استمع إلى الملخص
- الصين قد تنتقم من خلال رفع القضية إلى منظمة التجارة العالمية، والتأثير على العملة الصينية وطلبها على سندات الخزانة الأميركية.
- فرض رسوم جمركية بنسبة 60% قد يدمر التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يستدعي الحوار بين البلدين لتجنب التصعيد.
توقع بنك غولدمان ساكس الأميركي أن يشهد اليوان الصيني مزيداً من التراجع، مع استعداد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية على صادرات الصين، ما قد ينجم عنه حرب تجارية، فيما أكد مسؤول صيني أن بلاده ستنتقم إذا أقدم ترامب على تهديداته بشأن فرض رسوم جمركية كبيرة.
وذكر البنك في مذكرة للعملاء: "يرجح أن تكون الصين الهدف الرئيسي لجولة ثانية من حروب ترامب التجارية". وأشار إلى أن الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية سترتفع بمعدل فعّال يبلغ 20% في خطوة يُتوقع حدوثها في وقت مبكر من بدء عمل الإدارة الأميركية الجديدة. وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على السلع الصينية.
منذ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، هبط اليوان 1.7% مقابل الدولار الأميركي، ويتوقع أن يصل إلى مستوى 7.40 خلال ثلاثة أشهر، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 7.23. وتوقع محللون أن يُتداول قرب مستوى 7.50 خلال الستة أشهر والاثني عشر شهراً المقبلة.
يهدد التحول المحتمل نحو السياسات الحمائية في الولايات المتحدة بتعطيل التجارة العالمية، وإبقاء أصول الأسواق الناشئة تحت الضغط. وخلال الحملة الانتخابية، وصف ترامب الرسوم الجمركية بأنها "أجمل كلمة في القاموس".
في المقابل، قال تشو مين، المسؤول السابق البارز في البنك المركزي الصيني، في مقابلة مع قناة بلومبيرغ نشرتها الوكالة الأميركية، أمس السبت: "إذا فرض ترامب وإدارته تعريفة بنسبة 60% على الصين، أعتقد أن الصين ستنتقم وسترفع القضية إلى منظمة التجارة العالمية. هناك العديد من الأمور التي يمكنها القيام بها".
ولم يحدد تشو الإجراءات الانتقامية المحتملة، لكنه أشار إلى أن التعريفات ستؤثر في العملة الصينية، التي تعتمد قيمتها على قوى السوق مثل التجارة وتدفقات رأس المال. وأضاف أن التعريفات ستؤثر في طلب الصين على سندات الخزانة الأميركية. والصين ثاني أكبر دائن أجنبي للحكومة الأميركية بعد اليابان، حيث تحتفظ بحوالى 775 مليار دولار من السندات.
كان ترامب قد فرض خلال فترته الرئاسية الأولى (2017 ـ 2021) تعريفات جمركية تصل إلى 25% على أكثر من 300 مليار دولار من الواردات الصينية، ما أدى إلى ردود فعل انتقامية من بكين. وأبقى الرئيس الحالي جو بايدن، إلى حد كبير، على هذه التعريفات. ومن شأن فرض رسوم جمركية بنسبة 60%، أن يؤدي إلى تدمير التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، وفق "بلومبيرغ إيكونوميكس".
وإذا تصاعدت الحرب التجارية، فستكون الأمور صعبة على كلا البلدين، وفقاً لما قاله تشو، الذي شغل أيضاً منصب نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي. وأضاف: "سيكون من الأفضل لو تمكن الطرفان من الجلوس والتحدث والتوصل إلى اتفاق، لأن كلا الجانبين يكمل بعضهما بعضاً اقتصادياً".
وأشار تشو إلى أن الصادرات الصينية عالمياً ازدهرت في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت إلى ما يقرب من 4 تريليونات دولار مقارنة بـ 2.5 تريليون دولار في عام 2019. ومع ذلك، قال إن بكين أجرت تحولاً استراتيجياً لتقليل اعتمادها على التجارة وزيادة الطلب المحلي، وهي عملية أقرّ بأنها "ستستغرق بعض الوقت".