العراق يعلن حصاد أكثر من 6 ملايين طن من القمح: امتلأت المخازن ووصلنا إلى الاكتفاء الذاتي
استمع إلى الملخص
- **عوامل النجاح في زيادة الإنتاج:** موسم الأمطار الجيد، توفير الحكومة لاحتياجات الفلاحين، الأراضي البكر، وطرق الري الحديثة ساهمت في زيادة الإنتاج، حيث وصل إنتاج الدونم الواحد إلى طنين من القمح.
- **تأثير الاكتفاء الذاتي على الاقتصاد:** العراق حقق الاكتفاء الذاتي من القمح لعام 2024، مما يعزز الأمن الغذائي ويقلل الاعتماد على الاستيراد. الحكومة تدعم الفلاحين بتقنيات الري الحديث واتفاقية إدارة المياه مع تركيا.
أعلن مسؤول عراقي، اليوم الثلاثاء، عن تحقيق البلاد نسبة محصول غير مسبوقة من القمح في العراق بأكثر من 6 ملايين و300 ألف طن، وهو ما يجعل بلاد الرافدين مكتفية من المحصول الذي يعتبر غذاء العراقيين الرئيسي.
وخلال السنوات الخمس الماضية، كان العراق يستورد نحو 40% من القمح لسد حاجة السوق من المحصول. واليوم الثلاثاء، قال المدير العام لتجارة الحبوب في وزارة التجارة العراقية حيدر الكرعاوي، إن بلاده حققت ستة ملايين و300 ألف طن من محصول القمح وحده، وتم تسلمها من الفلاحين وفقاً للبرنامج الحكومي، مشيراً إلى "عدم توقعهم وصول الكميات إلى هذا الحد".
وأضاف الكرعاوي، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية عراقية، إن المحافظات الثلاث في إقليم كردستان وصلت إلى 600 ألف طن، ونحن ننتظر وصولها إلى 700 ألف طن، خلال الأيام الخمسة القادمة". وأضاف: "محافظة نينوى شمال العراق كانت في المركز الأول من ناحية الإنتاج، تليها صلاح الدين، ثم كركوك، ومحافظة واسط رابعاً، وفي المرتبة الخامسة الأنبار غرب العراق، أما البصرة الواقعة أقصى جنوبي البلاد، فقد كانت الأقل هذا الموسم، وفقاً للمسؤول العراقي.
وأكد أن نينوى وكربلاء والمثنى حازت أول مراتب الإنتاج من ناحية نوعية وجودة القمح. وعزا الارتفاع الكبير في إنتاج القمح لهذا العام، إلى الأراضي البكر التي تزرع لأول مرة والاعتماد على طرق الري الحديثة التي وصل إنتاج الدونم الواحد منها إلى طنين من القمح، مؤكداً أن المتوقع كان خمسة ملايين ونصف الطن.
ويعتمد العراق بالدرجة الأولى على القمح في إنتاج الطحين ضمن مفردات السلّة الغذائية، إذ يُعد العراق من الدول التي تضع الخبز ضمن المواد الأساسية للغذاء على موائد العراقيين. وتحتاج السوق المحلية سنوياً نحو خمسة ملايين طن لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح، وفقاً لأرقام سابقة صادرة عن وزارة التجارة.
وحول ذلك، قال عضو الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية العراقية، أحمد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، إن موسم الأمطار الجيد مقارنة بالمواسم السابقة، إلى جانب نجاح إجراءات الحكومة في توفير احتياجات الفلاحين، من مرشّات مياه حديثة، وبذور ممتازة، وتقديم قروض مالية لهم، حقق هذه الطفرة الكبيرة".
وأضاف عبد الله، أن المنجز يعني أن العراق سيتوقف عن استيراد القمح هذا العام، وقد يدفع ذلك الدولة، إلى تحقيق مزيد من الطفرات في السنوات المقبلة من ناحية الإنتاج وإعادة استنهاض الإنتاج في مناطق أخرى من العراق". وأكد أن "مخازن القمح والحبوب ممتلئة لأول مرة في العراق منذ سنوات عديدة".
والشهر الماضي، قالت وزارة التجارة العراقية إن البلاد حققت الاكتفاء الذاتي من محصول القمح لعام 2024، من خلال الكميات التي سلمها الفلاحون والمزارعون حتى الآن، وذلك في أول إعلان من نوعه يشهده العراق منذ سنوات، إذ تستفيد البلاد من وفرة الأمطار هذا العام.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة، محمد حنون، إنَّ "الموسم التسويقي لمحصول القمح 2024 يحقق أهدافه من خلال كميات القمح المسوقة من الفلاحين والمزارعين التي ستسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على المنتج الوطني، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي العراقي".
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن قرار يقضي بمنح الفلاحين الذين يستخدمون تقنية الري الحديث أسعاراً أعلى لمنتجاتهم من الفلاحين الذين يعتمدون الري التقليدي، معلناً في بيان أصدره مكتبه استيراد 12 ألف منظومة ري للمرة الأولى في العراق"، ومؤكداً أن "اتفاقية إدارة المياه مع تركيا ستحقق نقلة نوعية لقطاع الزراعة في العراق".