حرب أوكرانيا تهوي بالودائع طويلة الأجل في المصارف الروسية

25 ديسمبر 2024
فرع لمصرف سبيربنك في سولفينيا (جور ماكفيك/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراجعت حصة الودائع طويلة الأجل في المصارف الروسية إلى 3%، وهو أدنى مستوى منذ عشر سنوات، مما يعكس نقص "الأموال الطويلة" ويعقد الإقراض طويل الأجل في ظل الحرب الأوكرانية.
- يبحث الروس عن بدائل لحفظ مدخراتهم، مثل حسابات الوساطة والعملة الأجنبية، مع استمرار تراجع الإقبال على الودائع طويلة الأجل، حيث بلغت 2.5% فقط في بعض المصارف.
- تزامن هذا التراجع مع ضبابية الوضع الاقتصادي وتقلبات سعر الفائدة الأساسية، التي تبلغ حالياً 13%، مع توقعات بزيادتها قريباً.

ذكرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية في عددها الصادر الثلاثاء، أن حصة الودائع طويلة الأجل طرف المصارف الروسية تراجعت إلى أدنى مستوى منذ عشر سنوات، لتبلغ حالياً نحو 3% فقط بقيمة 1.12 تريليون روبل (حوالي 12 مليار دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي) مقابل 9% في عام 2014، وفق ما كشفت عنه للصحيفة وكالة تأمين الودائع الروسية، وهو توجه أكدته المصارف.  

وبذلك تواجه المؤسسات المالية الروسية نقصاً في "الأموال الطويلة"، مما يزيد من صعوبة الإقراض طويل الأجل للاقتصاد في ظروف استمرار الحرب في أوكرانيا، وسط بحث الروس عن أدوات بديلة للحفاظ على مدخراتهم، مثل حسابات الوساطة والعملة الأجنبية، وفق لاعبين في السوق.

وبحلول بداية العام الحالي، تراجعت حصة ودائع الأفراد لمدة ثلاث سنوات فأكثر إلى 3.1% من مجموع ودائع السكان. وبحسب البيانات الأخيرة عن الأشهر الثمانية الأولى من العام، كادت هذه النسبة ألا تتغير، لتبلغ 3.2% بحلول بداية سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب بيانات وكالة تأمين الودائع المعنية بتعويض خسائر عملاء المصارف عند تعثرها.

وتظهر بيانات وكالة تأمين الودائع أن المعدل الحالي هو الأدنى خلال آخر عشر سنوات، إذ يعود المعدل الأدنى السابق إلى عام 2016، حين بلغ 4.5%. وفي عام 2022، بلغت حصة الودائع طويلة الأجل للروس 5%. وأكدت مصارف كبرى لـ"إزفيستيا"، تراجع الإقبال على الودائع طويلة الأجل، إذ كان حجمها يتقلص على مدى آخر عام ونصف العام، وفق ما أوضحته مديرة تنمية أعمال التجزئة بمجموعة "سينارا"، آنا فولكوفا، مشيرة إلى أن حصة الودائع بالروبل لمدة ثلاث سنوات فأكثر طرف المصرف تبلغ حالياً 2.5%، وهذا أكبر تراجع للإقبال على مثل هذه الودائع منذ خمس سنوات.

ومن اللافت أن تراجع إقبال الروس على الودائع طويلة الأجل يتزامن مع تزايد ضبابية آفاق الوضع الاقتصادي في روسيا بسبب الحرب الأوكرانية، قبل أكثر من عام ونصف عام، واستمرار تقلبات سعر الفائدة الأساسية البالغة حالياً 13%، وسط توقعات بأن يقدم المصرف المركزي الروسي على رفعها مرة أخرى في اجتماعه المقبل. 

المساهمون