توقعات بانتعاش قوي للسياحة في تركيا بعد استقبال 30 مليون وافد

28 اغسطس 2023
تطمح تركيا إلى استقبال 60 مليون سائح سنوياً لكن الهدف دونه تحديات مختلفة (Getty)
+ الخط -

تقترب تركيا من آمالها باستقطاب السياح وعائدات الصناعة من دون دخان هذا العام، بعد أن زاد عدد السياح حتى نهاية الشهر الماضي، على 30 مليون سائح، بحسب تصريحات وزارة السياحة والثقافة.

لكن ما توصف بعراقيل العام الجاري، بحسب المختص بالسياحة، فهري إيت، ربما تحول دون استقبال 60 مليون سائح كما كانت الآمال والتوقعات، معتبراً أن التوافد خلال الربع الأول تأثر بالزلزال الذي ضرب البلاد في فبراير/شباط الماضي، كما أن استمرار الحرب الأوكرانية وارتفاع نسبة التضخم عالمياً، دفعا بكثير من السياح، الأوروبيين خاصة، إلى تغيير برامجهم وإرجاء السياحة الخارجية.

ومع ذلك، عوّض الروس هذا العام، كما يقول إيت لـ"العربي الجديد"، فهم يحتلون المركز الأول في السياحة وشراء العقارات، لكن الأرقام هذا العام، ربما لا تشجع للوصول إلى عائدات 56 مليار دولار كما هو مخطط ومتوقع، مذكراً أن سائحي العام الماضي بلغوا أكثر من 51 مليونا بعائدات تخطت 46 مليار دولار وبزيادة ناهزت 70% عن عام 2021.

وكانت وزارة السياحة والثقافة التركية، قد أعلنت عن تحقيق "إنجاز ملحوظ في قطاع السياحة" بعد استقبال 30 مليونا و327 ألفا و206 زائرين من مختلف دول العالم، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي. منهم 3 ملايين و327 ألفا و206 من الأتراك العائدين من الخارج.

الروس الوافدون في صدارة القائمة

وجاءت روسيا في صدارة قائمة الدول المساهمة بأكبر عدد من الزوار إلى تركيا خلال هذه الفترة، حيث وصل عدد السياح الروس إلى 3 ملايين و498 ألفا و614 شخصًا، بزيادة نسبتها 59.22% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ليأتي السياح الألمان في المرتبة الثانية بنحو  3 ملايين و211 ألفا و724، يليهم البريطانيون بنحو مليونين و63 ألفا و740.

وكشفت بيانات مديرية الثقافة والسياحة في إسطنبول اليوم، أن المدينة تمكنت من تحقيق أكبر عدد من السياح الأجانب على أساس شهري في العقد الأخير، باستضافتها مليونا و873 ألفا و97 سائحا في يوليو/تموز الماضي. لتبلغ نسبة زيادة عدد السياح  15% عن الفترة نفسها من العام الماضي، بعد أن تجاوز السياح إلى إسطنبول خلال الأشهر السبعة من العام الجاري 9 ملايين و776 ألف سائح.

واحتل الروس المركز الأول بعدد 185 ألفا و636 سائحا قدموا إلى إسطنبول في يوليو/تموز المنصرم، تلاهم الألمان بـ135 ألفا و568 سائحا، ثم السعوديون 135 ألفا و96 سائحاً.

وفي المرتبة الرابعة حل الأميركيون بـ105 آلاف و41 زائرا، والإيرانيون بـ97 ألفاً و352 سائحاً، والفرنسيون 69 ألفاً و263 سائحاً، والبريطانيون 69 ألفاً و6 سياح.

ويرى مدير شركة "ياشا" السياحية، محموت آلتن باش أن الوقت مازال مبكراً للحكم على سياحة العام الجاري، لأن القدوم لم يزل جيداً كما لا تتوقف السياحة بتركيا، حتى بعد افتتاح المدارس "سياحة أعياد نهاية العام والسياحة الشتوية".

لكن آلتن باش يُبدي مخاوفه من تراجع عدد السياح هذا العام، عمّا هو مخطط أو حتى عن أرقام العام الماضي، مشيراً إلى دور إلى تراجع السياح العرب بعد بعض الحالات العنصرية بتركيا وانتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي"الزيادة بعدد السعوديين فقط هذا العام".

ويضيف المتخصص أن السياحة أهم موارد القطع الأجنبي بتركيا، إلى جانب الصادرات، فما تحقق خلال الربع الأول من عائدات بنحو 13 مليار دولار وأكثر منه خلال النصف الثاني، خفف الضغط على الليرة التركية التي تتراجع، مستدركاً، لكن تراجع سعر الليرة سبب مهم باستقطاب السياح نظراً لقلة التكاليف بالمقارنة مع الدول الأوروبية "متوسط إنفاق السائح 83 دولاراً". (الدولار= 26.55 ليرة).

ويرى مدير الشركة السياحية أن زوار إسطنبول جلهم من العرب وأوروبا، لأن الروس ورغم احتلالهم المركز الأول، لكنهم يتجهون إلى مدن البحر المتوسط وبمقدمتها أنطاليا التي غلبت عليها الملامح الروسية بعد التملك وانتشار المحال والمرافق هناك، مكرراً أن أهم عائدات السياحة بتركيا تأتي من السياحة العلاجية التي لا ترتبط بموسم أو تتوقف طيلة العام.

وتُعوّل تركيا على السياحة كثاني رافد لاقتصادها، بعد الصادرات المتوقع وصولها هذا العام إلى 300 مليار دولار بعد تصدير ما قيمته 254 مليار دولار العام الماضي، وتحقيق أكثر 50 مليار دولار عائدات من السياحة، إذ يساهم قطاع السياحة بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي التركي.

كما يعمل بالقطاع حوالي 1.7 مليون شخص في خدمات الإقامة والطعام بحسب احصائيات عام 2022، أي ما يعادل حوالي 5% من إجمالي القوى العاملة في البلاد.

المساهمون