استمع إلى الملخص
- وزارة السياحة اللبنانية تؤكد استقرار الوضع الأمني في مطار بيروت الدولي رغم الأخبار حول تخزين حزب الله للأسلحة، مما يعزز الثقة بالبلد ويحافظ على حركة الحجوزات السياحية.
- القطاع السياحي يبذل جهوداً لإعادة تنشيط السياحة والاقتصاد في لبنان، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت والأزمة الاقتصادية، مع توقعات بزيادة حركة المطار والحجوزات الفندقية في فصل الصيف.
لم توقف التهديدات بالحرب الشاملة توافد المغتربين ونمو سياحة لبنان وسط استمرار المهرجانات والتوقعات بارتفاع نسبة الحجوزات في الفنادق. إذ يستمرّ توافد اللبنانيين والسيّاح من جنسياتٍ عربية إلى لبنان على الرغم من المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، والتحذيرات الدولية من الانزلاق إلى حرب شاملة والتي تبعها طلب بعض السفارات من رعاياها مغادرة الأراضي اللبنانية وعدم التوجّه إليها.
وفاقت أرقام الوافدين التي يسجلها مطار بيروت الدولي التوقعات بالنظر إلى المخاطر الأمنية التي تعيشها البلاد، والتصعيد العنيف الذي تشهده الجبهة، خصوصاً في الفترة الأخيرة، حتى أنّ الحركة لم تتأثر بعد المقال الذي نشرته الصحيفة البريطانية "ذا تلغراف" الأحد الماضي حول "تخزين حزب الله أسلحة وصواريخ ومتفجّرات إيرانية في المطار"، ما قد يجعله هدفاً إسرائيلياً.
ويؤكد مصدرٌ في وزارة السياحة اللبنانية لـ"العربي الجديد" أنّ "حركة الحجوزات لم تتأثر بعد المقال الذي نشرته الصحيفة البريطانية وأثار بلبلة كبيرة محلياً وخارجياً، والوضع الأمني في المطار مستتبّ"، مشيراً إلى أنّ "جو سياحة لبنان أمام صيفٍ واعدٍ قد يكون أفضل من السنوات السابقة، حتى وهو في حالة حرب، ولكن ذلك يتوقف على عدم اتساع رقعة الصراع، كما أن عودة الاستقرار بشكل كامل، ووقف العدوان الإسرائيلي على الجنوب من شأنه أن يعزز أكثر الثقة بالبلد ويزيل المخاوف عن أولئك الذين ما زالوا يتردّدون في المجيء".
ويشير المصدر إلى أنّ "وضع سياحة لبنان بحاجة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى للوافدين، حيث أن البلد لا يزال يمرّ بوضع اقتصادي صعب، وهناك جهود جبّارة تبذل من قبل أصحاب الأموال والمستثمرين لإعادة تنشيط البلاد سياحياً واقتصادياً ويصمّمون على البقاء فيها ولديهم كامل الايمان بها"، لافتاً إلى أنّ "العديد من المطاعم والمؤسسات السياحية التي كانت أغلقت أبوابها إبان انفجار مرفأ بيروت عام 2020 أو بفعل الأزمة الاقتصادية عادت إلى العمل، وهناك مشاريع جديدة أبصرت النور، وهناك مهرجانات واسعة هذا الصيف وأسماء حضرت وستحضر تُعدّ من نجوم الصف الأول خصوصاً عربياً، من هنا نأمل ألا تتسع رقعة المواجهات كي لا يتعرّض لبنان لضربة كبيرة وقد تكون مدمّرة للقطاع".
نمو سياحة لبنان
وفي وقتٍ سابق، كشف رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود في بيان أنّه "مع اقترابنا من فصل الصيف، بدءاً من 4 و5 يوليو/تموز المقبل، حركة المطار ستكون في ازدياد وسترتفع الحجوزات والملاءة، وستكون 100%، حيث إن حركة الوافدين ستتعدى الـ12 والـ13 ألف راكب يومياً"، مشيراً إلى أنّ "هناك مؤشرات إيجابية جداً لوضع طائرات إضافية ليصبح العرض موازيا للطلب".
ويوم الاثنين الماضي، نظّمت وزارة الأشغال اللبنانية جولة ميدانية للإعلاميين وسفراء معتمدين ببيروت في المطار رداً على مقال صحيفة ذا تلغراف، مشيرة إلى أنّ "الموضوع يُعتبر ضمن إطار الحرب النفسية على لبنان وتشويه سمعته وسمعة المطار الذي يُعتبر المرفق الجوي الوحيد في لبنان".
وقال وزير الأشغال اللبناني في حكومة تصريف الأعمال علي حمية لوسائل الإعلام في المطار إن "لبنان يدرس الإجراءات القانونية المناسبة لرفع دعوى على صحيفة ذا تلغراف البريطانية" مؤكداً أن المطار "يستوفي كل المعايير الدولية والعدو يخرق الأجواء اللبنانية ألف مرة في السنة، خصوصاً فوق المطار عدا عن التشويش على الأقمار الصناعية".
من جهته، أكد وزير السياحة وليد نصّار أنّ "حركة الوافدين إلى المطار في معدّلاتها الطبيعية وليست بعيدة جداً من عام 2023"، مشيراً إلى أنّنا "لم نلحظ بعد تأثيرات لما نشرته صحيفة تلغراف البريطانية".
كما أشار إلى أنّ "الأرقام تقول إنه في عام 2023 تجاوز عدد الوافدين إلى إسرائيل المليون و500 ألف، طبعاً من أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وعلى صعيد القطاع السياحي كان هناك أكثر من 230 ألف فرصة عمل، وإسرائيل خسرت هذا العدد كلّه بعد حرب غزة، وهذا دليل على أننا نستنظر حرباً نفسية على لبنان الذي رغم كل الظروف فإن الحركة فيه جيدة".
وترتفع حدة التحذيرات الدولية من اتساع رقعة الحرب في لبنان كان آخرها من وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي زارت بيروت يوم الثلاثاء، آتية من تل أبيب، ونبّهت من أنّ "الوضع على الخط الأزرق دقيق والمخاطر قائمة".
وأسفرت المواجهات العسكرية عن نزوح أكثر من مائة ألف شخص من القرى والبلدات الحدودية جنوبي لبنان بفعل قصف الاحتلال الإسرائيلي، عدا عن تسجيل أضرار مادية تُقدَّر بمليارات الدولارات في الأراضي والممتلكات والمساحات الحرجية الزراعية.