استمع إلى الملخص
- أثرت عمليات التسريح على بيئة العمل، حيث أشار الموظفون إلى نقص الشفافية وطول فترة التسريح، مما أثار شعورًا بالترقب والإحباط.
- شملت التسريحات جميع مراكز التطوير، مع تقليص مشاريع الاتصالات وبطاقات الفيديو، بينما حافظت الشركة على نشاط المعالجات الأساسية.
بدأت موجة تسريح العمال في شركة إنتل إسرائيل بعد الأعياد، وتشير المعلومات التي حصل عليها موقع غلوبس إلى أنها تشمل بالفعل ما بين 15% إلى 20% من عمال التطوير البالغ عددهم 7000 عامل في مراكز الشركة في حيفا والقدس، بحيث قد يصل العدد إلى 1400 موظف.
ويشرح الموقع أنه أصبحت الممرات في مراكز تطوير "إنتل إسرائيل" أكثر هدوءاً هذه الأيام، مع الانتهاء من أهم وأكبر موجة من عمليات تسريح العمال على الإطلاق حتى اليوم، أولئك الذين بقوا يحاولون التعود على الواقع الجديد.
في المحادثات مع الموظفين الحاليين والسابقين، يجري الكشف عن صورة معقدة لشركة تعمل تحت الضغط والشعور بالإرهاق، على خلفية أزمة السيولة الحادة في الشركة الأم العالمية.
وانخفضت أسهم الشركة بنحو 50% منذ بداية العام الجاري، وزادت خسائر الشركة في الربع الأخير ووصلت إلى 1.6 مليار دولار. وتتضمن خطة الخفض العالمية، التي أعلنها الرئيس التنفيذي، بات غيلسينجر، في أغسطس/ آب الماضي، نية لخفض ما بين 15 و17 ألف وظيفة في جميع أنحاء العالم.
وفي "إنتل إسرائيل"، بدأت عمليات التسريح من العمل متأخرة مقارنة ببقية العالم، في الأيام التي تلت الأعياد، ويظهر ملخص الخطوة أنها تشمل ما بين 15% و20% من موظفي التطوير في الشركة البالغ عددهم 7000 موظف، بحسب تقدير عدد من الموظفين والموظفين السابقين الذين تحدثوا إلى "غلوبس".
وتشمل هذه الأرقام أولئك الذين غادروا طوعاً وكذلك الذين فُصلوا. في تقدير تقريبي، يتراوح هذا العدد من 1000 إلى 1400 موظف من أقسام التطوير، ولم يتأثر النشاط الإنتاجي الذي يعمل به نحو 4000 شخص خلال الفترة الماضية. ومع ذلك، فهذه دراما بالنسبة للشركة التي تفتخر بلقب أكبر صاحب عمل خاص في مجال التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية.
وهذا يعني أن وضع الموظفين العام في شركة إنتل إسرائيل سينخفض إلى ما دون مستوى العشرة آلاف موظف، وهو رقم جرى تسجيله آخر مرة قبل عقد من الزمن فقط.
تراجع حجم "إنتل إسرائيل"
في عام 2015، أعلنت الشركة لأول مرة أن عدد موظفيها تجاوز 10000 موظف، وبلغ إجمالي عدد الموظفين حتى وقت قريب 11000 شخص. والآن، أصبحت شركة إنتل مماثلة في الحجم في إسرائيل لشركة رافائيل، وهي شركة حكومية توظف حوالي 9500 شخص. ولا تزال "إنتل إسرائيل" أكبر من شركة إنفيديا التي توظف أكثر من 4000 عامل، ومن مايكروسوفت التي توظف أكثر من 3000 عامل في إسرائيل، و"أبل" و"غوغل" اللتين توظف كل منهما أكثر من 2000 عامل.
