- تستهدف المملكة جذب 150 مليون زائر بحلول 2030، مع زيادة الحركة الجوية بـ26% في 2023 وإنفاق قياسي للزوار الدوليين بلغ 135 مليار ريال، وتخطط لإطلاق شركة طيران جديدة لربطها بأفريقيا.
- تنظيم مؤتمر مستقبل الطيران 2024 لتعزيز الربط العالمي، بمشاركة خبراء من 100 دولة وتسليط الضوء على فرص استثمارية بقيمة 100 مليار دولار في القطاع، مع تركيز خاص على المطارات بفرص بـ50 مليار دولار.
تُعَدّ إيرادات قطاع الطيران المدني في السعودية عاملاً مهماً لدعم قطاع السياحة الذي تعوّل عليه في رؤيتها 2030 لتنويع اقتصاد المملكة القائم على الإيرادات النفطية، واستقطبت المملكة في عام 2023، نحو 27 مليون سائح من الخارج، فيما بلغ عدد سياح الداخل 77 مليوناً، بحسب بيانات رسمية.
وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني في تقرير لها السبت، إسهام قطاع الطيران المدني بمبلغ 53 مليار دولار في اقتصاد المملكة، منها 20.8 مليار دولار من خلال أنشطة الطيران، و 32.2 مليار دولار في قطاع السياحة، وتوفير 241 ألف فرصة عمل في قطاع الطيران المدني، وقرابة 717 ألف فرصة عمل أخرى في قطاع السياحة.
وأعادت المملكة تحديد هدفها السياحي لعام 2030، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لترتقي به من 100 مليون زائر إلى 150 مليون زائر بحلول عام 2030. وذلك بعد أن سجلت الحركة الجوية في المملكة خلال عام 2023، قرابة 112 مليون مسافر عبر مختلف المطارات في المملكة، بزيادة بلغت 26% عن عام 2022.
وسجل إنفاق الزوار القادمين إلى السعودية من الخارج رقماً قياسياً خلال عام 2023، وذلك بحسب بيان البنك المركزي السعودي الخاص ببند السفر في ميزان المدفوعات، بإنفاق يصل إلى 135 مليار ريال (نحو 36 مليار دولار). وهذا الرقم هو الأعلى في تاريخ السعودية، ويمثل نسبة نمو قدرها 42.8% مقارنة بعام 2022.
وأعلنت السعودية أخيراً حصول مشروع تأسيس شركة طيران تختص بربط المملكة بأفريقيا على الموافقات اللازمة، الذي يستهدف نقل 385 مليون مسافر بين السعودية وأفريقيا، حتى 2030.
ومن المنتظر في الفترة المقبلة إعلان التفاصيل التي تتعلق بموعد إطلاق الشركة وتشغيلها، وذلك بعد أكثر من عام من إعلان السعودية، في مارس/ آذار 2023، تأسيس صندوق الاستثمارات العامة لشركة "طيران الرياض"، بهدف المساهمة في تطوير قطاع النقل الجوي وتعزيز الموقع الاستراتيجي للسعودية، الذي يربط بين 3 قارات رئيسية هي: آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" قد نقلت عن مصادر، وصفتها بالمطلعة، أن صندوق الاستثمارات يجري تحركات للاستحواذ على شركة الخطوط الجوية السعودية، حيث يتطلع إلى ضخّ مليارات الدولارات لتحويل المملكة إلى نقطة جذب سياحية.
53 مليار دولار مساهمة قطاع #الطيران_المدني في اقتصاد المملكة.
— هيئة الطيران المدني (@ksagaca) May 18, 2024
كونوا معنا في #مؤتمر_مستقبل_الطيران للتعرف على «تقرير حالة قطاع الطيران بالمملكة» 🌍💫.
