تدهور تاريخي لليرة اللبنانية يلجمه "المركزي" بفتح بيع الدولار بـ90 ألفاً.. واحتجاجات تعمّ المناطق

21 مارس 2023
احتجاجات غاضبة مزمنة أمام مقر المصرف المركزي شجباً للتدهور المعيشي (الأناضول)
+ الخط -

في محاولة للجم الانهيار المتسارع لسعر صرف الليرة، باشرت منصة "صيرفة" التابعة لمصرف لبنان المركزي، في بيع مبالغ لم يتم تحديدها من الدولار الأميركي اعتباراً من اليوم الثلاثاء، حسبما أعلن حاكم المصرف رياض سلامة الخاضع لتحقيقات محلية وأوروبية بتهم اختلاس وتبييض أموال وتهرب ضريبي وإثراء غير مشروع.

سلامة حدّد، وفق قرار للمصرف، سعر الصرف الجديد عند 90 ألف ليرة للدولار، بعدما هوت الليرة في السوق الموازية التي تهيمن عليها التطبيقات الهاتفية مجهولة الإدارة والتشغيل، من نحو 121 ألفاً للدولار صباح الثلاثاء، إلى أكثر من 140 ألفاً بحلول الظهر، ليتراجع الدولار قليلاً فور إعلان قرار "المركزي".

وقرابة الرابعة إلا ربعاً عصراً بالتوقيت المحلي لمدينة بيروت، كان دولار السوق السوداء قد هوى بشدة إلى هامش بين 107 آلاف ليرة للشراء و110 آلاف و286 ليرة للمبيع، بحسب تطبيق "ليرة أغريغايتور" الذي يحتسب متوسط الأسعار المتداولة على أشهر التطبيقات الهاتفية في السوق اللبناني.

وكان الارتفاع التاريخي غير المفهوم لسعر الصرف قد أشعل الشارع اليوم، حيث قطع متظاهرون عدة طرق في مناطق مختلفة احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والغلاء الفاحش وارتفاع أسعار المحروقات.

"غرفة التحكم المروري" التابعة لقوى الأمن الداخلي أفادت في تغريدة على "تويتر"، بـ"قطع محتجين طريق كورنيش المزرعة قرب جامع عبد الناصر (غرب العاصمة بيروت) بالاتجاهين"، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع سعر صرف الدولار، قبل أن تغرّد لاحقاً إيذاناً بإعادة فتح الطرقات.

وأوضحت أنّ محتجين قطعوا بعض الشوارع شمالاً في مدينة طرابلس، بالإضافة إلى قطع السير عند منطقة مستديرة العبدة في محافظة عكار لبعض من الوقت للسبب نفسه.

وفي الجنوب، "قطع محتجون الطريق عند ثكنة بنوا بركات في مدينة صور بالإطارات تنديداً بالأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع سعر صرف الدولار"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام (حكومية).

وتكرر المشهد نفسه في محافظة البقاع (شرق)، حيث قطع محتجون طريق عام سعد نايل بالاتجاهين، وطريق بعلبك الدولية بالاتجاهين، بحسب ما ذكر شهود عيان لوكالة الأناضول.

وانسحبت الأزمة على قطاعات حيوية، حيث دعا مجلس نقابة صيادلة لبنان، في بيان، الصيدليات إلى "الإقفال ابتداءً من لحظة صدور البيان بسبب الانهيار الحاصل من دون أي مبالاة لدى المسؤولين، وبعد توقّف الشركات والمستودعات عن تسليم الأدوية للصيدلية بشكل شبه كلّي منذ أكثر من أسبوعين، وبعد إفراغ الصيدليات من الأدوية".

وكان تدهور الليرة قد أوصل سعر صفيحة البنزين (30 لتراً) إلى مليونين و390 ألف ليرة (نحو 18 دولاراً حسب دولار السوق الموازية صباحاً).

كان مصرف لبنان قد حدّد سعر الصرف الرسمي عند 15 ألف ليرة للدولار في أول فبراير/ شباط، وهو ما يقل 90% عن سعر الصرف الذي استمر لفترة طويلة عند 1507.5 ليرة.

ويعد توحيد أسعار الصرف المتعددة خطوة من بين خطوات عديدة وضعها صندوق النقد الدولي للبنان حتى يحصل على حزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار للمساعدة على وضع حد لانهياره المالي المستمر.

المساهمون