استمع إلى الملخص
- الصفقة تعكس استراتيجية الصندوق السعودي لتنويع الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، وتوجه فيروفيال نحو توسيع نشاطها في الولايات المتحدة، خاصة في بناء وإدارة الطرق والمطارات.
- انخفاض قيمة مطار هيثرو السوقية عقب الصفقة، مع استمرار فيروفيال في توسيع وتنويع استثماراتها في قطاع النقل والبنية التحتية، مؤكدة على أهمية مطار هيثرو كنقطة اتصال عالمية.
قالت شركة فيروفيال العملاقة العاملة في مجال البنية التحتية إنها توصلت إلى اتفاق جديد مع الصندوق السيادي السعودي "صندوق الاستثمارات العامة" وصندوق أرديان الفرنسي للاستثمار المباشر لبيع الجزء الأكبر من حصة الشركة البالغة 25% في مطار هيثرو مع الاحتفاظ بنحو 5.25%. وبموجب الاتفاق الجديد الذي يشمل أيضاً بائعين آخرين، سيستحوذ صندوق أرديان وصندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي في السعودية، على 22.6% و15% على الترتيب في إف.جي.بي توبكو، وهي الشركة الأم لشركة مطار هيثرو القابضة، مقابل 3.26 مليارات جنيه إسترليني (4.13 مليارات دولار).
ووفقاً لوكالة "بلومبيرغ"، فإن جهاز قطر للاستثمار "الصندوق السيادي" يمتلك حالياً حصة 20% في مطار هيثرو. ومن بين المستثمرين الآخرين صندوق الإيداع والإيداع في كيبيك، وصندوق الثروة السيادية GIC في سنغافورة، وأليندا كابيتال بارتنرز في الولايات المتحدة.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، قالت "فيروفيال" إنها تعتزم بيع حصتها، وسيحصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي على 10% بينما تذهب الـ15% الأخرى إلى مجموعة "أرديان" الفرنسية للاستثمارات الخاصة. لكن الصفقة عطلتها مجموعة من صغار المساهمين في "إف جي بي توبكو" الذين طالبوا بالسماح لهم ببيع أسهمهم بالشروط نفسها.
وقالت "فيروفيال" الجمعة، إن "أرديان وصندوق الاستثمارات العامة قدما عرضاً معدّلاً للاستحواذ على أسهم تمثل 37.62% من رأس مال شركة إف جي بي توبكو" مقابل 3.3 مليارات جنيه استرليني، مشيرة إلى أنها قبلت العرض. وأضافت أن "أرديان" ستستحوذ على نحو 22.6% من الأسهم بينما سيحصل صندوق الاستثمارات العامة على 15%.
ويدير الصندوق السيادي السعودي أصولاً تصل قيمتها إلى نحو 925 مليار دولار، ويمثل الصندوق الأداة المفضلة لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتنفيذ أجندة اقتصادية تهدف إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط. والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأنفق الصندوق حوالى ربع ما مجموعه 124 مليار دولار أنفقتها صناديق الثروة السيادية في أنحاء العالم العام الماضي، وفقاً لتقرير صدر في يناير/ كانون الثاني من مؤسسة "غلوبال إس.دبليو.إف" المعنية بتتبع هذه الصناديق. ويخطط الصندوق لزيادة حجم توظيفه لرأسماله إلى 70 مليار دولار سنوياً بعد عام 2025، مقابل ما يراوح بين 40 و50 مليار دولار حالياً، وفقاً لما قاله محافظ الصندوق ياسر الرميان الأسبوع الماضي، في ميامي بالولايات المتحدة.
تراجع قيمة مطار هيثرو السوقية
وبموجب الاتفاق المبدئي المعلن العام الماضي، كانت فيروفيال ستبيع كامل حصتها مقابل 2.37 مليار جنيه إسترليني، ما جعل قيمة مطار هيثرو حينها تبلغ 9.48 مليارات جنيه إسترليني. لكن قيمة المطار ستنخفض وفقاً للاتفاق الجديد إلى 8.66 مليارات جنيه إسترليني.
ووصف السيادي السعودي مطار هيثرو في بيان العام الماضي، بأنه "واحد من مطارات العالم الأكثر ازدحاماً، إذ يربط المملكة المتحدة بسائر شركائها التجاريين حول العالم لدعم النمو الاقتصادي وتحفيزه عالمياً".
ولم تكشف شركة فيروفيال الإسبانية عن المبلغ الذي ستحصل عليه بموجب الاتفاق الجديد الذي يخضع لموافقة الجهات التنظيمية، كذلك لم تعلن أسماء البائعين الآخرين. وأضافت فيروفيال أنها ستحتفظ إلى جانب شركاء آخرين بنحو 10% في المطار. وفي العام الماضي، أثارت الشركة غضب الحكومة الإسبانية بنقل مقرها الرئيسي إلى هولندا في قرار قالت إنه سيمنحها إمكان الحصول على قروض بفائدة أدنى ويجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين قبل إدراج مزمع في البورصة الأميركية.
ولم يكن مطار هيثرو أحد الأصول الأساسية للشركة الإسبانية، وقد اشترت حصتها في مطار هيثرو في عملية استحواذ عام 2006 وامتلكت في البداية 56% من المؤسسة، قبل أن تخفضها تدريجاً. يرأس الشركة رافائيل ديل بينو، ثالث أغنى رجل في إسبانيا، بثروة تقدر بـ6,1 مليارات دولار، حسب مجلة فوربس الأميركية.
وتعمل فيروفيال في مجال بناء وإدارة الطرق السريعة والمطارات، لكنها تركز حالياً على توسيع حجم نشاطها في الولايات المتحدة، حيث تشيد مبنىً جديداً في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك. وقالت الشركة إنها تتوقع الانتهاء من عملية بيع حصتها في مطار هيثرو بنهاية 2024.
وتمتلك الشركة الإسبانية أيضاً حصة 50% في ثلاثة مطارات أخرى في المملكة المتحدة، أبردين وغلاسكو وساوثامبتون، بالإضافة إلى 60% من مطار دالامان التركي، وحصة 49% في المحطة الرقم واحد الجديدة في مطار جون كينيدي في نيويورك.
(الدولار= 0.7886 جنيه إسترليني)
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)