🔗| https://t.co/RWqDwoKhFy pic.twitter.com/0ku2pH1vqP
مؤتمر الطيران المدني في السعودية
وتستضيف المملكة مؤتمر مستقبل الطيران 2024، خلال الفترة من 20 إلى 22 مايو/أيار، الحالي بشعار "تعزيز مستوى الربط العالمي"، بمشاركة خمسة آلاف من خبراء وقادة الطيران من 100 دولة، بمن فيهم المديرون التنفيذيون لشركات طيران عالمية، وكبار المصنعين العالميين، والمديرون التنفيذيون للشركات المشغلة للمطارات وقادة الصناعة والمنظمون وفقاً لهيئة الطيران المدني في السعودية المنظمة للمؤتمر.
وتهدف حكومة السعودية إلى زيادة مساهمة قطاع الطيران العام في الناتج المحلي الإجمالي إلى عشرة أضعاف، ليصل إلى ملياري دولار بحلول عام 2030. وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتحويل المملكة إلى مركز لوجستي رائد في الشرق الأوسط.
ووفقاً لتقرير هيئة الطيران المدني في السعودية، سيسلط المؤتمر الضوء على المشاريع والحوافز التي توفرھا المملكة لجذب الاستثمار بقطاع الطيران السعودي، الذي يشھد ازدھارًا وتطورًا لافتًا خلال السنوات القليلة الماضية، عبر المطارات وشركات الطيران والخدمات الأرضية والشحن الجوي والخدمات اللوجستية.
وتبلغ قيمة الفرص الاستثمارية التي توفرھا مطارات المملكة أكثر من 50 مليار دولار، من أصل 100 مليار دولار، قيمة الاستثمارات في قطاع الطيران، فيما تبلغ قيمة أوامر شراء الطائرات الجديدة قرابة 40 مليار دولار، بينما تتوزع الـ 10 مليارات دولار الباقية على مشاريع أخرى، من بينھا 5 مليارات دولار قيمة الاستثمارات التي توفرھا المناطق اللوجستية الخاصة الواقعة بالمطارات الرئيسية الثلاثة في الرياض وجدة والدمام، وفقاً للتقرير.
اهتمام سعودي متزايد بصناعة الطيران
ويشير الخبير الاقتصادي، وضاح طه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن السعودية اهتمت، في الآونة الأخيرة، بصناعة الطيران، في ظل امتلاكها لمساحة مترامية الأطراف وعدم تغطية الخطوط الجوية السعودية لكل الوجهات المقصودة من جانب المقيمين في المملكة، تزامناً مع دخول شركات طيران خليجية، لسوق المملكة بقوة، مثل شركة العربية، فضلاً عن إنشاء شركة "طيران الرياض" ناقلاً جوياً جديداً.
وأضاف طه أن استضافة السعودية للحرمين الشريفين، التي يقصدها المسلمون سواء للحج أو العمرة، تقتضي مثل هذا التوسع في صناعة الطيران المدني، أما استهداف القارة الأفريقية، فيعود إلى انخفاض عدد خطوط الطيران أو الخدمات المقدمة إليها أو قلة تكرارية الرحلات خصوصاً بالنسبة إلى زيارات العمرة.
ويلفت طه، في هذا الصدد، إلى أن رؤية السعودية 2030 تستهدف زيادة نسبة مساهمة السياحة في اقتصاد المملكة، بما يشمل صناعة الطيران المدني ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. ويؤكد طه أن ارتفاع عدد الزوار للسعودية وفتح المجال لأداء العمرة طوال أوقات السنة وتسهيل الدخول إلى المملكة لأغراض السياحة الدينية وغير الدينية، كلها عوامل أدت إلى زيادة عدد الزائرين، ما يستدعي بناء سلسلة متكاملة للتحفيز على القدوم إلى السعودية "من خلال وسائل نقل سعودية".
ويشير طه إلى أن حكومة المملكة تفكر بشكل "تكاملي" بهدف خلق قيمة مضافة للاقتصاد السعودي عبر الاستفادة من الزيادة المطّردة لعدد الزائرين القادمين من الخارج في تعظيم عائد نفقاتهم ليشمل خطوطاً جوية سعودية بأسعار تنافسية.