استمع إلى الملخص
- **تأثير الفيضانات على الزراعة والمجتمعات المحلية:** الفيضانات جرفت الأراضي الزراعية ودمرت الطرق والمنازل، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية والمحاصيل، وتهديدات بيئية متزايدة تعوق نمو النباتات وتغير تضاريس الأرض.
- **نداءات استغاثة وتحذيرات منظمات دولية:** نشطاء يمنيون ومنظمة الفاو أطلقوا نداءات استغاثة وحذروا من أخطار الفيضانات والانهيارات الأرضية المتوقعة، مما سيؤثر سلبًا على المجتمعات الحضرية والزراعية، داعين إلى وضع استراتيجية واضحة للتعامل مع الوضع.
يخوض اليمن الذي مزقه الصراع، حربا ضد التغيرات المناخية، إذ تتعرض سهول تهامة، في محافظة الحديدة على البحر الأحمر (غرب البلاد)، منذ يومين، لمستوى غير مسبوق من الفيضانات، خلّفت أضرارا مادية وخسائر اقتصادية في الأراضي الزراعية والبنية التحتية وشبكة الطرق وممتلكات المواطنين.
وقال سكان محليون لـ"العربي الجديد"، إن فيضانات مياه الأمطار التي هطلت من مساء الثلاثاء حتى فجر الأربعاء، استمرت ثماني ساعات وتسببت في إحداث خسائر مادية بعدما غمرت المياه عشرات المنازل، ما تسبب في دمار جزئي وكلي وتلف ممتلكات المواطنين الذين اضطروا إلى النزوح نحو مناطق بعيدة عن مجرى السيول.
سلة غذاء اليمن
تشتهر محافظة الحديدة بأنها سلة غذاء اليمن، وتستحوذ على معظم إنتاج البلاد من الخضروات والفواكه والحبوب، وقال سكان إن فيضانات سيول الأمطار تسببت في جرف الأراضي الزراعية وعشرات المنازل وتدمير الطرق، مؤكدين تكبدهم خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية.
وتقع مديريتا حيس والخوخة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ووجهت الوحدة التنفيذية، في مديريتي حيس والخوخة بمحافظة الحديدة نداء عاجل لإغاثة المتضررين من السيول. وأوضح مدير الوحدة التنفيذية الحكومية جمال مشاري في بيان، إن "السيول والفيضانات تسببت في أضرار جسيمة للمخيمات وإيواء النازحين وممتلكاتهم، وأضرار في البنية التحتية والمزارع، ونفوق الماشية".
وقال مشاري إن "السيول جرفت المنازل والأعشاش والمزارع في القرى القريبة من مجاري السيول، وهناك أنباء عن وفيات ومفقودين، لكن لا يمكن إنقاذ أحد بسبب استمرار هطول الأمطار".
وتتقاسم الحكومة الشرعية مع جماعة الحوثيين المناطق المتضررة، وفي مناطق سيطرة الحوثيين، خلفت السيول الجارفة خسائر مادية فادحة في ممتلكات ومزارع المواطنين في مديريات "المراوعة"، و"السخنة" و"المنصورية" و"زبيد" و"بيت الفقيه"، جراء هطول كميات كبيرة من الأمطار طوال قرابة 10 ساعات، وفقا للسكان.
أضرار كبيرة من الفيضانات
وقالت وكالة سبأ للأنباء في النسخة التي يديرها الحوثيون، إن الأمطار الغزيرة تسببت في تدفق السيول التي أدت إلى أضرار كبيرة في الممتلكات والأراضي الزراعية وقطع الطرقات، خاصة محافظة الحديدة.
وفي الشمال الغربي للبلاد من محافظتي حجة والحديدة على الحدود مع السعودية، ضربت سيول الأمطار أربع مديريات خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية التي أعلنت عن 4 مديريات منكوبة جراء الأمطار والسيول غير المسبوقة.
أطلق نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، نداءات استغاثة عاجلة، للسلطات الحكومية وجماعة الحوثي، لإنقاذ وإغاثة السكان المحاصرين والمشردين في العراء، إثر انهيار وتضرر منازلهم في قرى وبلدات محافظتي الحديدة وحجة.
وتواجه المجتمعات الزراعية في اليمن موجة حقيقية من التهديدات البيئية المتزايدة الناجمة عن التغيرات المناخية، وسط الصراع الذي طال أمده في البلاد، وفقا لمركز صنعاء للدراسات.
وقال المركز، في تقرير اطلعت عليه "العربي الجديد": "تتسبب الفيضانات والسيول المفاجئة في تدمير المزارع والمحاصيل وأنظمة الري، وتهدد الأمطار التي تأتي على نهاية الموسم بإغراق المحاصيل، كما أن انغمار الحقول الزراعية بالمياه يُعيق نمو جذور النباتات".
ويكافح المزارعون في اليمن للحفاظ على سُبل عيشهم، في وقت يعتمد أكثر من نصف سكان البلاد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل. من ناحية أخرى، تغيّر الفيضانات تضاريس الأرض وتمحو معالم وحدود الملكيات للأراضي وقنوات الري، مما يخلق توترات في أوساط المجتمعات.
كارثة مناخية
واعتبر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، أن الأضرار والخسائر الاقتصادية الناتجة عن فيضانات سيول الأمطار تعكس حجم تأثر اليمن بالتغير المناخي.
وقال نصر لـ"العربي الجديد": "ما حدث جراء السيول من تدمير وخسائر في سهول تهامة وقرى وأرياف محافظتي تعز وحجة، يعد كارثة ويدل على أن اليمن مقبل على تداعيات خطيرة للتغيرات المناخية، وبالتالي لابد من استراتيجية واضحة للتعامل مع هذا الوضع".
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من أخطار عالية للفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية في اليمن، نتيجة هطول أمطار غزيرة على مناطق متعددة خلال الأيام المقبلة.
وأفادت المنظمة، في "نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية"، الصادرة الثلاثاء، أنه من المتوقع أن يشهد اليمن خلال الأيام القليلة المقبلة هطول أمطار غزيرة تصل إلى 300 ملم في المرتفعات الوسطى والجنوبية، مع أعلى كثافة يومية للأمطار تصل إلى أكثر من 120 ملم في 7 أغسطس.
وأكدت المنظمة أن استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الأسابيع المقبلة سيزيد من احتمالية حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية بشكل كبير. وأوضحت أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها ستؤثر سلباً على المجتمعات الحضرية والزراعية، وتوقعت أن تؤدي إلى إتلاف المحاصيل، والتسبب في تآكل التربة، وتعطيل سبل العيش الريفية في المناطق المنخفضة الواقعة على طول ساحل البحر الأحمر.