سعر صفيحة البنزين في لبنان يوازي نصف الحد الأدنى للأجور

20 أكتوبر 2021
أمام محطة للوقود في لبنان (حسين بيضون)
+ الخط -

أعلنت وزارة الطاقة اللبنانية، الأربعاء، رفع أسعار المحروقات بشكل كبير في البلاد، بالتزامن مع خطوات لخفض الدعم عن المحروقات، إلى جانب ارتفاع أسعار الخام عالميا، وتصاعد سعر صرف الدولار إلى أكثر من 20 ألف ليرة.
وقالت الوزارة في بيان، إن السعر الجديد لصفيحة (20 ليترا) البنزين الخالي من الرصاص "98 أوكتان"، سجل 312700 ليرة (206.4 دولارات وفق السعر الرسمي وحوالى 15 دولارًا وفق سعر الصرف في السوق)، بزيادة 24.7 بالمئة عن أسعار الأسبوع الماضي.
كما ارتفع سعر البنزين الخالي من الرصاص "95 أوكتان"، إلى 302700 ليرة (199.8 دولارا وفق السعر الرسمي وحوالى 14 دولارًا وفق سعر السوق)، بزيادة 24.6 بالمئة عن أسعار الأسبوع الماضي. 
أما سعر صفيحة المازوت (الديزل)، فوصل إلى 270700 ليرة (178.7 دولارا وفق السعر الرسمي)، بزيادة 15 بالمئة عن أسعار الأسبوع الماضي. وتعتبر هذه الأرقام قياسية بحيث أصبحت تساوي نصف الحد الأدنى للأجور تقريباً الذي يبلغ 675 ألف ليرة لبنانية.

يلفت صاحب محطة وقود في جونية شمال بيروت لـ"العربي الجديد" إلى أن "الزيادة متوقعة اسبوعياً ربطاً بمسار سعر صرف الدولار في لبنان وأسعار النفط عالمياً، وهو ما ينعكس على إقبال الناس على تعبئة البنزين الذي يشهد تراجعاً بعدما تخطى سعر الصفيحة عتبة 300 ألف ليرة".

ويضيف "هناك زبائن كنا معتادين عليهم مرتين في الأسبوع أصبحنا نراهم مرة واحدة". ويستغرب "كيف يمكن لشخص راتبه لا يتخطى مليوني ليرة أن يملأ سيارته بالوقود مرتين شهرياً أي بـ600 ألف ليرة، وفي حال أراد تعبئة الخزان بالكامل أي "تفويل السيارة" تصل الكلفة إلى مليون ليرة، يعني نصف راتبه، هذا من دون الحديث عن حاجة الإنسان للغاز والمازوت وباقي السلع والمواد الغذائية والأدوية والخدمات الأساسية التي ارتفعت أسعارها كلها".

ويتراوح سعر صرف الدولار اليوم بين 20500 ليرة و20700 ليرة في حين أن الحكومة اللبنانية التي تعد بالإنقاذ والإصلاح لم تجتمع منذ الثلاثاء الماضي فيما تشهد الأسواق فوضى في الأسعار في ظل غياب الرقابة والمحاسبة. كما تزداد معاناة المواطنين الذين يشاهدون ارتفاع الأسعار والغلاء على كافة المستويات فيما رواتبهم لا تزال هي نفسها لا بل تفقد قيمتها مع كل ارتفاع لسعر صرف الدولار.

ويرى اللبنانيون أن أزمة البنزين مستمرة وإن غابت مشاهد طوابير الذل أمام محطات الوقود التي باتت تفتح أبوابها يومياً، فالأزمة هي بالنسبة إليهم في الأسعار الخيالية التي تفوق قدرتهم على التحمّل خصوصاً أنه لا يقابلها أي خطوة تصبّ في صالحهم أو تعوّض عليهم هذا الغلاء، وحتى البطاقة التمويلية لم تبصر النور بعد.

وترجمت أزمة البنزين بشكل خاص في قطاع النقل العام وتعرفة سيارات الأجرة التي بدورها تشهد فوضى كبيرة بحيث إن كل سائق أجرة بات يعتمد تسعيرته الخاصة التي أصبحت تتخطى 30 ألف ليرة لبنانية لمسافة قريبة جداً.

وربطاً بغلاء البنزين، قطع اليوم الاربعاء سائقو السيارات العمومية عدداً من الطرقات خصوصاً في ساحة الشهداء بيروت وفي صيدا جنوب لبنان عند مستديرة ساحة النجمة، وذلك احتجاجاً على ارتفاع سعر صفيحة البنزين، مهددين بالتصعيد.

كذلك وجّه حراك الأساتذة المتعاقدين رسالة إلى وزير التربية عباس الحلبي طالبه بحضور لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الروابط والطلب منه بوضع آلية لمنح بدل نقل يومي مدعوم لطلاب المدارس والثانويات الرسمية كما للأساتذة.

وأشار الحراك إلى أن "وضع أهالي الطلاب مزر ويزداد سوءاً مع ارتفاع سعر صفيحة البنزين وعلى وزارة التربية ولجنة التربية النيابية أن تخصص لأهالي وطلاب المدرسة الرسمية حصة كبيرة من ميزانية الدولة لدعمهم".

وانعكس غلاء البنزين على القطاع التعليمي حتى أن المدارس الخاصة التي فتحت ابوابها قبل شهر تقريباً تواجه صرخة الأساتذة والعاملين الذين ما عاد باستطاعتهم تحمّل تكلفة النقل، وكذلك صرخة الأهالي الذين يعانون من ارتفاع بدلات النقل.

المساهمون