توقعات بارتفاع معدل التضخم في روسيا في 2024

07 ديسمبر 2024
مارة أمام مقر البنك المركزي الروسي في موسكو، 7 يونيو 2024 (نتاليا كولسنيكوفا/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتوقع كيريل تريماسوف أن يتجاوز معدل التضخم في روسيا 9% بنهاية 2024 بسبب مفاجآت سوق العمل والعقوبات والسياسة المالية، متجاوزًا التوقعات السابقة للبنك المركزي البالغة 8%.

- رفعت إلفيرا نابيولينا سعر الفائدة الرئيسي إلى 21% لمنع التضخم المفرط، لكن العودة إلى المعدلات المستهدفة ستستغرق حتى 2026، حيث حُدد معدل التضخم المستهدف عند 4%.

- تعود التغيرات في التوقعات إلى زيادة الرواتب ونقص العمالة والسياسة المالية والعقوبات، مع توقع رفع سعر الفائدة بمقدار 1-2 نقطة مئوية قبل نهاية 2024.

أشار مستشار رئيس البنك المركزي الروسي كيريل تريماسوف إلى أن معدل التضخم في روسيا قد يتجاوز 9% بنهاية عام 2024. وقد برر تريماسوف، في تصريح له خلال مؤتمر السندات الروسية، هذا التعديل في التوقعات بوجود "مفاجآت" في سوق العمل، بالإضافة إلى تأثير العقوبات والسياسة المالية، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة "آر بي كا" الروسية، في عددها الصادر اليوم الجمعة. 

وكان البنك المركزي قد توقع سابقاً أن يبلغ معدل التضخم حوالي 8%، لكن تريماسوف أكد أن الأرقام الأولية تشير إلى تجاوز هذا الرقم. وأضاف: "من المؤكد تقريباً أن التضخم هذا العام سيتجاوز التوقعات الرسمية للبنك المركزي. نحن ندخل عام 2025 بمسار تضخمي أعلى بالفعل، وهذا الانحراف عن التوقعات واضح". 

وفي نهاية نوفمبر، قدّرت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية معدل التضخم للعام الحالي بنسبة 8.78%. وأكدت إلفيرا نابيولينا، رئيسة البنك المركزي، أن البنك تمكن من "منع الدخول في حلقة تضخمية" من خلال رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى قياسي بلغ 21% في أكتوبر/ تشرين الأول. ومع ذلك، أكدت نابيولينا أن العودة إلى المعدلات المستهدفة للتضخم ستستغرق معظم عام 2025 وجزءاً من عام 2026، حيث جرى تحديد معدل التضخم المستهدف لعام 2026 عند 4%. 
 من جهته، يقول الصحافي الروسي فاديم ميكيف، لـ"العربي الجديد": "ارتفاع توقعات التضخم في روسيا إلى أكثر من 9% في 2024 يمثل نقطة تحول مهمة تتطلّب الانتباه إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد. من جهة، تعكس الاستجابة السريعة من البنك المركزي، برفع سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى قياسي بلغ 21%، التزامًا قويًا بالسيطرة على التضخم ومنع تفشيه. وهذه التحركات الاستباقية تعزز الثقة في السياسة النقدية وتظهر قدرة المؤسسة على التكيف مع الظروف المتغيرة في السوق".
وأضاف ميكيف: "مع ذلك، يظهر هذا الارتفاع أيضاً وجود خلل في اقتصاد البلاد، إذ تجاوزت التوقعات السابقة للبنك المركزي، مما يثير القلق بشأن فعالية السياسة النقدية. الوضع في سوق العمل، الذي يؤدي إلى زيادة الرواتب ونقص العمالة، يعكس مشكلات هيكلية أعمق قد تؤثر سلباً على الإنتاجية والنمو الاقتصادي". 

وقال إن "الاعتماد على رفع سعر الفائدة كوسيلة لمواجهة التضخم قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة الضغوط على القطاعات المختلفة، مما يضعف القدرة التنافسية للاقتصاد الروسي في الأسواق العالمية". وتابع "بالتالي، فإن التحدي يكمن في تحقيق توازن بين السيطرة على التضخم وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام".

أسباب ارتفاع التضخم في روسيا

في فبراير 2024، كان البنك المركزي يتوقع أن يصل معدل التضخم إلى النطاق المستهدف بين 4% و4.5%، مع متوسط سعر فائدة رئيسي يتراوح بين 13.5% و15.5%. لكن بعد ذلك، خفض البنك توقعاته ورفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 21%. وأوضح تريماسوف أن التغيرات المفاجئة في التوقعات تعود إلى عدة عوامل رئيسية، أولها "الوضع في سوق العمل الذي أدى إلى زيادة الرواتب ونقص العمالة، وهو ما اعتبره مفاجأة بالنسبة للبنك المركزي". وثانيًا، السياسة المالية التي "تشمل برامج دعم القطاعات المختلفة، والتي تقلل من حساسية الاقتراض تجاه سعر الفائدة الرئيسي". ثم ثالثا "العقوبات التي أدت إلى تعقيد عمليات التسوية التجارية وزيادة تكاليف المدفوعات". كما أكد تريماسوف أنه لا يوجد حد أقصى لسعر الفائدة الرئيسي، حيث ستظل السياسة النقدية مشددة حتى يتم تحقيق الهدف المتمثل في خفض التضخم إلى 4%. وأشار إلى أنه من الضروري أن تستمر الاتجاهات الانكماشية لفترة لا تقل عن اثنين إلى ثلاثة أرباع قبل التفكير في خفض أسعار الفائدة. 

 ومن المقرر أن يعقد اجتماع آخر لمجلس إدارة البنك المركزي الروسي بشأن سعر الفائدة الرئيسي قبل نهاية عام 2024، والذي سيعقد في 20 ديسمبر. ويتوقع المحللون أن يقوم البنك برفع السعر بمقدار 1-2 نقطة مئوية على الأقل، ليصل إلى 22-23%. ويعتقد الخبراء أنه لن يكون بإمكان البنك المركزي الانتقال إلى تخفيف السياسة النقدية قبل النصف الثاني من عام 2025.

المساهمون