تداعيات عدوان غزة.. انخفاض حاد لأسعار تذاكر الطيران يفرح المسافرين المنهكين من التضخم

15 نوفمبر 2023
تأثر السفر جواً بتداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة واحتمال توسّع رقعة الصراع (Getty)
+ الخط -

بدأت شركات الطيران في تقديم أسعار منافسة، بما في ذلك الوجهات الخارجية الشهيرة مثل باريس، في إشارة إلى أنها تكافح من أجل ملء الطائرات، على وقع المخاوف المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط واستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

ووفقاً لتقرير نشرته "نيويورك تايمز"، انخفضت أسعار تذاكر الطيران إلى العديد من الوجهات الشهيرة أخيراً إلى أدنى مستوياتها منذ أشهر، حتى أصبح السفر لقضاء العطلات أرخص بكثير مما كان عليه في العام الماضي، مما يوفر بعض الراحة المرحب بها في أوساط المستهلكين الذين شعروا بالإحباط منذ أشهر بسبب ارتفاع أسعار جميع أنواع السلع والخدمات.

وتشير وفرة الصفقات إلى أن التعافي السريع من الجائحة في قطاع الطيران قد يتباطأ أخيرا مع زيادة المعروض من التذاكر، وفي بعض المسارات، يتجاوز الطلب، الذي يبدو قوياً نسبياً.

وفي أوائل هذا الشهر، انخفض متوسط سعر رحلة الطيران الداخلية في فترة عيد الشكر بنحو 9% مقارنة بالعام الماضي.

وكانت الرحلات الجوية في فترة عيد الميلاد أرخص بنسبة 18% تقريباً، وفقاً لتطبيق "هوبر" للحجز وتتبع الأسعار.

وبحث محرك بحث السفر "كاياك" في مجموعة واسعة من التواريخ حول العطلات، ووجد أن أسعار الرحلات الداخلية انخفضت بنحو 18% في عيد الشكر و23% في عيد الميلاد.

المحرر التنفيذي لمدونة السفر "ثريفتي ترافلر" Thrifty Traveler كايل بوتر يقول: "في كثير من الحالات، نشهد بعضاً من أقل الأسعار التي رأيناها حقاً منذ أن بدأ السفر في العودة بعد الانخفاض عام 2020".

ويضيف أن أسعار التذاكر المحلية انخفضت خلال الصيف، وأصبحت صفقات السفر الدولي، وخاصة إلى أوروبا، أكثر شيوعاً في الآونة الأخيرة.

وتخفض شركات الطيران أسعارها عندما تحاول حث المزيد من الأشخاص على حجز التذاكر بسبب تباطؤ الطلب أو عندما تواجه منافسة أشد. وليس هناك شك في أن المنافسة قد اشتدت على بعض الطرق، لكن خبراء السفر يقولون إنه ليس من الواضح ما إذا كان الطلب يتضاءل.

ومن المتوقع أن يسجل عيد الشكر هذا العام رقماً قياسياً للسفر الجوي في سوق الولايات المتحدة وحدها، مع توقع ما يقرب من 30 مليون مسافر، وفقاً لمجموعة الخطوط الجوية الأميركية. وسيكون ذلك أعلى بنحو 9% عن العام الماضي و6% عما كان عليه في العام 2019.

لكن بعض شركات الطيران تقول إن الطلب يتباطأ خارج العطلات وفترات السفر القصوى الأخرى. وإضافة إلى ذلك، امتلأت بعض المطارات بالرحلات الجوية لدرجة أن شركات الطيران اضطرت إلى خفض الأسعار لملء الطائرات.

ولم يكن ذلك يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لمعظم فترات التعافي من وباء كورونا. فقد أدى الطقس وغيره من الاضطرابات إلى الحد من إمدادات الرحلات الجوية العام الماضي وفي العام 2021، كما فعل النقص في الطيارين المدربين وقطع الغيار والطائرات، من بين عوامل أخرى. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار التذاكر، وأبقى الطائرات ممتلئة وساعد شركات الطيران على تحقيق أرباح قوية.

في السياق، يقول كبير المحللين في شركة "أو إيه جي" OAG جون غرانت يقول: "لم تحقق صناعة الطيران أبدا أنواع هوامش الربح والعائد على رأس المال التي حققتها خلال العامين ونصف العام الماضية. نحن نعود إلى صناعة أكثر طبيعية".

وبالنسبة لأكبر شركات الطيران الأميركية، استمرت الأوقات الجيدة، مدفوعة بشكل خاص بالطلب المتزايد على السفر الدولي. لكن شركات النقل الأصغر حجماً ومنخفضة الأجرة بدأت تعاني. وأفاد العديد منهم عن نتائج مالية مخيبة للآمال للأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر/أيلول.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وقال المسؤولون التنفيذيون في شركات الطيران هذه إن الطلب يضعف، والأسعار تنخفض، والتكاليف لا تزال مرتفعة. ويضيفون أن سوء الأحوال الجوية ونقص مراقبي الحركة الجوية جعلا الطيران أكثر صعوبة.

على سبيل المثال، خسرت شركة "جيت بلو إيروايز" JetBlue Airways ما قيمته 153 مليون دولار في الربع الثالث، مقارنة بأرباح قدرها 57 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي. 

وذكرت الشركة أخيراً أنها ستنقل الرحلات الجوية بعيداً من الأسواق المزدحمة، مثل نيويورك، إلى تلك التي تتوقع أداء أقوى فيها، مثل منطقة البحر الكاريبي.

وقد أبلغت شركتا الطيران منخفضة التكلفة "سبيريت إيرلاينز" Spirit Airlines و"فرونتير إيرلاينز" Frontier Airlines المستثمرين أخيراً أنهما تتطلعان إلى خفض التكاليف بعشرات الملايين من الدولارات.

وكانت المنافسة شرسة في بعض الأسواق المهمة، مما أدى إلى انخفاض الأسعار والأرباح.

وعندما يتعلق الأمر بالمسارات الدولية، فإن المحللين غير متأكدين من سبب انخفاض الأسعار وما إذا كانت ستظل منخفضة. فقد تعني أنواع الصفقات التي حصل عليها بعض الركاب خلال رحلات إلى باريس أن شركات الطيران الكبرى ستجد نفسها قريباً تواجه ضغطاً مالياً أو مجرد أن الصناعة تعود إلى وضعها الطبيعي قبل الوباء.

لكن الطلب على السفر الدولي قد يواجه تحديات، ويرجع ذلك جزئياً إلى الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

ويحذر محللون من أن العديد من المستهلكين قد يكونون أقل رغبة أو قدرة على الإنفاق على السفر مما كانوا عليه في العامين الماضيين، عندما كانت لديهم مدخرات بسبب الوباء يمكنهم الاستفادة منها. وحتى لو ظل الطلب قوياً، فإن شركات الطيران تخاطر بتقديم عدد كبير جداً من المقاعد على المسارات الخارجية الشهيرة.

المساهمون