ويحكي الموظفون الذين بقوا في الشركة أن عملية تسريحٍ للعمال حدثت دون قدر كبير من الشفافية، واستغرقت وقتاً طويلاً، مما أثار شعوراً بالترقب والإحباط يتجاوز ما اعتاد عليه الموظفون في شركات التكنولوجيا الأخرى، حيث تكون موجات تسريح العمال قصيرة وسريعة. جرى الإعلان عن موجة تسريح العمال مع تقارير الشركة للربع الثاني في أغسطس الماضي، وحدثت تدريجياً في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين، ولن تكتمل إلا في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
"أكثر ما يخيب آمالنا هو الافتقار إلى الشفافية، حيث لا يجري إخبارنا بالحقيقة"، هذا ما قاله أحد كبار الموظفين في الشركة لـ"غلوبس". ووفقاً له، فإن موجة تسريح العمال الحالية هي "الأكبر والأقسى" على الإطلاق في إسرائيل. وعلى الرغم من أنه لم يتأثر بشكل مباشر، فإن هذه الخطوة، حسب قوله، أضرت أيضاً بالموظفين الذين بقوا.
"يعرف العديد من المديرين قبل شهر من الموعد المحدد للتسريح من العمل، لكن كان من الممنوع عليهم أن يقولوا ذلك. الموظف المقرر تسريحه يجلس مع فريقه، وعلى المدير أن يكلفه بالمهام عندما يعرف ما سيأتي، كان الأمر صعباً للغاية".
موظف آخر، كان منصبه مديراً في مجال البرمجيات في مركز الشركة في حيفا، يقول لـ"غلوبس" إن تسريح العمال أضر أيضاً بأشخاص ذوي خبرة في مجال التطوير من أمثاله. وبحسب قوله، "كان هناك تنوع في الذين جرى تسريحهم، فمنهم من ترك العمل بسبب إغلاق المشاريع، ومنهم لأن ذلك كان فرصة للمديرين للتخلص من أشخاص معينين"، لكنه يضيف أنه في رأيه "كانت الشركة عادلة فيما يتعلق بتسريح العمال".
يقول أحد الموظفين الذين ظلوا في الشركة في الموجة الحالية لـ"غلوبس" إنه على الرغم من أن الشعور بالارتياح يرافق أولئك الذين بقوا، فإن "ما يثير القلق بشكل خاص هو أنه يبدو أن الإدارة العليا تواصل اتخاذ قرارات هستيرية وسيئة". ووفقاً له، هناك شعور بأن الشركة لم تستقر بعد. ويقول: "إن سلوك الخروج من الأزمة مقلق للغاية".
تقاعد طوعي
ووفقاً للتقييم، أُجريت عمليات تسريح العمال في جميع مراكز تطوير "إنتل" في إسرائيل، إلا أن بعض المشاريع تأثرت أكثر من غيرها. في "إنتل" حاولوا عدم الإضرار بنشاط المعالجات الأساسية، وبدلاً من ذلك اختاروا قطع المشاريع في مجال الاتصالات اللاسلكية والخلوية أو بطاقات الفيديو، بما في ذلك تلك المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي.
تشير أنماط تسريح العمال إلى اتجاه مثير للاهتمام. يقول موظف سابق سُرّح أيضاً في الموجة الأخيرة: "في حين قبل العديد من الموظفين القدامى خطة التقاعد الطوعية، لم يتأثر الشباب كثيراً لأنه لا يوجد أي فائدة كبيرة فيها".
ووفقاً له، في حالات قادة الفريق، جرى استخدام إغلاق المشاريع سبباً للفصل، وفي الوضع الحالي، بحسب المصدر، فإن معظم المفصولين هم أولئك الذين عملوا لعدد كبير من السنوات في الشركة.
وبصرف النظر عن العملية الطويلة جداً، فإن هذه العملية في إسرائيل تكون مصحوبة بتغيرات متكررة في ظروف العمل وتدهورها. وفي شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، أبلغت "إنتل" العاملين في مجال التطوير في إسرائيل بإلغاء برنامج التأجير القديم للشركة. طُلب من الموظفين الذين يمتلكون مركبات مستأجرة إيجاد حلول نقل بديلة، ويقول الموظفون إن إلغاء التأجير تسبب بأضرار تصل إلى حوالي 4000 شيكل في رواتب بعض الموظفين.