الشرق الأوسط على موعد مع أيام صعبة بسبب حرب الاغتيالات

01 اغسطس 2024
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، طهران 26مارس2024 (فرانس برس)
+ الخط -

باتت منطقة الشرق الأوسط على موعد مع أيام صعبة وربما شديدة القسوة، ومستقبل غامض مفتوح على كل الاحتمالات، ومخاطر جيوسياسية وتوترات متنامية، وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث تصر دولة الاحتلال على اللعب بالنار وسكب المزيد من الزيت المغلي على نار متوهجة لتزيد المنطقة اشتعالاً، وتجر الجميع إلى حرب واسعة لا تقتصر فقط على قطاع غزة المحتل، بل تمتد إلى الضفة والقدس والجولان المحتلة ولبنان وسورية، وربما إيران واليمن ودول أخرى.

لم تكتف إسرائيل بحربها الإجرامية على أطفال ونساء وأهالي غزة ولفترة تقارب العشرة شهور، وقتل ما يقرب من 40 ألف فلسطيني، وتدمير البنية التحتية للقطاع بالكامل، بل وسعت دائرة الاغتيالات لتصيب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتالته أمس في طهران، وقبلها بساعات استهداف القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، وتهدد بتوجيه ضربة للبنان، لتدخل المنطقة في صراع خطير وحرب مفتوحة وتدهور أمني قد يلحق أضرارا كبيرة بأنشطة الاقتصاد.

إسرائيل بإجرامها وحرب الاغتيالات التي تقوم بها لا تجر المنطقة فقط إلى الفوضى الشديدة، بل العالم كله، فمنطقة الشرق الأوسط تنتج وحدها نحو ثلت الإنتاج العالمي من النفط، وتنتج كميات ضخمة من الغاز الطبيعي.

إسرائيل بإجرامها وحرب الاغتيالات التي تقوم بها تجر العالم إلى الفوضى الشديدة، فالشرق الأوسط ينتج نحو ثلت إنتاج النفط العالمي، وكميات ضخمة من الغاز

وفي حال زيادة المخاطر الجيوسياسية في المنطقة كما جرى في الأيام الأخيرة وعقب اغتيال هنية فإن أسعار النفط ومشتقات الوقود ستزيد اشتعالاً، كما ستتعقد سلاسل التوريد، وهو ما يعيد داء التضخم للأسواق العالمية، ومعها موجات غلاء للسلع الرئيسية بما فيها أسعار الأغذية والطاقة كما حدث عقب حرب أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.

زيادة التوترات في الخليج العربي والبحرين الأحمر والمتوسط وخليج عدن ستعقد أيضاً حركة التجارة الدولية وسفن النفط والغاز الخليجية وأنشطة الشحن، وستضغط أكثر على قناة السويس والموانئ المطلة على البحرين الأحمر والمتوسط، وبالتالي على حركة الأسعار في العالم كله بما فيها أوروبا والولايات المتحدة.

العالم كله مطالب بنزع السكين من يد المجرم نتنياهو وعصابته في حكومة الاحتلال المتطرفة والعنصرية التي تجر المنطقة كلها إلى حرب مفتوحة تهدد أول ما تهدد إسرائيل نفسها التي باتت على المحك، في ظل وضع المقاومة الفلسطينية نهاية لأسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وفي حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة، فإنه قد يجر المنطقة لصراعات وتوترات جديدة كما جرى في ولايته الماضية، حيث قد يعيد الصدام مع حكومة طهران والعقوبات على إيران وقطاعها النفطي، ويعيد ابتزاز بعض دول الخليج وفتح ملف التطبيع الشائك، والضغط على الدول العربية غير المطبعة مع دولة الاحتلال. كما سيضغط على دول المنطقة لتقليص علاتها السياسية والاقتصادية مع الصين.

المساهمون