بعد تهديد لوكاشينكو بوقف خط يامال: ما خيارات موسكو لضخ الغاز إلى أوروبا؟

18 نوفمبر 2021
الغاز الروسي يحاصر أوروبا/ Getty
+ الخط -

يهدد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الأوروبيين بوقف عبور الغاز الروسي عبر بلاده إلى بولندا ومنها إلى ألمانيا بواسطة خط الأنابيب يامال، وهو الذي يؤمن الإمدادات لدول الاتحاد الأوروبي. 

يأتي ذلك في خضم الصراع حول المهاجرين على الحدود وبين دول الاتحاد، والذي يتزامن مع ارتفاع أسعار الغاز لمستويات قياسية مع حلول فصل الشتاء. فما مدى أهمية خط يامال للأوروبيين، وهل هناك من بدائل؟

وفق تقارير صحافية، بينها فوكوس أونلاين، فإن شركة غاز بروم، المملوكة للدولة الروسية والمالك الوحيد للبنية التحتية للنقل والتي تشغل خط الغاز يامال، لديها ثلاثة ممرات نقل أخرى إلى غرب أوروبا، إلا أنه من الناحية التقنية البحتة من الممكن للرئيس البيلاورسي وقف ضخ الغاز، لكن من وجهة النظر القانونية سيكون ذلك انتهاكا صارخا للقانون المعمول به، والذي لن تقف موسكو موقف المتفرج تجاهه.

وعليه، فإنه وفي حال إقدام لوكاشينكو على هذه الخطوة لمعاقبة العملاء في الاتحاد الأوروبي كردة فعل على تأزم الوضع بخصوص المهاجرين مع بلده، فإن لدى غاز بروم خيارات بديلة كافية لأن عمليات التسليم للعملاء في غرب ووسط وشرق أوروبا تمر عبر ثلاثة ممرات نقل، منها خط أنابيب يامال، الذي تم بناؤه عام 1999، بسعة سنوية تبلغ 33 مليار متر مكعب من الغاز، وهو الأصغر نسبيا.

وهناك خط نورد ستريم 1، والذي احتفل أخيرا بمرور 10 سنوات على بدء تشغيله، وهو خط مباشر بين روسيا وألمانيا بدون دول عبور عبر بحر البلطيق. وهناك خط نقل عبر أوكرانيا وعقد تشغيله ما زال ساريا حتى العام 2024، ويسمح بضخ 40 مليار متر مكعب ويمكن زيادة الكميات في أي وقت إذا لزم الأمر، لأنه قادر على نقل 140 مليار متر مكعب من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي. 

علاوة على ذلك، تقوم غاز بروم بتزويد جنوب شرق أوروبا عبر خط البلقان، والذي قد يؤمن ما يصل الى 15.75 مليار متر مكعب من الغاز إلى بلغاريا وصربيا وهنغاريا، وحيث يعتبر هذا الخط استمرارا لخط "تركيش ستريم"، الذي يمر عبر البحر الأسود بين روسيا وتركيا.

ويبقى أخيرا المشروع المثير للجدل نورد ستريم 2، والذي تم انتهاء العمل به في سبتمبر/ أيلول، وكان الأمل بتشغيله قريبا، إلا أن ألمانيا أعلنت، الثلاثاء، تعليق آلية ترخيصه ريثما يتم ترتيب الإطار القانوني لشركة غاز بروم، والتي تفرضها القوانين الأوروبية، بينها الفصل بين القيّم على عمليات التشغيل والتسليم، والخط يسمح بضخ 55 مليار متر مكعب، وبالتالي لا يمكن التعويل على تشغيله خلال فترة قصيرة.

ورغم وجود البدائل العملية لنقل مشتقات الطاقة الروسية إلى أوروبا، يبقى السؤال: هل ستقبل القيادة الروسية بالإهانة من قبل لوكاشينكو وتعريض مصالحها الاقتصادية والمالية للخطر؟

في المقابل، برزت تعليقات تفيد بأن إيقاف الخط البيلاروسي ربما يخدم موسكو وستكون لديها حجة قوية للضغط على الأوروبيين وحثهم على استصدار التراخيص والشهادات لتشغيل نورد ستريم 2 في أسرع وقت ممكن.

وقبل تهديد لوكاشينكو وشهره سلاح وقف ضخ الغاز عبر بلاده، وصل إلى المانيا عبر خط يامال ما يقرب من ثلث كمية الغاز الروسي فقط، وهو مؤشر إلى أن الشركة الروسية لا تعول على خط أنابيب يامال وقد أصبح قديم العهد.

وكان بوتين قد قال أخيرا إنه ليس على علم بخطوة لوكاشينكو وشهره سلاح التضييق على خط الغاز، ويأمل بألا يتم انتهاك اتفاقية العبور الثنائية.

المساهمون