بين الرمال، والمياه، وأساليب الطب البديل، باتت المنطقة، وتحديداً الدول العربية وحتى تركيا، من أكثر الدول، وأشهرها التي تتميز بالسياحة الاستشفائية والعلاجية.
من تونس ومصر إلى دول الخليج، ومن لبنان والأردن، إلى تركيا، مناطق جذب عديدة، تجعل من زيارتها، فرصة ليس فقط للاستمتاع بجمالها الطبيعي، بل أيضاً للتخلص من بعض الأمراض، أو حتى استعادة الحيوية والنشاط، والاستمتاع بالعلاجات الطبية البديلة، والتداوي بالأعشاب والأملاح المعدنية.
وربما بات آمناً اليوم السفر أو الانتقال داخل الدولة، بهدف الرعاية الصحية خاصة مع بدء تفعيل اللقاحات ضد فيروس كورونا؛ إذ إن تغيير الروتين اليومي، إضافة إلى الاستعداد للحصول على طاقة إيجابية، أصبح أمراً لازماً، بعد عمليات الإغلاق التي أخذت أكثر من عام في العديد من الدول.
فما رأيكم بالتعرف إلى هذه الأماكن السياحية ذات الخصائص الطبيعية والعلاجية؟
البحر الميت
خصائص البحر الميت، تكاد لا تعد ولا تحصى. في هذه الفترة من العام، يمكن زيارة المنتجعات السياحية المطلة على أكثر وأهم موقع عربي علاجي.
يمتلك البحر الميت طبيعة جيولوجية خاصة به وذلك بسبب تكوينه، بالإضافة إلى ملوحة مياهه التي تمتلك خصائص وصفات يصعب وجودها في مكان آخر. ولعل وجود الأملاح والمعادن في البحر، جعله من أكثر الأماكن العلاجية.
خلال زيارة البحر الميت، يمكن للسائح الاستمتاع بأنواع مختلفة من العلاجات، أبرزها، العلاج بالمناخ، حيث يستغل الخصائص المناخية المحلية مثل، درجة الحرارة وأشعة الشمس والضغط الجوي المرتفع ومكونات الغلاف الجوي، للحصول على الفيتامينات الطبيعية. إضافة إلى ذلك، يمكن العلاج بمياه البحر من خلال الاستحمام بها.
أما العلاج بالطين، فهو الأكثر شهرة، إذ تعد طينة البحر الميت غنية بالمعادن، حيث يمكن العلاج من خلال كمادات الطين، والاستلقاء تحت أشعة الشمس لساعات.
تونس الخضراء
روعة السياحة العلاجية في تونس تجسدها المئات من ينابيع المياه الجوفية المنتشرة في كامل البلاد، والتي تعرف بعذوبتها، ونقاوتها، حيث باتت عصب المراكز العلاجية ومقصد الآلاف من الزوار.
ففي الشمال، يزور التونسيون عيون حمام بورقيبة (في ولاية باجة) الواقعة على بعد 100 كم شمال تونس العاصمة. وفي منطقة بنزرت تتجه العائلات إلى حمام الأربعين، وفي اعتقادها أن من يمضي مدة أربعين يوما يشفى من الكثير من الأمراض.
أما في الجنوب، فإن منطقة الحامة في ولاية قابس، الواقعة على بعد 400 كم جنوب العاصمة، تعتبر من أهم المحطات الاستشفائية لسكان تلك المنطقة ولغيرها من المناطق.
ويعد الاستشفاء بالمياه إحدى أهم الخدمات التي تسهم في تنويع السياحة في البلاد، وإن قضاء يوم واحد في أحد هذه الحمامات التراثية، يمكّن من الحصول على نتائج جيدة، وعادة ما يستغرق العلاج بالمياه الكبريتية، للتخلص من الأمراض، ما بين أسبوع و21 يوماً.
الخليج المتميز
لم تعد دول الخليج، تقتصر فقط على السياحة الفاخرة، والمنتجعات السياحية المصنفة ضمن 5 نجوم وحسب، بل باتت رمال الصحراء، وما تحمله من أسرار عجيبة في معالجة أمراض الروماتيزم، والعظام، واحدة من أكثر الوجهات استقطاباً.
تضم سلطنة عُمان مجموعة من العيون الساخنة التي تتمتع بقدرات علاجية كعين الحمام الحارة، وعين الكسفة في ولاية الرستاق وعين الثوّارة في ولاية نخل.
في باقي دول الخليج، تعد رحلات التخييم في قلب الصحراء، وزيارة الينابيع الساخنة، من أهم المرافق السياحية التي يقصدها السكان وحتى السياح، من أجل التداوي من الأمراض.
في قطر، سعت السلطات المعنية إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في السياحة العلاجية، وبات الكثير من الجزر المنتشرة قبالة الساحل في الدوحة، مقصداً للسياح، خاصة وأن هناك العديد من المراكز العلاجية، المبنية من الطين والأحجار القديمة، والتي تعد منتجعات طبيعية للاسترخاء.
تركيا الخلابة
لا يمكن استبعاد تركيا عن خارطة الدول المتميزة بالسياحة العلاجية في الشرق الأوسط. ببساطة، لأن طبيعة تركيا، وجغرافيتها، تميزانها عن باقي الدول المجاورة.
وبحسب تقرير صادر عن وزارة السياحة التركية، يبلغ عدد الينابيع المعدنية الطبيعية في تركيا 1500 نبع، وتتميز جميعها، بقدرتها على مساعدة المرضى، وهي تجذب سنوياً ما لا يقل عن مليوني سائح.
أبرز هذه الينابيع تقع في مدينة "صاندقلي" التابعة لولاية أفيون، وتشتهر بمياهها العلاجية، ويقصدها العديد من السكان، نظراً لما تحتويه من نسب عالية من الأملاح والمعادن.
أما ينابيع أويلات الواقعة في ولاية بورصة، بين أحضان الطبيعة الخلابة، فتتميز بكونها تحتوي على مياه حارة وباردة في آن واحد، وبحسب السكان، فإن المرضى الميؤوس من حالتهم الصحية يأتون إلى هذه الينابيع، نظراً لقدرتها الفائقة على علاجهم.
وفي تركيا أيضاً، هناك المئات من الجزر المغطاة بالأملاح المعدنية، والتي تعد محطة رئيسية للسياح من كافة أنحاد العالم.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
