسيا، في حين أن المسار الجنوبي يمر فوق مصر والسعودية".
وقالت بعض شركات الطيران إنها استأنفت معظم عملياتها في أنحاء الشرق الأوسط منذ شنت إيران هجوماً على إسرائيل بصواريخ باليستية يوم الثلاثاء، مما أدى إلى إلغاء وتأخير رحلات جوية وقتها. وذكر بيتشينك أن معظم التغييرات الاستراتيجية في الرحلات، لتفادي أجزاء من الشرق الأوسط بسبب الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء بشكل مباشر، أُلغيت.
ومع اشتعال المواجهات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، يخشى العديد من الخبراء الأمنيين أن يؤدي هذا التصعيد إلى حوادث غير متوقعة، خاصة مع احتمال وجود هجمات صاروخية أو استخدام أنظمة الدفاع الجوي الإيراني التي قد تتسبب في حوادث عرضية. وفي يناير 2020، أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية بالخطأ طائرة ركاب أوكرانية من طراز بوينغ 737 بالقرب من طهران، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها. وعزز الحادث المخاوف بشأن سلامة الطيران فوق الأجواء الإيرانية خلال فترات التوتر.
وأصدر العديد من الدول والمنظمات، بما في ذلك إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA)، تحذيرات لجميع شركات الطيران بعدم التحليق فوق إيران أو بالقرب منها، في ظل تصاعد التوترات، في إجراء احترازي لتجنب أي حوادث مستقبلية.
وأعلنت شركات طيران دولية عدة، بما في ذلك شركات أوروبية وآسيوية، عن تغيير مسارات رحلاتها لتجنب المرور عبر المجال الجوي الإيراني، ومنها شركات لوفتهانزا والخطوط الجوية البريطانية والفرنسية-كيه إل إم. وقامت الشركات بتعديل مسارات رحلاتها المتجهة نحو آسيا والخليج العربي للمرور بمسارات أطول ولكن أكثر أماناً. كما أوقفت بعض الشركات العربية، مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، مؤقتاً استخدام المجال الجوي الإيراني لحماية ركابها وطاقم الطيران.
وقالت مجموعة لوفتهانزا الألمانية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء إنها ستستأنف رحلاتها إلى أربيل في كردستان العراق باستخدام مساحة محدودة من المجال الجوي العراقي، وستستأنف استخدام المجال الجوي الأردني اليوم الخميس. وأضافت أن الرحلات الجوية إلى تل أبيب وبيروت وطهران ستظل معلقة في الوقت الراهن.
ويؤدي تجنب المجال الجوي الإيراني إلى زيادة تكاليف تشغيل الرحلات الجوية نتيجة زيادة مسافات الطيران واستهلاك الوقود. كما قد يؤدي إلى تأخير في مواعيد الرحلات، وازدحام في المسارات البديلة، خصوصاً على المسارات المزدحمة المتجهة إلى آسيا وأوروبا.
(رويترز، العربي الجديد)