حرب أوكرانيا ترفع أسعار الدجاج في المغرب

04 مارس 2022
مخاوف من زيادة أسعار علف الدجاج (Getty)
+ الخط -

تراقب الأسر بالمغرب تحرك أسعار الدجاج في الفترة الأخيرة، خاصة مع التخوف من انفلاتها في ظل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على المواد الأولية للعلف وزيادة الطلب على الدواجن مع اقتراب شهر رمضان.
وقفزت أسعار الدجاج الحي في الفترة الأخيرة إلى حوالي 1.90 دولار للكيلوغرام، ما يثير قلق العديد من الأسر التي تأثرت قدرتها الشرائية في الفترة الأخيرة بفعل الزيادات التي شهدتها العديد من السلع والخدمات.
ويسعى العاملون في القطاع إلى التأكيد على أن الزيادة التي شهدتها الأسعار في الفترة الأخيرة "ظرفية"، مذكرين بالصعوبات التي عانوا منها في ظل الأزمة الصحية، حيث يؤكد بعضهم أن سعر البيع في السوق كان دون سعر الكلفة.
ويشددون على أن ارتفاع الأسعار خارج عن إرادتهم، حيث يعزى إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية التي تدخل في إنتاج الأعلاف، كما يرد إلى تكاليف النقل التي يساهم فيها سعر الوقود.
وتحيل الفيدرالية المهنية لمنتجي الدواجن ارتفاع أسعارها إلى ارتفاع أسعار الذرة والصوجا (الصويا) وعباد الشمس في السوق الدولية، حيث واصلت اتجاهها الصعودي منذ أشهر، ما يؤثر على أسعار الأعلاف المركبة، وبالتالي يزيد كلفة الإنتاج.

ولا يكف العاملون في القطاع عن التأكيد على قدرتهم على إنتاج حوالي ضعف حاجيات السوق في المغرب، ما داموا يتمكنون من توفير 8 ملايين كتكوت في الأسبوع، وهو دون مستوى قدرتهم على الإنتاج.
ويذهب رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي دجاج اللحم محمد أوعبود، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن ارتفاع أسعار الدواجن له علاقة بتراجع الإنتاج في الفترة الأخيرة، ما يطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء ذلك، مؤكدا على تضرر العديد من المنتجين.
وإذا كان المهنيون يستوردون الجزء الأكبر من حاجياتهم من الذرة من الولايات المتحدة الأميركية والأرجنتين والبرازيل، إلا أن ارتفاع الطلب في حال تواصل الحرب في الفترة المقبلة سيرفع الأسعار أكثر في السوق الدولية.
وإذا كان مستثمرون يؤكدون على ارتفاع الأسعار في سوق الأعلاف في الأشهر الأخيرة، إلا أن آخرين يشيرون إلى أن بعض المستثمرين كانوا في ظل تراجع الطلب بسبب الأزمة الصحية قد توقفوا عن الإنتاج.

لا يكف العاملون في القطاع عن التأكيد على قدرتهم على إنتاج حوالي ضعف حاجيات السوق في المغرب، ما داموا يتمكنون من توفير 8 ملايين كتكوت في الأسبوع


ويذهبون إلى أن العديد من المنتجين تأثروا بالانخفاض الحاد للطلب في تلك الفترة، حيث لم يكونوا يستطيعون تغطية تكاليف الأعلاف أو مصاريف النقل، ما اضطرهم إلى خفض الإنتاج أو التوقف عن ممارسة نشاطهم الإنتاجي.
ولا تغيب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا عن انشغالات المهنيين في الفترة الأخيرة، حيث يتخوفون من عدم وصول طلبيات بعض مكونات الأعلاف المتمثلة في القمح ونوارة الشمس التي تستورد من أوكرانيا.
ويذهب رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك بوعزة الخراطي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن أسعار المدخلات المتوفرة التي تدخل في توفير العلف للدواجن ارتفعت في الفترة الأخيرة، وهو ما ربما يكون قد انعكس على الأسعار.
ويعتبر الخراطي أنه يجب الحرص في ظل ارتفاع الأسعار على عدم حدوث ما ينافي قانون حرية الأسعار والمنافسة، في الوقت نفسه الذي يفترض فيه العمل على احترام المعايير الصحية.

المساهمون