تقرير إسرائيلي: شركات سيارات عالمية توقف إنتاجها بسبب هجمات الحوثيين

28 يناير 2024
الحوثيون يواصلون استهداف السفن التجارية رغم الحماية الأميركية (Getty)
+ الخط -

أفاد تقرير نشرته صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية اليوم الأحد، بأن هجمات الحوثيين في اليمن أجبرت شركات تصنيع السيارات على خفض إنتاجها، في وقت يخشى عمالقة الموضة السريعة في الدول الغربية أن تكون رفوفهم فارغة مع استمرار الهجمات.

وحسب التقرير، فإن حدة الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على الحوثيين تتزايد، ولكن مع ذلك يبدو أن الأزمة في البحر الأحمر "لم تنتهِ بعد".
وتستمر شركات الشحن العالمية في تجنب هذا الطريق بقدر ما تستطيع، في حين أنه يمثل في الأوقات العادية أكثر من 12% من حجم التجارة البحرية العالمية. ويعني ذلك أن الرحلة بين آسيا وأوروبا، التي تستغرق عادة حوالى 35 يوماً، تمتد بأسبوعين، وهي إضافة تزيد من تكاليف الشحن بما في ذلك الوقود والتأمين. ووفقاً لتقرير بلومبيرغ، فقد غيرت ما لا يقل عن 2300 سفينة مسارها بالفعل بسبب الهجمات وهي الآن تتجه عبر رأس الرجاء الصالح.

يأتي هذا في وقت أفاد تقرير إسرائيلي اليوم الأحد، بأنه لا تلوح في الأفق حتى الآن  نهاية لأزمة الشحن التجاري في البحر الأحمر وسط تواصل هجمات جماعة الحوثيين المناصرة للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تواجه الشركات تأخيرات في الشحن.

وإلى جانب تأثيرها بصناعة الشحن، فإن التأخير في الشحنات والتكاليف المرتفعة له أيضًا عواقب على الصناعات الأخرى. وفي الشهر الماضي، حذرت سلسلة من الشركات الغربية والإسرائيلية التي تعتمد على الشحن البحري من مجموعة واسعة من المشكلات المحتملة، بدءًا من نقص المكونات المختلفة للإنتاج إلى ارتفاع التكاليف وتآكل هوامش الربح.

وعليه، تحذر البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم من تجدد الدورة التضخمية، ما قد يؤدي إلى تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة المقررة لبقية العام، حسب التقرير. وتمثل الشركات المتضررة مجموعة متنوعة من الصناعات، في المقام الأول السيارات والبيع بالتجزئة التي تعتبر أكثر عرضة للخطر نتيجة للاختناقات التي نشأت في سلسلة التوريد.
في هذا الصدد، أوضح توماس بارنييه، من شركة لازارد فريرز جيستيون لإدارة الثروات في باريس، لرويترز، أن "صناعة السيارات واحدة من أولى الصناعات التي عانت بسبب سلسلة التوريد المعقدة". وبحسب استطلاع للخبراء الاقتصاديين أجرته وكالة بلومبيرغ للأنباء، فإن التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 5% في إيرادات شركات تصنيع السيارات.

من جانبه، أشار كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتيس العملاقة للسيارات، في هذا السياق، إلى أن شركات الخدمات اللوجستية والشحن سترفع أسعار الشحن بسبب طول الرحلة. وقال: "أنا متأكد من أن شركات الخدمات اللوجستية ستستفيد من حقيقة أننا نستخدم السفن لفترة أطول من الوقت لإجراء إعادة التفاوض بشأن السعر".
وكانت تسلا أول شركة تحذّر من العواقب المتوقعة للهجمات في البحر الأحمر، وأعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أنها تعتزم تجميد الإنتاج في مصنعها في ألمانيا لمدة أسبوعين. وذكرت الشركة أن السبب في ذلك هو التأخر في تسلّم الشحنات. وأوضحت تسلا أن "الصراعات المسلحة في البحر الأحمر والتحولات المرتبطة بها في طرق النقل بين أوروبا وآسيا عبر رأس الرجاء الصالح تؤثر أيضًا بالإنتاج في مصنع غرونهايد". وقالت "إن أوقات النقل الأطول بكثير تخلق فجوة في سلاسل التوريد".

وأضافت أن المصنع سيغلق يوم 29 يناير/كانون الثاني الجاري ويعاد فتحه يوم 11 فبراير/شباط  بسبب نقص المكونات.
من جانبها، اتخذت شركة فولفو خطوات مماثلة، حيث أوقفت الأسبوع الماضي الإنتاج في مصنعها ببلجيكا لمدة ثلاثة أيام، ويرجع ذلك أساسًا إلى تأخّر شحنات النقل بسبب الأزمة في البحر الأحمر، بحسب بيان الشركة. كذلك تعطلت عمليات شركة تصنيع سيارات أخرى، وهي شركة سوزوكي اليابانية، التي توقفت هذا الشهر عن العمل في مصنعها في المجر لمدة أسبوع.

من ناحية أخرى، عمدت شركة السيارات الألمانية العملاقة فولكس فاغن إلى تغيير مسار شحناتها بالفعل في بداية ديسمبر/كانون الأول، بحيث ارتفعت التكاليف وفقًا للشركة، لكنها لم تواجه أي مشاكل في الإنتاج.

وقالت الشركة: "بدأت جميع شركات الشحن الكبرى تقريبًا في تغيير مسار سفنها في ديسمبر بالفعل. وهذا سيضمن وصول الشحن إلى وجهتها، وإن كان ذلك مع تأخير طفيف".

المساهمون